بعد حادثة الاسلحة الكيميائية في سوريا، أطلقت أمريكا 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك من مدمرات للبحرية الأميركية في شرق البحر المتوسط استهدفت مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص في وسط سوريا. ما أثار التوتر في العلاقات الامريكية ـ الروسية. وقال الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاسبوع الماضي، أن العلاقات الامريكية الروسية ربما ستدهور الى ادنى مستوياتها في التاريخ. وباعتبار أمريكا وروسيا اكبر بلدين مشاركتين في الحرب السورية، فإن توتر علاقاتهما سيؤثر بشكل مباشر على الوضع في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء الأمريكية العالمية أسوشيتد برس أن فريق الشؤون الامنية لترامب لن يتخلى عن التعاون مع روسيا بشأن القضية الروسية، وإنما يجري مشاورات مكثفة بعد حادثة هذا الشهر لاعادة مركز ثقل الاتصالات الى الحوار مرة أخرى.
ونقلت وكالة الأنباء الأمريكية العالمية أسوشيتد برس يوم 17 ابريل عن مسؤولين امريكيين قولهم، أن خيارات ترامب لحل القضية السورية تتضح على نحو متزايد، وتنقسم الى ثلاث مراحل، القضاء على تنظيم " الدولة الاسلامية " (داعش)، وإعادة الاستقرار للمناطق السورية المحررة، ثم الوصول الى خطة الانتقال السياسي. وحسب الخطة، سيتنحى الرئيس السوري بشار الاسد في النهاية.
الخطوة الاولى: القضاء على تنظيم " الدولة الاسلامية") داعش (
قال مسؤول أمريكي لم يكشف عن اسمه، أن أمريكا ليس لديها نية استخدام القوة العسكرية للاطاحة بنظام بشار الاسد، بالرغم من شنها ضربات عسكرية بصواريخ من طراز توماهوك ضد سوريا.
كما قال مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، هربرت رايموند ماكماستر، يوم 16 ابريل ، أن الجيش الامريكي لا يخطط لارسال المزيد من القوات البرية إلى سوريا. وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس بوضوح أيضا، ان أولوية امريكا هي القضاء على تنظيم " الدولة الاسلامية")داعش (.
في الوقت الراهن، فقد تنظيم "الدولة الاسلامية" السيطرة على مناطق واسعة في سوريا والعراق في ظل الحصار العسكري عليه في العديد من البلدان. ومع ذلك، لا يزال تنظيم "الدولة الاسلامية" يعزز قدراته الحربية في الرقة والموصل. وأن الحرب في الرقة سيكون التركيز المقبل للقوات الامريكية وحلفائها في سوريا.
الخطوة الثانية: استقرار الاوضاع الامنية
تأمل ادارة ترامب تحقيق وقف اطلاق النار بين حكومة بشار الاسد والمعارضة في المنطقة تحت وساطتها بعد القضاء على تهديد تنظيم " الدولة الاسلامية". وقد توصل طرفا الصراع الى اتفاق وقف اطلاق النار في ا لسابق ولكن صعب تنفيذه. لذا، يأمل ترامب في إقامة "مناطق استقرار انتقالية"، حيث ستكون مختلفة عن "المناطق الآمنة" التي إقترحتها إدارة أوباما بها سابقا والتي تطلب تنفيذ التدخل العسكري الامريكي لفرضها، ما قد يؤدي الى الاحتكاك بين القوات الجوية الامريكية والقوات الجوية السورية. وفي مخطط ترامب، سيكون نظام الأسد المسؤول عن الأمن في "مناطق استقرار انتقالية"، وتساعد القوات الأمريكية أو العربية على حراسة هذه المناطق. وبعد تحقيق استقرار الوضع الأمني، تأمل أمريكا أن يعود القادة المحليون الذين أُجبِروا على الفرار من سوريا، لقيادة حكومات محلية. أما على مستوى وطني، يتم إنشاء هيئة انقتالية للمراقبة العامة.
الخطوة الثالثة: إنتقال السلطة
يعتبر موقف المسؤولين في حكومة ترامب بشأن مصير الرئيس السوري بشار الاسد غير متناسق. وقالت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي يوم 31 مارس، إن سياسة الولايات المتحدة في سوريا لم تعد تركز على إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة بعد تولي ترامب الرئاسة، وتسعى امريكا للتعاون مع روسيا لتعزيز الحل السياسي. ومع ذلك، بعد الضربات العسكرية التي شنتها على قواعد عسكرية سورية في 8 ابريل، قالت نيكي هالي إن أولوية أمريكا لا تزال في سوريا تنحي بشار الاسد.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس في بيان أن الأولوية الأمريكية هي القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية". ونقلت وكالة الأنباء الأمريكية العالمية أسوشيتد برس عن مسؤول امريكي قوله أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال زيارته الى موسكو الاسبوع الماضي، قال للجانب الروسي أن أمريكا ترغب في أن ترى بشار الاسد يترك السلطة طواعية. كما يمكنه مغادرة سوريا إلى روسيا أو إيران. وبعد تنحي بشار الأسد، ستضمن أمريكا استخدام روسيا القواعد العسكرية في سوريا. وأفاد المسؤول الامريكي انه بعد نقل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون هذه الفكرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويطلب الجانب الروسي توضيح مصالحها الجوهرية. ولم يطلب ريكس تيلرسون الرد من روسيا على الفور، بل يامل أن تدرس روسيا المقترح بعناية. ويبقى موعد الحصول على الرد غير واضح.