بقلم/ خوا يي وان، خبير في الشؤون الدولية
فتح وزير الخارجية الصينية وانغ يي جولته الخارجية بزيارة أربع دول في غرب أفريقيا، وتأتي هذه الزيارة بعد الزيارة التي قام بها في بداية السنة الى خمس دول افريقية اخرى. والخلفية الرئيسية لهذه الزيارات، هي أن عام 2017 عام مفتاحي لتنفيذ نتائج مؤتمر قمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني والافريقي، وعام هام لتعزيز وترقية مستوى التعاون الصيني الافريقي بشكل شامل.
بعد اختتام مؤتمر قمة جوهانسبرغ عام 2015، زار العديد من القادة الصينيين القارة السمراء، واستقبلت الصين عددا من رؤساء الدول الافريقية أيضا. وأن تعزيز التوافق في الأراء بين الرئيس الصيني شي جين بينغ وقادة افريقيا وتنفيذ نتائج قمة جوهانسبرغ الغرض الرئيسي من هذه الزيارات. وتشمل آلية منتدى التعاون الصيني الافريقي التعاونات الصينية مع 53 بلدا افريقيا، وتركز على تنفيذ خطة التعاون العشرة الكبرى بين الصين وارفيقيا خلال ثلاث سنوات، التي تستهدف الى مساعدة الدول الافريقية على تحقيق التحديث الصناعي والزراعي. ويعتبر"التنفيذ الواقعي" ذات وزن كبير في الدبلوماسية الصينية بافريقيا.
كما يعتبر "التنفيذ الواقعي" اهم نقاط بناء " الحزام والطريق". وقد حقق منتدى " الحزام والطريق" للتعاون الدولي المنتهي لتوه نجاحا كبيرا. كما أن أسباب عديدة ساعدت على تحقيق مبادرة " الحزام والطريق" نتائج متوقعة على المستوى العالمي في اقل من اربع سنوات ، وأن المثابرة في التنفيذ أهم عامل للحصاد المبكر.
وفي وقت مبكر من عام 2014، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في إجتماع فريق القيادة المالية الثامن لدراسة الحزام والطريق أنه ينبغي القيام بالعمل الجيد والجاد للترتيب العام لـ" الحزام والطريق"، وتحديد جدول زمني وخريطة العمل في السنوات المقبلة في أقرب وقت ممكن، بالاضافة الى رسم مجالات وخطط للنتائج في المرحلة الأولى. ويجب بناء " الحزام والطريق" بشكل براغماتي، وتطوير التعاون التجاري تدريجيا، من السهل الى الصعب، ومن القريب الى البعيد، ومن الخط الى السطح، لدفع بناء المشاريع الرئيسية خطوة خطوة لإتمام القضية شيءا فشيءا.
"التنفيذ الواقعي" السمة الرئيسية للدبلوماسية الصينية. وفي مواجهة الوضع الدولي المعقد والمتقلب، ومن أجل الدفع بالدبلوماسية الشاملة لدولة قوية ذات الخصائص الصينية، وقيادة تغيير الحوكمة العالمية، تعزيز نمط علاقات الصداقة وحسن الجوار، تطوير العلاقات بين الدول الكبرى ، وتعميق ترتيبات علاقات الشراكة، تنطوي كل هذه على سلسلة من الافكار الدبلوماسية الجديدة، والمفاهيم الجديدة والمبادرة الجديدة، وتشمل عددا كبيرا من التوافق والاتفاقيات والالتزامات الجديدة الثنائية والمتعددة الاطراف، التي بحاجة للعمل على تنفيذها.
"التنفيذ الواقعي" يجعل الدبلوماسية الصينية ذات مصداقية، ومنتجة، وسمعة جيدة على الساحة الدولية، وترسيخ استراتيجية الصين المواتية، وتوسيع التعاون المتبادل والمنفعة العامة في الفضاء الدولي.
الاهمية البديهية لـ "التنفيذ الواقعي" في مجال الدبلوماسي نفسه على المستوى المحلي. منذ المؤتمر الوطنى الثامن عشر للحزب الشيوعى الصينى، وضعت الصين أمامها جولة جديدة من الاصلاح والانفتاح، وبرنامج شامل لتعميق الاصلاح، كل منها مطالب تحقيقها في الواقع. وحددت الجلسة المكتملة الثالثة الجدول الزمني لجميع اجراءات الاصلاح، وتنفيذ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني واحدة تلو الآخر، والقيام باشكال مختلفة من الرقابة والتفتيش، وتوجيه ومساعدة الادارات المختلفة على تحديد مسئولياتها وإنجاز أعمالها. وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ بشكل خاص على بذل الجهود لتنفيذ المشاريع والمهام. وتنقل هذه الروح للتنفيذ الواقعي الى المجال الدبلوماسي. حيث أن "التنفيذ الواقعي" هو الطريق الوحيدة لعمل جميع المبادئ التوجيهية للسياسية الخارجية.
يعتبر تنفيذ مفاهيم ومبادرة الدبلوماسية الصينية نموذجا لبعض الدول ذات الدبلوماسية الشفوية وغير العملية. وهذا يعكس من جهة ترحيب واسع للبرامج الصينية في البلدان المعنية، ومن جهة آخرى، يعكس أن الصين دولة كبيرة مسؤولة في عصر لعبة السلطة. وبالنسبة الى بعض تصريحات غير مسؤولية حول التعاون الصيني الافريقي ومبادرة " الحزام والطريق" وغيرها من القضايا المرتبطة بالصين، قال وزير الخارجية الصينية وانغ يي:" هناك البعض من الناس بدلا من الحديث بكلام غير مسؤول حول التعاون بين الصين وافريقيا، عليهم بالكشف عن سواعدهم للعمل معا للمحاربة الفقر في افريقيا، ومساعدة افريقيا على تعزيز قدراتها في التنمية الذاتية." الدبلوماسية الصينية الواقعية تعزز التعاون المربح للجانبين الصيني والعالم ، وتعد نعمة على العالم.