تحليل إخباري: الصين وروسيا تتقاسمان الكثير لتوسيع التعاون الاقتصادي

موسكو 31 مايو 2017 / قبل 3 أشهر تقريبا على قمة بريكس التي ستعقد في الصين، أشار محللون روس إلى وجود إمكانيات هائلة لزيادة وتنويع التعاون الاقتصادي بين روسيا والصين.

وقال الخبراء إنه يمكن إيجاد فرص كبيرة من خلال تنمية مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين وعملية التصنيع لإحلال الواردات الروسية، مضيفين أن توثيق العلاقات بين الشريكين الإستراتيجيين سيكون مفيدا للجانبين.

وأكد هؤلاء على ضرورة توسيع التجارة الصينية-الروسية لتشمل المزيد من قطاعات غير الطاقة حتي يتطور التعاون الثنائي بطريقة مستدامة.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تنشغل فيه دول بريكس-- البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا-- بالاستعداد للقمة التاسعة لزعماء الكتلة في الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر في مدينة شيامن بمقاطعة فوجيان شرقي الصين.

--البنية التحتية والاستثمار الصناعي

يعتبر تطوير مرافق النقل أحد المشاكل الرئيسية التي تواجه روسيا نظرا لاتساع أراضيها والجودة المنخفضة للطرق والسكك الحديدية.

وقال سيرغي لوزيانين، مدير معهد دراسات الشرق الأقصى بالأكاديمية الروسية للعلوم، إن "الاستثمارات الصينية والمشاريع المشتركة ستلعب دورا رئيسيا في المناطق الشاسعة لسيبيريا والشرق الأقصى وكذلك في مناطق أخرى من روسيا".

ويعلق لوزيانين آمالا كبيرة على مبادرة الحزام والطريق، التي يمكنها أن " تحفز تطوير البنية التحتية بشكل كبير".

ولتمويل إنشاء البنية التحتية، قال ياروسلاف ليسوفليك كبير الاقتصاديين ببنك التنمية الأوراسي إن بنك التنمية الجديد لبريكس يجب أن يلعب دورا أكبر.

وردت روسيا على العقوبات الغربية في أعقاب ضمها للقرم في عام 2014 بما يسمي سياسة " إحلال الواردات" في قطاعات مختلفة في محاولة لتعزيز الإنتاج الصناعي المحلي.

وقال فيتالي مونكيفيتش، رئيس الاتحاد الروسي-الآسيوي للصناعيين ورواد الأعمال، إن عملية التصنيع لإحلال الواردات تخلق فرصا للاستثمارات الصينية المباشرة في روسيا.

وأضاف مونكيفيتش " هذا أمر مفيد للجانبين حيث أن الشركات الصينية ستحقق معدلات ربح أكبر وقدرة على بيع منتجاتها في روسيا، في حين ستحصل روسيا على استثمارات وفرص عمل جديدة".

ووفقا لوزارة التجارة الصينية، فإن الشركات الصينية استثمرت أكثر من 100 مليون دولار في روسيا بين يناير وأبريل هذا العام.

وقال " إننا نرى اهتماما جادا بالتعاون الروسي-الصيني من جانب دوائر الأعمال في البلدين".

-- الشراكة في قطاع غير الطاقة

وارتفعت التجارة بين الصين وروسيا بنسبة 26.2 بالمائة على أساس سنوي إلى 24.7 مليار دولار في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2017، وفقا للإدارة العامة للجمارك في الصين.

وبالإضافة إلى النفط والغاز، رأى المحللون الروس إمكانية لتوسيع التجارة الثنائية إلى مجالات أكثر.

وقال مونكفيتش " أعضاء الاتحاد الروسي-الآسيوي للصناعيين ورواد الأعمال دائما ما يلجأون إلينا بطلبات لتصدير زيت عباد الشمس والعسل والآيس كريم والحلويات والكحول... إننا نرى إمكانية كبيرة لتنمية الصادرات بدلا من المواد الخام".

وبالنسبة للتعاون الفضائي بين روسيا والصين، توقع لوزيانين إقامة محطات فضائية مأهولة مشتركة والمشاركة في بعثات فضائية في المستقبل.

علاوة على ذلك، اقترح لوزيانين وليسوفوليك، وهما أيضا عضوان بنادي فالداي للمناقشة، أحد مراكز الفكر الروسية، أن يتعاون المبرمجون في الجانبين لضمان الأمن الإلكتروني وتطوير أعمال قائمة على الإنترنت.

وقال لوزيانين " كل هذا يخلق معا نوعية جديدة من النمو للتعاون الروسي-الصيني. يمكننا التعامل مع النفط والغاز ونتحدث عن تنويع التعاون في نفس الوقت".

وفي يوم الخميس، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي إنه يتعين على البلدين مواصلة تطوير التعاون البراغماتي.

وشاطره وانغ الرأي قائلا إنه يتعين على روسيا والصين مواصلة تعميق التعاون في مجالات مثل التجارة والاستثمار واستكشاف مصادر جديدة للنمو الاقتصادي.