تقرير : الصينيون يبكون منتخب بلادهم لكرة القدم ويشيدون بأداء سوريا التي تمزقها الحرب

بكين 14 يونيو 2017 / بهت-- لكنه لم يمت تماما- أمل المنتخب الصيني لكرة القدم في الصعود إلى كأس العالم في روسيا عام 2018 بعد تعادله مع المنتخب السوري بهدفين لمثليهما في المباراة التي جرت بينهما أمس (الثلاثاء) في ماليزيا، في نتيجة زادت أوجاع الجمهور الصيني ووصفها الإعلام المحلي بالـ"مؤسفة" في الوقت الذي أشاد فيه بأداء المنتخب السوري، القادم من الدولة التي تمزقتها الحرب.

واقتنص المنتخب السوري نقطة من المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب " هانغ جينات" في ماليزيا بهدف قاتل أحرزه قائده أحمد الصالح في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة، ليحافظ المنتخب السوري على فرصه في المنافسة على المركز الثالث في المجموعة الأولى من تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال روسيا.

وأعرب تشانغ تشن مينغ، المعلق بمحطة ((سي سي تي في)) التلفزيونية الصينية، عن أسفه إزاء تعادل المنتخب الصيني مع نظيره السوري في اللحظة الأخيرة، رغم أن المنتخب الصيني لا يزال لديه فرصة أيضا من الناحية النظرية للتأهل إلى مونديال روسيا.

وقال تشانغ "من المفروض أن نقدم فروض الاحترام لكرة القدم السورية. الحرب دمرت الملاعب في سوريا، لكنها لم تدمر منتخب هذه الدولة".

وأدى المنتخب الصيني بنظر البعض مباراة طيبة على الأقل مقارنة بمباراة الذهاب التي خسرها بهدف دون مقابل على أرضه ووسط جماهيره في أكتوبر الماضي بمدينة شيآن.

وكتب مشجع صيني باسم مستعار "الشمس الصغيرة" على موقع ((تينسنت نيوز))" المنتخب لعب بشكل معقول، لكن نتيجة المباراة ليست مرضية. يجب أن نعترف بأن قدرة المنتخب الصيني محدودة في هذه المرحلة من التصفيات الآسيوية"، مضيفا "أداء المنتخب السوري جيد، رغم أنه لا يلعب في سوريا بسبب الحرب، شد حيلك يا سوريا!"

ويعد انتهاء الجولة الثامنة، تتصدر حاليا إيران المجموعة بـ20 نقطة تليها كوريا الجنوبية في المركز الثاني بـ13 نقطة ثم اوزباكستان في المركز الثالث بـ12 نقطة. ورفع المنتخب السوري رصيده بالتعادل الأخير إلى 9 نقاط في المركز الرابع. ويتبقى لكل فريق مباراتان.

وتحت عنوان "مارسيلو ليبي لم ينقذ المنتخب الصيني"، قال موقع ((سوهو نيوز)) بحسبة بسيطة في تقرير له إن "الراتب السنوي للمدرب الإيطالي المعروف يزيد عن 20 مليون يورو، متجاوزا نظيره السوري بحوالي 6300 ضعف، لكن ليبي لم ينقذ كرة القدم الصينية".

وأضاف التقرير أن " سعر المهاجم وو لي أو المدافع تشانغ لين بنغ يبلغ 1.2 مليون يورو. ويساوي سعر أي منهما منتخب سوريا بالكامل تقريبا".

وقدمت الصين دعم لوجيستيا وافرا للمنتخب قبل هذه المباراة بما في ذلك تخصيص طائرة خاصة لنقل الفريق إلى ماليزيا لكن لم يحقق الفريق النتيجة المرضية.

وقال مشجع صيني آخر تحت اسم "الحب عن كرة القدم" على موقع ((سينا)) الإخباري الصيني، إن "المنتخب الصيني كان قريبا من الفوزعلى نظيره السوري مساء أمس، لكن الفرصة التي كانت سانحة للحصول على نقلة في التصفيات الآسيوية تبددت للأسف الشديد بأقدام الصالح في اللحظة الأخيرة".

وقدر موقع ((سي أن أر)) التابع للراديو الوطني أمل المنتخب الصيني في التأهل الى المونديال بأنه "لا يزيد عن 0.02156 بالمائة".

وقال في تقرير إن منتخب سوريا كاد أن يسحق حلم الصين في التأهل الى المونديال تماما، مشبها وضع المنتخب الصيني حاليا بالسجين الذي ينتظر المحاكمة.

مع ذلك، أثنى التقرير على أداء المنتخب الصيني ولا سيما في الشوط الثاني حيث صنع فرصا كثيرة، لكن الحظ لم يحالفه لتحويلها إلى أهداف كافية.

ليكرر المنتخب الصيني مرة أخرى قصة الانتظار، بحسب التقرير.

وقال إن " حلم المنتخب الصيني في التأهل إلى كأس العالم عام 2018 ليس مسألة رياضية، لكن مسألة فلسفية. كلما تأتي المباريات الهامة التي تحدد المصير، يجتمع ما يصل إلى مائة مليون مشجع صيني و11 لاعبا أملا في انتظار غودو الذي لا يأتي أبدا".

في إشارة إلى المسرحية التي كتبها الكاتب الإيرلندي صمويل بيكيت والتي حازت على تقييم أهم عمل مسرحي في القرن العشرين باللغة الإنجليزية. وتدور حول شخصيات معدمة ومهمشة تنتظر شخصا يدعى "غودو" يأتي ليغير حياتهم للأفضل لكنه لا يأتي في رمزية لقصة الانتظار المتكررة عبر الأماكن والأزمان..

وقد أثار المنتخب الصيني أمل المشجعين الصينيين عندما قلب تأخره بهدف إلى تقدم بهدفين عندما أحرز وو شي الهدف الثاني في الدقيقة 75 بعد 7 دقائق من إحراز زميله قاو لين الهدف الأول في الدقيقة 68، لكن هذا الحلم لم يستمر طويلا عندما أحرز الصالح هدف التعادل من ركلة حرة قبل انتهاء المباراة مباشرة.

وكتب المشجع " دروغبا الوسيم" على موقع ((تينسنت نيوز )) " علينا أن نعترف بأن كرة القدم الصينية لم تصل بعد إلى مستوى التأهل للكأس العالمي. أمامنا طريق طويل وشاق".