موسكو 4 يوليو 2017 / اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة مكثفة مدتها 26 ساعة لروسيا بعد ظهر اليوم (الثلاثاء) بعلاقات ثنائية أقوى وأجندة موسعة للتعاون.
وفي زيارته السادسة لروسيا منذ توليه منصبه، التقى الرئيس شي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديمتري مدفيديف، ووقع شي بيانات مشتركة مع الجانب الروسي من اجل زيادة تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة وحول الموقف من القضايا الدولية الكبرى.
والتقى بوتين وشي اللذان يباهيان بعلاقة عمل وثيقة وصداقة شخصية ودية- أكثر من 22 مرة خلال السنوات الخمس الماضية. وفي إشارة واضحة على دعم بوتين لمبادرة الرئيس شي، جاء بوتين للعاصمة بكين في مايو الماضي من أجل حضور قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي.
وأثبتت الممارسة العملية أن العلاقات الصينية الروسية ناضجة وصلبة ولم تتأثر بالبيئات الخارجية وتمثل نموذجا للتعايش المتناغم والتعاون المربح للطرفين بين قوتين عالميتين وجارتين، وفقا لما جاء فى بيان وقعه الزعيمان.
وقالت الوثيقة إنه فى ظل الظروف التاريخية الجديدة، سيكرس البلدان جهودهما لزيادة تقوية علاقاتهما استنادا إلى المساواة والثقة والدعم المتبادل والازدهار المشترك والصداقة الدائمة وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة الأعمق والتعاون العملي والتعاون الأمني والتبادلات الشعبية والتنسيق الدولي.
وقال البيان المشترك، ان العلاقات الصينية الروسية تجاوزت المستوى الثنائى وأصبحت عاملا مهما في حماية التوازن الاستراتيجي العالمي والسلم والاستقرار فى العالم.
واتفق البلدان على أن يعطي أحدهما الآخر الأولوية في الأنشطة الدبلوماسية ويدعم كل منهما الآخر في حماية جوهر مصالحه بما في ذلك السيادة والأمن ووحدة الأراضى، مع استمرار قيام رئيسى الدولتين بدور قيادي استراتيجي في العلاقات الثنائية.
وفي مجال التعاون العملي، اتفق البلدان على المضي قدما في التضافر بين استراتيجياتهما التنموية والتضافر بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تقوده روسيا، وتعميق التعاون العملي في مجالات عديدة وتعزيز الأسس المادية لتنمية العلاقات الصينية الروسية.
وأشاد الزعيمان بمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي واتفقا على اتخاذ خطوات ملموسة من اجل تشجيع مشروعات التعاون فى الأمن السيبرانى والأبحاث في القطب الشمالى والفضاء والتجارة والتكنولوجيا والترابط والمال والتعاون فى إطار تكتل بريكس.
وتعهد شي وبوتين أيضا بأن يدفعا سويا تنفيذ اتفاق باريس للتغير المناخي وتوسيع التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين وروسيا.
وخلال لقائه مع رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف، حث شي البلدين على تنفيذ التعاون في طريق البحر الشمالي من أجل إنجاز "طريق الحرير الجليدى" والتنفيذ الجدي للعديد من مشروعات الترابط.
وقال شي انه مع الإمكانات الهائلة والآفاق الرحبة للتعاون العملي بين الدولتين، فإن الصين وروسيا يتعين عليهما أن ترفعا التعاون في الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة وأن تنفذا مشروعات التعاون التصنيعية الكبرى مع تعزيز التعاون في مجال القطارات فائقة السرعة والدفع نحو البدء المبكر في مشروع السكك الحديدية فائقة السرعة للربط بين موسكو وكازان.
وقال ان البلدين ينبغي عليهما أيضا تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك التعليم والثقافة والرياضة والسياحة والإعلام من أجل تشجيع التفاهم المشترك والصداقة التقليدية بين البلدين.
وأشاد الرئيس الصيني بالنتائج المثمرة للتعاون الثنائي في التجارة والاستثمار في ظل تباطؤ النمو في الاقتصاد العالمي والوضع القاتم للتجارة والاستثمار الدولي.
وأبلغ شي مدفيديف أن الصين متمسكة بشدة بتعزيز التعاون مع روسيا وواثقة من المعالجة المشتركة للتحديات الدولية بالتعاون مع روسيا.
وبشأن القضايا الدولية الكبرى، تعهد شي وبوتين على العمل سويا وتأسيس آلية أمنية فعالة وشاملة في شمال شرقي اسيا في أقرب وقت ممكن، من أجل ضمان السلام والاستقرار الدائم في المنطقة.
كما أعرب زعيما البلدين عن رفضهما القوي للتركيب الأحادى للدرع الصاروخي في أوروبا ومنطقة آسيا- الباسيفيك من جانب دول معينة على حساب المصالح الأمنية للدول الأخرى.
وبالنسبة للقضية السورية، دعت الدولتان الى احترام سيادة سوريا واستقلالها وحثتا على الدعوة لحوار واسع داخل سوريا لتسوية الأزمة الراهنة عن طريق الوسائل السياسية والدبلوماسية.
وقالت الدولتان ان الامم المتحدة ينبغى ان تقوم بدور قيادى فى ادار محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة ومكافحة الارهاب الدولى وشددت الدولتان فى البيان المشترك على القضايا الدولية الكبرى.
وأشادت الصين وروسيا بقيام روسيا بإرسال قواتها الجوية بناء على طلب الحكومة السورية للقيام بغارات لمكافحة الإرهاب وحماية سيادة سوريا وسلامة أراضيها.
وخلال الحديث عن الوضع في افغانستان، عبر شي وبوتين عن المخاوف بشأن تمدد الجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في الدولة الآسيوية.
وأشادت روسيا بشدة بالجهود الدبلوماسية المكوكية الأخيرة للصين مع باكستان وافغانستان، قائلة ان تلك التحركات ساهمت في تحسن علاقات البلدين الجارتين وشجعت المصالحة الداخلية في افغانستان من بين نتائج إيجابية أخرى.
وتعد روسيا المحطة الأولى في جولة شي الخارجية، والتي يقوم خلالها أيضا بزيارة دولة لألمانيا ويحضر القمة المقبلة لمجموعة الاقتصادات العشرين الكبرى أيضا.