هامبورج ، ألمانيا 7 يوليو 2017 / حث الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم( الجمعة) أعضاء مجموعة الاقتصادات العشرين الكبرى ، على الدفاع عن اقتصاد عالمي منفتح ونظام تجاري متعدد الأطراف، حيث يبقى النمو العالمي بطيئا رغم علامات على التعافي.
وفي حديثه خلال القمة السنوية لمجموعة العشرين في هامبورج وهى ميناء رئيسى بشمال ألمانيا، حث شي أيضا على تنسيق الجهود في تشجيع محركات جديدة للنمو ، وتعزيز نمو أكثر شمولا ،وكذا تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية.
وقال شي، الذي يقود ثاني أكبر اقتصاد في العالم " يجب أن نبقى على تمسكنا بالانفتاح والمنفعة المتبادلة للجميع من أجل زيادة حجم " الكعكة " الاقتصادية العالمية".
اقتصاد منفتح
وتأتى قمة العشرين لهذا العام، المقررة خلال يومي الجمعة والسبت، تحت عنوان " تشكيل عالم مترابط "، في الوقت الذي يستمر فيه الاقتصاد العالمي في حشد القوة الدافعة، وتشهد فيه الدول النامية واقتصادات السوق الصاعدة أداءً اقتصاديا أقوى.
ولكن الرئيس الصيني أوضح أنه برغم ذلك، فإن الاقتصاد لا يزال يعاني من مشكلات مزمنة ولا يزال يواجه الكثير من الشكوك وعوامل عدم الاستقرار .
وشدد على دور الابتكار والتنمية في تعزيز النمو العالمي، مقترحا قيام أعضاء مجموعة العشرين بتعزيز التعاون في مجال الاقتصاد الرقمي والثورة الصناعية الجديدة، والاشتراك في تعزيز التكنولوجيات الجديدة والصناعات الجديدة وأنماط الأعمال الجديدة والمنتجات الجديدة.
وتابع " إن مصدراً آخر لمحركات النمو يأتي من خلال تعظيم الجهود في مواجهة قضية التنمية، ومن خلال تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة، الأمر الذي سوف يعود بالفائدة على الدول النامية ويخلق في الوقت ذاته فرصا للأعمال والاستثمار للدول المتقدمة. بعبارة أخرى، سوف تكون هذه لعبة يربح فيها الجميع."
وحث الزعيم الصيني أعضاء مجموعة العشرين على المزيد من التعاون في التعليم والتدريب والتوظيف وإقامة الشركات ، والآليات المتعلقة بتوزيع الثروة.
وتابع " إن التقدم على هذه الجبهات، سيجعل العولمة الاقتصادية تعمل بشكل افضل."
بالإضافة إلى ذلك، طالب شي أعضاء مجموعة العشرين بتعزيز التنسيق في سياسات الاقتصاد الكلي، وإحباط المخاطر في الأسواق المالية وتطوير الشمول المالي والتمويل الأخضر حتي يتسنى للقطاع المالي، بحق، قيادة تنمية الاقتصاد الحقيقى.
واستشهد الرئيس الصيني بقمة المجموعة التي عقدت العام الماضي في مدينة هانغتشو بشرق الصين ، وبمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي عقد في بكين فى مايو من العام الجاري - في شرح الارتباط بين قمة هانغتشو وقمة هامبورج من جهة، والارتباط بين تعهدات منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي وأهداف قمة مجموعة العشرين، من جهة أخرى.
ومن المتوقع أن يحقق الاقتصاد العالمي نموا نسبته 3.5 بالمئة ، هذا العام، وهو أفضل أداء في الأعوام الأخيرة. وقد حققت الصين معدل نمو فاق التوقعات خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث بلغت نسبة نمو إجمالي الناتج المحلي 6.9 بالمئة ، على أساس سنوي، وهي الزيادة الأسرع خلال 18 شهرا.
لقد كانت الصين عاملا رئيسيا في تحقيق الاستقرار للاقتصاد العالمي بقدر ما كانت محركاً له، لتسهم بأكثر من 30 بالمئة من النمو العالمي في السنوات الأخيرة .
وقال زعماء مجموعة العشرين خلال القمة إن الاقتصاد العالمي أظهر علامات إيجابية تمثلت في تعافي النمو وتحسن التوظيف، لكنه لايزال يواجه عوامل عدم استقرار وشكوكا ناجمة عن التنمية غير المتوازنة وزيادة الحواجز التجارية والمخاطر المالية.
واضاف الزعماء أنه يتعين على أعضاء مجموعة العشرين،والتي تضم الدول ذات التأثير الكبير على القضايا الاقتصادية والمالية العالمية - تعزيز التضامن وتنسيق الجهود في تنفيذ التوافق والنتائج التي أسفرت عنها قمة هانغتشو، وتعزيز الإصلاح الهيكلي، وكذا تعزيز الابتكار والتعليم.
وأوضحوا أنه يتعين كذلك على أعضاء مجموعة العشرين تعزيز التجارة التي تعود بالنفع على الجميع، وتعزيز النظام المالي الدولي، من أجل تحقيق نمو عالمي متوازن ومرن ومستدام ، ومن أجل توفير عوائد التنمية لعدد أكبر من الناس على مستوى العالم.
وحث الكثير من الزعماء على حماية التجارة الحرة وقواعد منظمة التجارة العالمية ، وأعربوا عن معارضتهم للحمائية.
مكافحة الإرهاب
قبيل القمة، اجتمع زعماء مجموعة العشرين صباح اليوم لمناقشة مكافحة الإرهاب، حيث حث الرئيس شي على تشكيل جبهة عالمية موحدة في مواجهة الإرهاب.
وأكد شي أن السنوات الأخيرة شهدت تعزيز المجتمع الدولي للتعاون في مكافحة الإرهاب والحد من انتشار المنظمات الإرهابية.
غير أن شي أكد أن جذور الإرهاب لم تُجتث بعد.
وقال شي إن الصين تقترح تشكيل جبهة عالمية موحدة في مواجهة الإرهاب من أجل اقتلاع جذوره وقطع القنوات التي تمد الإرهابيين بالتمويل ووقف استغلال الإرهابيين للإنترنت في نشر الإرهاب.
وتابع أن" الصين نفسها ضحية للإرهاب وتقف في الخطوط الأمامية للمكافحة الدولية للإرهاب."
وأردف " سوف تشارك الصين بنشاط في التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وسوف تقدم الدعم إلى البلدان الأخرى في تعزيز بناء القدرة في هذا الخصوص، وبهذا تشارك الصين بلدان العالم في توفير مظلة أمنية للشعوب حول العالم."
يذكر أن مجموعة العشرين تمثل المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي والمالي الذي يضم أهم دول العالم المتقدم وكذا الاقتصادات الصاعدة، وتمثل نحو 85 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي ، و80 بالمئة من التجارة العالمية، وثلثي سكان العالم.
وقد انطلقت مجموعة العشرين عام 1999 كاجتماع بين وزراء المالية ومحافظي البنك المركزي في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية. وتشمل فى عضويتها 19 دولة علاوة على الاتحاد الأوروبي.
وفي عام 2008 ، عقدت القمة الأولى لمجموعة العشرين في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة. وقامت المجموعة بدور هام في الاستجابة للأزمة المالية العالمية.