القاهرة 12 يوليو 2017 / شن وزراء ومسؤولون من الدول المقاطعة للدوحة اليوم (الأربعاء)، هجوما عنيفا على قناة (الجزيرة) الفضائية القطرية، واتهموها بدعم الإرهاب والطائفية.
وقال وزير الإعلام والثقافة السعودي عواد بن صالح العواد، في كلمته خلال اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب اليوم بمقر الجامعة العربية في القاهرة، إن "سمعة الجزيرة ليست كما يروج لها الأخوة في قطر، فهي قناة للشر، ودعم الإرهاب والتطرف، وتنفذ أجندة خارجية".
وأضاف "اننا لم نسمع هذه القناة وهي توجه انتقادات للدوحة، بل هي قناة تطبيل لقطر، ولا ينتظر ممن يغذي الإرهاب ويرعاه أن يكف عن ممارساته هذه"، مشيرا إلى أن القناة "تستضيف الإرهابيين وتقدمهم على أنهم أبطال".
ودعا الوزير السعودي إلى ضرورة الكف عن الدعوة للعنف والتطرف، مشيرا إلى أن "مسلسل العنف ما زال مستمرا في العديد من الدول العربية".
وشهد الاجتماع سجالا بين رئيسه مهدي بن غربية وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان في تونس ومندوب قطر الدائم بالجامعة العربية السفير سيف بن مقدم البوعينين، بسبب إصرار الأخير على تجاوز دوره والتعقيب على كلمة الوزير السعودي.
إلا أن رئيس الاجتماع رفض منح المندوب القطري التعقيب، خاصة أنه سبق له الحديث في أثناء الجلسة، وطلب من المندوب القطري الانتظار لحين الانتهاء من إلقاء الوزراء الكلمات وفقا للجدول المقرر.
بدوره، انتقد وزير شئون الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي وجود " قنوات (عربية) مشبوهة تنحاز لمنظمات إرهابية".
وقال الوزير البحريني إن "قناة الجزيرة القطرية وقنوات الفتنة المملوكة لإيران تسعى بشكل ممنهج لاستهداف الأمن والاستقرار وترويج الشائعات والأكاذيب".
وأضاف "نؤكد أن خلط الأوراق لن يحمي الأمن القومي العربي الذي يتطلب منا الوقوف بحزم، وليس هناك حرية مطلقة حتى في الغرب الذي يجده البعض مثالا".
وأردف ان "الجزيرة القطرية لم تلتزم بأي أخلاقيات للعمل الإعلامي، وبدأت في التطاول على الجميع إلا ملاكها، وتقوم بالترويج للإرهاب ورموزه في مناسبات عديدة، وهذا يتعارض مع صحيح الدين وتتاجر بمشاهدة البسطاء".
واتهم "هذه القنوات بأنها أذرع إعلامية للجماعات الإرهابية"، وتساءل "أي حرية تعبير لدى هذه القنوات التي تنتج أعمالا تسئ إلى الأمة العربية، وتستهين بجميع الدول العربية والجامعة العربية والجيوش العربية ؟ أي حرية التي تمس الجيش المصري الذي كان له الشرف في الدفاع عن الأمة العربية؟".
وأكمل:" أي حرية التي تستهدف قبلة المسلمين السعودية، كلنا نعرف أن من يستهدف السعودية يستهدف عروبتنا وإسلامنا.. أي حرية التي تستهدف الإمارات بتجربتها الاقتصادية العظيمة ودورها الكبير في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية".
من جانبه، أكد وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور بن محمد قرقاش في رسالة وجهها إلى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، أن "تقارير قناة الجزيرة تجاوزت مرارا عتبة التحريض إلى العداء والعنف والتمييز".
وتضمنت الرسالة أمثلة عديدة على "الدعم التحريري المستمر للجماعات الارهابية والترويج على الهواء للطائفية من قبل صحفيي الجزيرة"، حسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
وقال قرقاش إن "هذه القناة وفرت منصة لكل من أسامة بن لادن (الزعيم السابق لـ) تنظيم القاعدة، وأبومحمد الجولاني من جبهة النصرة، وخالد مشعل من حماس، وأنور العولقي من تنظيم القاعدة، وحسن نصرالله (زعيم) حزب الله، وعبدالحكيم بلحاج من الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة واخرين"، مشيرا إلى أن إجراء مقابلات مع هذه الشخصيات أتاح الفرصة للجماعات الإرهابية لإطلاق تهديداتها وتجنيد اتباع جدد والتحريض دون أي رادع أو رقيب.
واعتبر "أن اعتراضات الامارات القوية ضد قناة الجزيرة ليست مجرد خلاف في وجهات النظر التحريرية بقدر مع ما هي رد مباشر وضروري على تحريض الجزيرة المستمر والخطير على العداء والعنف والتمييز".
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط "إن بعضا من الإعلام العربي، وليس كله، صار جزءا من الأزمة في المنطقة حيث لعب دورا سلبيا بل مخربا".
وأضاف أبو الغيط، "لقد أصبحت هناك منصات لبث سموم التحريض وأدوات الفتنة وإثارة البلبلة مما أصاب العقل العربي بتشويش كبير، بسبب إعلام الصراخ الذي لا يبني ثقافة، فزادت حدة الصراعات في عدد من الدول العربية، وصار هناك خطاب إعلامي يعتمد على التكفير والتخوين، وصارت الطائفية شائعة في بعض وسائل الإعلام".
وتابع "لقد رأينا كيف كان الإعلام فاعلا في الأحداث التي عصفت بالمنطقة"، وتساءل :" من المستفيد من تخريب العقل العربي وهو أعز ما تملكه هذه الأمة؟.
واستطرد "إننا نقف من هذا النوع من الإعلام موقفا رافضا وقاطعا لأنه يزيد من عمق أزمتنا، ويفاقم من غربة المواطن ويعمق لديه الشعور باليأس والشعور بالكراهية".
واسترسل "إن الإعلام الذي ننشده هو إعلام الوعي وإعلام الحقيقة، الذي لا يتلون بانحيازات السياسة وأهوائها"، مشيرا إلى أن "إعلام الوعي لا يكتفي بنقل الواقع إنما يتوجه لعرض البدائل والحلول".