بكين 28 يوليو 2017 /على مدى السنوات الـ27 الماضية، كرست الصين نفسها للمشاركة في مهام حفظ السلام من خلال إيفاد قوات لحفظ السلام والمساعدة في تشييد بني تحتية وتقديم خدمات طبية في الدول التي مزقتها الصراعات وفقا لآليات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ونالت الإسهامات التي قدمها "أصحاب الخوذ الزرقاء" من الصين إشادة واحترام المجتمع الدولي.
-- عمليات حفظ السلام
لم يظهر الجيش الصيني اسمه في إحاطات مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلا في إبريل 1990، حيث ذكرت هذه الإحاطات أن خمسة مراقبين عسكريين من جيش التحرير الشعبي الصيني وصلوا إلى دمشق.
وحتى الآن، يحظى الجيش الصيني بالإشادة ويوصف بأنه "عامل حاسم وقوة رئيسية لعمليات حفظ السلام " كونه أرسل إجمالي 35 ألف من أفراد حفظ السلام والأفراد العسكريين للمشاركة في 24 من مهام حفظ السلام الأممية.
وعلى الحدود اللبنانية - الإسرائيلية ذات الكثافة السكانية المنخفضة، ترسل علامات ملفتة للنظر على وجود جماجم وأسلاك شائكة سميكة ومفزعة تحذيرا خطيرا للناس عن "منطقة الموت" هذه التي تتناثر فيها الألغام بكثرة
فقد قامت الدفعة الـ16من قوات حفظ السلام الصينية مؤخرا بجولة شملت 163 من الركائز الحدودية بطول "الخط الأزرق" الذي يصل طوله إلى 121 كلم، وسط حقل ألغام خطير وبيئة جغرافية معقدة ومناخ حار ونباتات شوكية وأشواك وكذا أفاعي وحشرات.
ويقدم مستشفي قوة حفظ السلام الصينية الـ16، وهو مستشفي من الدرجة الأولى، خدمات مجانية للبنانيين وكذا اللاجئين الفلسطينيين والسوريين ويقدم علاجا طبيا لكل من أجريت فحوص له فيها.
ومنذ عام 2006، وفيما كانت تستكمل مهام حفظ السلام في لبنان، تفانت قوات حفظ السلام الصينية في عرض القوة الصينية وتشكيل ملامح الصورة الصينية ونقل الروح الصينية ونيل ثناء الأمم المتحدة والبلدان الأخرى، وينظر "لأفرادها على أنهم أكثر الأفراد الودودين في قوة اليونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان).
-- إشادة دولية
وأعربت الرئيسة الليبيرية إيلين جونسون سيرليف عن تقديرها للمساهمات الطويلة الأجل التي تقدمها قوات حفظ السلام الصينية للسلام والاستقرار في بلادها.
وذكرت خلال حفل أقيم في العاصمة مونروفيا يوم 22 يوليو أن "قوات حفظ السلام الصينية وصلت إلى ليبيريا ليس لحمايتنا فحسب، وإنما أيضا لتقديم العون لجيشنا الوطني للدفاع عن أنفسنا بطريقة أكثر كفاءة. نشكركم على ما فعلتموه لنا".
كما أعربت عن خالص امتنانها للحكومة الصينية على ما تقدمه من مساعدات مستمرة وسخية.
وقالت "إننا نتوجه بالشكر للحكومة الصينية على تقديم الدعم والمساعدة لنا في كل خطوة. فعندما واجهنا صعوبات، كانت الصين أول من قدم لنا يد العون. إن الصين صديق حقيقي بالنسبة لنا. شكرا لك يا الصين! وإنني أتطلع إلى مواصلة التعاون بين بلدينا وتعزيز صداقتنا الدائمة".
ففي 10 مارس، غادر إجمالي 140 من ضباط شرطة حفظ السلام الصينيين بكين متوجهين إلى ليبيريا في مهمة مدتها عام، وهو خامس فريق من شرطة حفظ السلام ترسله الصين إلى هذا البلد الأفريقي.
كما أشاد وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروكس بتفاني الصين في تحقيق السلام العالمي.
وقال لاكروكس خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) مؤخرا أن الصين، باعتبارها ثاني أكبر مساهم مالي، فوجودها في غاية الأهمية ".
"إنني معجب إعجابا شديدا بجودة الفرقة الصينية وأفرادها الأكفاء ومعداتها ذات النوعية الجيدة -- أنه أمر مهم جدا"، حسبما أشار لاكروكس.
إن الأمم المتحدة ليس لديها قوة عسكرية خاصة، وتعتمد على مساهمات الدول الأعضاء. وحتى 31 مارس 2014، ساهمت 122 دولة بأفراد من الجيش والشرطة في عمليات حفظ السلام الأممية، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.
وتظهر الإحصاءات الرسمية للأمم المتحدة أن الصين تسهم حاليا بـ2512 فردا في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من بينهم 155 شرطيا و34 خبيرا عسكريا و2323 جنديا. وإن عدد الأفراد الذين تسهم بهم الصين في بعثات حفظ السلام أكبر من العدد الذي تسهم به أي دولة أخرى من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي.
وذكر لاكروكس "إننا نتطلع إلى أن تصل الصين بتلك الإسهامات إلى مستوى الجاهزية الذي يمكننا، إذا لزم الأمر، من نشر وحدات صينية بسرعة أينما تطلب الأمر".
وقال إن "هذا جهد نقدره كثيرا".
وقد تم التوصل إلى توافق في الآراء بين الإدارة العليا للأمم المتحدة بأن عمليات حفظ السلام تطورت من مجرد رصد وقف إطلاق النار إلى حماية المدنيين ونزع سلاح المقاتلين السابقين وحماية حقوق الإنسان وتعزيز سيادة القانون ودعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة والوصول بخطر الألغام الأرضية إلى الحد الأدني وذلك من بين أمور أخرى كثيرة.