تعليق: ضبط النفس والحوار اساسيان لحل ازمة شبه الجزيرة الكورية

بكين 27 يوليو 2017 / تتصاعد حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية بعد اختبار جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية اطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في 4 يوليو الجاري وقيام الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بعد يوم واحد بتدريبات مشتركة بهدف ارسال تحذير لبيونغيانغ.

لكن ليس هناك سوي وسيلة واحدة بسيطة لتهدئة التوترات في شبه الجزيرة والمنطقة وهو ان يمارس الجانبان ضبط النفس.

وقال جو دانفورد رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة يوم السبت إن كوريا الديمقراطية قادرة على شن هجوم صاروخي "محدود" وإن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن نفسها وعن كوريا الجنوبية واليابان فى حالة وقوع مثل هذا الهجوم.

وهناك حاجة ماسة حاليا لان تمتنع كل الاطراف المعنية عن القيام باعمال من شأنها أن تؤدي الى تدهور الوضع الهش والمعقد بالفعل. ويجب التوصل لتسوية سلمية عبر الحوار والتشاور.

وأشار محللون سياسيون إلى أن السبب الرئيسي للقضية النووية على شبه الجزيرة الكورية هو الشكوك الاستراتيجية المتبادلة بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة.

بالنسبة لبيونغيانغ، يتعين عليها وقف اختباراتها النووية وفهم إنه عن طريق تكرار انتهاك التزامها بعدم الانتشار النووي، تعزل نفسها بازدياد عن المجتمع الدولي وتضع سلام واستقرار المنطقة ككل على المحك.

وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، فانه يتعين عليهم انهاء تدريباتهم العسكرية المشتركة وتقديم دليل مقنع على التزامهم المزعوم بتحقيق الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.

وكما اثبت التاريخ فمن غير المحتمل ان تنجح ردود الافعال الحادة واساليب الضغط التي تنتهجها واشنطن وسول من أجل كبح جماح طموحات بيونغيانغ النووية. وعلى النقيض، إنهم يساعدون في تقوية عزيمة بيونغيانغ على المضي قدما في مسعاها لتطوير قدراتها النووية.

ولقد بذلت الصين، كجارة قريبة وداعم قوي للسلام في شبه الجزيرة الكورية، جهودا هائلة للمساعدة في تسوية الازمة سلميا.

واقترحت بكين منهجا يمضى فى مسارين متوازيين هما دفع جهود نزع السلاح النووي واقامة آلية سلام ، وهو ما يحقق الهدف النهائي لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية ويلبي احتياجات بيونغيانغ الامنية.

كما تدعم مبدأ "التعليق المزدوج" الذي يطلب من بيونغيانغ تعليق انشطتها الصاروخية والنووية مقابل وقف التدريبات العسكرية واسعة النطاق التي تجريها كل من الولايات المتحدة وسول.

ومن الضروري لكافة الاطراف المعنية ممارسة اقصى درجات ضبط النفس والعمل معا من اجل استئناف المحادثات السداسية المتوقفة منذ فترة طويلة والتي مازالت تعد سبيلا واعدا للخروج من المعضلة الامنية المستمرة منذ عشر سنوات.

ما يجب على الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية اخذه في الاعتبار هو ان الحوار والتفاوض وليس المواجهة وتبادل الاتهامات، هو السبيل الامثل للتوصل لحل نهائي للازمة النووية في شبه الجزيرة الكورية.