مقالة خاصة: بوتين يوضح العلاقات العسكرية الروسية - الصينية ويعرب عن أسفه إزاء العقوبات الأمريكية المحتملة

/مصدر: شينخوا/  15:46, July 28, 2017

سافونلينا، فنلندا 27 يوليو 2017 / أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس أن التعاون العسكري بين بلاده والصين سيحقق التوازن للعالم.

ومن ناحية أخرى، ندد بتحقيقات تجرى فيما يتردد عن النفوذ الروسي في الولايات المتحدة والانتخابات الرئاسية وكذا العقوبات الأمريكية المحتملة على روسيا واصفا إياها بأنها محاولة للتضحية بالعلاقات الثنائية.

صرح بذلك بوتين في مؤتمر صحفي عقد في منتجع بونكاهارجو بمدينة سافونلينا الواقعة شرقي فنلندا بعد إجراء محادثات مطولة مع نظيره الفنلندي ساولي نينيستو.

فقد توجه بوتين إلى هذه المدينة الحدودية ذات المناظر الطبيعية الخلابة مستقلا مروحية عند الظهيرة لحضور الاحتفال بالذكرى المئوية لاستقلال فنلندا. وتزامنت زيارة العمل هذه مع المناورات البحرية الروسية - الصينية في بحر البلطيق.

بدأت المناورات المشتركة في نهاية الأسبوع الماضي، وأرسلت البحرية الصينية أسطولا يضم ثلاث سفن وبعض المروحيات ومشاة البحرية للمشاركة فيها.

-- استبعاد مسألة تشكيل تكتل عسكري

وقال بوتين، مؤكدا لوسائل الإعلام ، إن التعاون العسكري بين روسيا والصين غير موجه ضد أحد، ولا يقصد منه البدء في تشكيل تكتلات عسكرية جديدة.

ومن جانبه، أشار نينيستو إلى أنها ليست أول مناورات تجرى بين الصين وروسيا وليست المرة الأولى التي تتوجه فيها سفن صينية إلى أوروبا، مضيفا أن البحرية الصينية تواجدت في البحر المتوسط من قبل.

وذكر نينيستو أن "فنلندا تشارك أيضا في مناورات ببحر البلطيق مثل مناورات أورورا المرتقبة مع السويد والولايات المتحدة"، لافتا إلى أن "أورورا ليس المقصود منها أيضا تشكيل تكتلات ".

وباعتبارها جزءا من برنامج التعاون العسكري السنوي، تهدف المناورات التي يطلق عليها اسم "جوينت سي 2017"، القيام بمهام إنقاذ وحماية سلامة الأنشطة الاقتصادية البحرية بشكل مشترك.

وقد أصبحت المناورات المشتركة الدورية برنامجا سنويا، حيث أكد بوتين أن الدولتين بينهما تعاون إستراتيجي في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

-- التعبير عن الأسف إزاء التحقيقات الأمريكية

وفيما يتعلق بالتحقيقات الجارية فيما يسمى بالنفوذ الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ذكر بوتين أنها تخلق هستيريا مناهضة لروسيا، لافتا إلى أن التحقيقات ليست تحقيقات حقيقية نظرا لكونها تفتقر إلى دراسة كاملة للوضع.

وأشار إلى أن انتخاب الرئيس الأمريكي ليس له علاقة بروسيا، وإن تقييم ما يقوم به الرئيس الأمريكي أمر ليس من شأن روسيا.

وانتقد الرئيس الروسي هذه الممارسة الأمريكية واصفا إياها بأنها محاولة "لجعل التشريعات الأمريكية سارية المفعول في بلدان أخرى"، مضيفا أن العلاقات الروسية - الأمريكية تتم التضحية بها من أجل قضايا داخلية أمريكية.

بيد أن بوتين لم يحدد الإجراءات المضادة المحتمل أن تتخذها روسيا إذا ما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا، حيث قال بوتين إنه سيرى أولا ما ستؤول إليه النتيجة النهائية للعقوبات.

وحذر نينيستو من أن أي عقوبات جديدة ستؤثر على البلدان الأخرى، ومن ثم فإن هناك محادثات تجرى داخل الاتحاد الأوروبي.

وأشار محللون محليون إلى أن العقوبات الأمريكية الجديدة ضد روسيا يمكن أن تؤثر على توسيع خطوط أنابيب الغاز تحت بحر البلطيق المعروفة باسم "نوردستريم2".

-- تقدير أدوار الدول المحايدة بمنطقة البلطيق

كما ثمن بوتين الأدوار التي تضطلع بها الدول "المحايدة" المطلة على بحر البلطيق.

فهناك ست من دول الناتو في منطقة البلطيق، فيما لا تعد فنلندا والسويد عضوتين بهذا الحلف العسكري.

وقال النائب البرلماني الفنلندي المخضرم إيلكا كانيرفا، رئيس لجنة الدفاع البرلمانية، إن بوتين أشار مرة أخرى من بين السطور إلى أنه لا يريد انضمام فنلندا أو السويد إلى حلف الناتو.

وأضاف "عندما أشار بوتين إلى (الدول المحادية في منطقة البلطيق) و(السياسة الخارجية المستقلة الفنلندية)، فقد بعث برسالة مفادها أنه لا يريد أن يرى جميع دول حوض البلطيق وقد أصبحت أعضاء في الناتو".

وذكر ماركو كيفينين مدير معهد أليكسانتيري بجامعة هلسكني أن بوتين بعث برسالة ضمنية إلى فنلندا بضرورة العمل بشكل مستقل في الاتحاد الأوروبي.

وأشار كيفينين خلال مقابلة أجرتها معها صحيفة ((هلسينجين سانومات)) إلى تقدير بوتين لفنلندا لإتباعها "سياسة خارجية مستقلة".