الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

المبعوث الصيني: نتطلع إلى مراكمة جهود الحل السياسي للأزمة السورية

2017:08:11.15:41    حجم الخط    اطبع

  تتقدم الأزمة السورية نحو الحل بخطوات بطيئة لكنها مهمة، وبات الحل السياسي للأزمة ممكنا أكثر فأكثر.

يعود اندلاع الأزمة السورية إلى تراكم العديد من المشاكل المحلية على مدى طويل، كما تمثل القوى الأجنبية طرفا رئيسيا في الأزمة، هذا إلى جانب الصراع الطائفي. ولم تكن الأزمة السورية حدثا بالغ الدموية فحسب، وانما تحولت إلى كارثة كبرى حلت بسوريا، كان لها تأثير خطير على العالم. من خلال تغذيتها لإنتشار الإرهاب عبر العالم، وتسببها في أكبر موجة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية. وإلى الآن، لاتزال سوريا تعيش وضعا بالغ الصعوبة، ومازال السلام الذي يحلم به الشعب السوري بعيد المنال.

أيقظت المأساة الإنسانية التي تعيشها سوريا ضمير البشرية، وحفزت محبي السلام في العالم والقوى الحريصة على العدالة للدفع بإتجاه معالجة الأزمة. وفي العام الماضي، تصاعدت الأصوات المنادية بالوحدة في مقاومة الإرهاب، واستعادة السلام واحترام السيادة السورية وإعادة الإعمار. وبفضل الجهود المشتركة، مني تنظيم داعش وعدة تنظيمات ارهابية اخرى بضربات موجعة في العراق وسوريا. كما توصلت الدول المعنية إلى اتفاق حول "منطقة خفض الصراع"، ما أسهم في توسيع رقعة الأراضي المنضوية تحت وقف إطلاق النار، وحفّز جزءا من اللاجئين على العودة إلى منازلهم. وفي ظل بروز هذه الخطوات الإيجابية، تضاعفت تطلعات الناس نحو حل الأزمة السورية.

قبل وقت غير طويل، شاركت في الجولة السابعة لمحادثات السلام بجينيف حول الأزمة السورية، بعدها زرت بعض دول الشرق الأوسط، وتحادثت مع مختلف الأطراف سعيا لدفع محادثات السلام وعبرتُ عن الموقف الصيني البناء. واجمالا، يمكن القول أن الوضع مازال هشّا، وأن حتى هذه الجولة من محادثات جينيف لم تأت بإختراق حقيقي. لكن يمكننا ملاحظة تقدم مرحلي، وارتفاع مستوى الإجماع، وتقدم نحو الإتجاه الصحيح.

دعى الجانب الصيني مختلف الأطراف للإنطلاق من المصالح الجوهرية للشعب السوري وأمن المنطقة طويل المدى. كما أكد على ضرورة اغتنام المؤشرات الإيجابية التي أظهرتها الازمة السورية، والتحلي بالثقة والصبر ومراكمة جهود حل الأزمة، لخلق مزيدا من الظروف المواتية للحل النهائي.

أولا، يجب التمسك بالحل السياسي، والتخلي عن فكرة حسم الصراع في ساحة الحرب. كما على مختلف الأطراف العمل على دفع الحوار والمحادثات، وضمان استمرارية العملية السياسية وإستقرارها. وعلى مختلف الأطراف إظهار الصدق والتقريب بين المواقف، بمايعزز الثقة المتبادلة والإجماع.

ثانيا، التمسك بمبدأ تقرير الشعب السوري لمصير سوريا. على مختلف الأطراف السورية إظهار الإحترام والتفهم وتعزيز فرص الحوار، والعمل على التوصل إلى حوار ومفاوضات واسعة التمثيلية. في ذات الوقت، مع التمسك بوساطة الأمم المتحدة، يجب تفعيل دور آليتيْ محادثات جينيف ومحادثات أستانا. وعلى مختلف الأطراف الأجنبية العمل على دعم المفاوضات، وعدم فرض أجنداتها على سير المحادثات.

ثالثا، يجب اغتنام فرصة ضرب الإرهاب. في الوقت الذي يتم فيه ضرب المنظمات الإرهابية، يجب الإنتباه إلى عدم تفريق الإرهابيين في مختلف المناطق. ويجب توجيه الضربات القوية إلى جميع المنظمات المدرجة على قائمة الإرهاب في منظمة الأمم المتحدة، وعدم الكيل بمكيالين، أو التقوقع داخل الحسابات الجيوسياسية. وعلى هذا الأساس، فإن جميع الأطراف مدعوة إلى العمل على تشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب، وعلى جميع الأطراف تقديم اسهامات ايجابية في هذا الجانب.

رابعا، دعم جهود إعادة الإعمار في سوريا. إن المجتمع الدولي مطالب بدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا، ومساعدة هذه الدولة المنكوبة على إعادة إنشاء بنيتها التحتية، وتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم. كما يجب الإهتمام بإعادة التأهيل النفسي للسوريين ومساعدتهم على تضميد جراحهم، وإستعادة الأمل والنظر إلى المستقبل.

خامسا، ضمان سيادة واستقلال ووحدة سوريا. إن السيادة والإستقلال ووحدة الأراضي تعد شروطا أساسية لمحافظة أي دولة على سلامها واستقرارها، وتحقيق أمنها طويل المدى. كما أن الإحترام المتبادل للسيادة والإستقلال والوحدة هي الطريق الوحيدة للتعايش بين الدول على اختلاف أيديوليجياتها، وأديانها واقتصادياتها، وحماية الأمن والإستقرار الإقليمي والعالمي.

سيواصل الجانب الصيني التعاون مع المجتمع الدولي، مقدما إسهاماته وحكمته ومقترحاته، للعب دور بناء في إستعادة السلام والإستقرار في سوريا وكامل منطقة الشرق الأوسط.

(المبعوث الصيني للأزمة السورية شيه شياو يان)

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×