الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الصين
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : التفتيش عن الحقيقة والعدالة في قضية "نساء المتعة"

2017:08:15.16:06    حجم الخط    اطبع

توفيت هوانغ يو ليانغ قبل الإعلان عن المادة الفيلمية التي توثق قصتها، ودون الحصول عن العدالة والاعتذار التي كانت تتوق إليهما معظم حياتها.

وفي الوقت الذي يعرض فيه الفيلم الوثائقي "اثنان وعشرون" يوم الاثنين ويبرز "نساء المتعة" الصينيات ومعاناتهم خلال الحرب العالمية الثانية ، وضعت هوانغ البالغة من العمر 90 عاما في تابوت خشبي بغرفة معيشة ابنها.

أقيمت جنازة هوانغ يوم الاثنين. وعلى طاولة في قرية ييدوي بمقاطعة هاينان جنوبي الصين، وضعت 5 أوعية وزجاجة نبيذ محلي مصنوع من البطاطا الحلوة، بينما بكاها أقاربها وجيرانها.

ويأخذ التقدم في العمر "نساء المتعة"، وهومصطلح يشير للفتيات والنساء اللواتي أجبرن على العبودية الجنسية من قبل اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية.

ومن بين الـ 22 سيدة اللواتي تم تصويرهن في الفيلم الوثائقي، توفيت 14 سيدة منهن منذ عام 2014. وفي جميع أنحاء البر الرئيسي الصيني لم يعد هناك سوى 14 سيدة من "نساء المتعة" على قيد الحياة، وفقا لمركز أبحاث "نساء المتعة" بجامعة شانغهاي العادية.

وقبل أسبوع من وفاة هوانغ، زارها مراسلو شينخوا في منزلها لتسجيل تاريخ الحرب المؤلم الذي لا ينسى.

ندوب الحرب غير قابلة للشفاء

عاشت هوانغ في منزل صغير وكان من بين ممتلكاتها القليلة طاولة خشبية وثلاثة أطشات من البلاستيك ووعاء وزوج من عيدان الطعام وكرسي متحرك يغطيه الغبار. وبينما كان وزنها أقل من 40 كيلوجراما فلم تكن تتمكن من مغادرة السرير.

ويبدو أن هرة عمرها 3 أشهر فقط قدمها لها أحد الجيران، كانت هي علامة الحيوية الوحيدة في غرفتها.

قالت هوانغ: "أنا مسنة وأنتظر الموت، هو أمر لا مفر منه".

ورغم أن الحرب العالمية الثانية انتهت منذ أكثر من 70 عاما بعد انتشار ويلاتها في جميع أنحاء العالم، لا تزال أشباحها قائمة لبعض أقدم ضحاياها الذين كاد يطويهم النسيان.

عندما غزت القوات اليابانية مسقط رأس هوانغ في هاينان عام 1941، كانت الفتاة التي تبلغ من العمر 15 عاما آنذاك تحصد الأرز، طاردها الجنود حتى منزلها واغتصبوها .

وعادوا إلى منزلها كل يوم. اختبأت الفتاة الخائفة في منزل أحد الجيران، ولكن بعدما ضرب الجنود والديها وهددوهما ، لم يكن أمام الفتاة الصغيرة إلا الخروج من مخبأها.

لم ينته كابوسها، فقد تم نقلها بعد ذلك إلى بيت للدعارة حيث أجبرت على أن تكون من الرقيق الأبيض للجنود اليابانيين لمدة عامين، وتوفي كثير من النساء في مثل حالها بسبب المرض أو الاعتداء أو الانتحار.

بعدها كذب قروي على الجنود اليابانيين قائلا أن والد هوانغ قد مات وطلب أن يسمح لها حضور جنازة والدها. وأقامت عائلة هوانغ جنازة وهمية مدعين أنها انتحرت وهربوا ولم يجرؤوا على العودة إلى أن انتهت الحرب.

كان أجبار الفتاة على أن تكون "فتاة متعة" عار لا يمكن وصفه لكثير من النساء. حيث تزوجت هوانغ من مريض بالجزام كان يعرف ماضيها ولكنه لم يكن زواجا سعيدا.

تاريخ لا ينسى

وأضطر نحو 400 ألف سيدة في جميع أنحاء آسيا لأن يكونوا "نساء متعة" للجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية، نصفهم تقريبا من الصينيات وفقا لمركز بحوث "نساء المتعة".

وقال سو تشي ليانغ، مدير المركز، إنه إلى جانب الاعتداءات الجنسية المتكررة أجبرت النساء أيضا على القيام بالعمل اليدوي.

تكشف الفصل المأساوي لحياة تشن ليان تسون عندما أجبرت قريتها على إصلاح الطرق من قبل الجيش الياباني. يذكر أن تشن وهي فتاة عمرها 13 عاما، قد اغتصبت من قبل الجنود اليابانيين معظم الليالي.

ولا تزال تشن الذي تبلغ من العمر 91 عاما، خائفة من اليابانيين، حتى هؤلاء الذين يظهرون في المسلسلات التليفزيونية. وكان على ابنها نقل التليفزيون من غرفتها.

وعندما سئلت وانغ تشي فنغ التي يبلغ عمرها 92 عاما وهي سيدة متعة أخرى، عما إذا كانت ستقبل اعتذار أحفاد الجنود اليابانيين الذين أذوها، قالت "سوف أفعل ذلك ولكن يجب أن أقول لهم ما قام به أجدادهم أو أهلهم".

ورغم ذلك، وحتى بعد مرور 70 عاما، لم يتلق الضحايا إلى الآن حتى كلمة اعتذار واحدة من الحكومة اليابانية عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

وقد حاولت 24 سيدة صينية من "نساء المتعة" بينهم هوانغ مقاضاة الحكومة اليابانية في 4 دعاوى منذ عام 1995، وقد فشلت جميعها.

كما أنه مع مرور الوقت تبلى الشواهد المرئية التي تذكر بهذه الفظائع، ففي موقع إحدى "محطات المتعة" انهارت واحدة من الغرف الاثنتين وتلاشت جدرانها، بينما يمتد صدع طوله 3 أمتار من الجدار إلى الطابق الثاني. وعلى بعد 20 كيلومترا من محطة الراحة تلك ، دفنت هوانغ في منطقة مفتوحة بالقرب من منزلها.

ماتت هوانغ ودفنت إلا أن التاريخ المؤلم لن يختفي معها.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×