人民网 2017:11:27.08:50:27
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: ثمة حاجة لاتحاد أوروبي أقل قلقا وأكثر نشاطا في التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا

2017:11:27.08:41    حجم الخط    اطبع

بودابست 26 نوفمبر 2017 /في الوقت الذي يتوجه فيه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى بودابست اليوم (الأحد) لحضور الاجتماع السادس لرؤساء حكومات الصين ودول وسط وشرق أوروبا، فإن هذه المنطقة، التي كانت ذات مرة متخلفة عن ركب بقية أوروبا، تحظى بفرصة أخرى لاستعراض لقبها الجديد -- المنطقة الأسرع نموا في أوروبا.

وتدرج بيانات الاتحاد الأوروبي كل من رومانيا (8.6 في المائة في الربع الثالث من عام 2017) ولاتفيا (6.2 في المائة) وبولندا وجمهورية التشيك (5.0 في المائة) كأربعة اقتصادات أسرع نموا في الاتحاد، ويحدث بأن تكون هذه الدول من أعضاء إطار التعاون بين الصين ووسط وشرق أوروبا وتستحوذ على نصيب الأسد من استثمارات الصين في المنطقة.

وتساعد الصين أوروبا على تحويل دولها التي كانت ذات مرة متخلفة اقتصاديا إلى محركات نمو جديدة.

وفي الفترة من 2009 إلى 2014، نمت صادرات دول وسط وشرق أوروبا إلى الصين بنسبة 173 في المائة، في حين نما إجمالي التبادل التجاري مع الصين بنسبة 86 في المائة، وفقا لما ذكرته صحيفة ((لوكسمبورغر وورت)) اليومية. وخلال الشهور الأربعة الأولى من عام 2017، صدرت دول وسط وشرق أوروبا منتجات بقيمة 5.48 مليار دولار أمريكي للصين، بزيادة قدرها 18.9 في المائة على أساس سنوي.

وفي كل عام، يقضي أكثر من 800 ألف سائح صيني عطلاتهم في دول وسط وشرق أوروبا، حيث شهدت دول مثل بلغاريا زيادة بنسبة 50 في المائة في عدد الزوار على أساس سنوي في النصف الأول من عام 2017. علاوة على ذلك، تم ضخ استثمارات تتجاوز قيمتها 8 مليارات دولار أمريكي في المنطقة بفضل مبادرة الحزام والطريق الصينية، وفقا لما ذكرته الأرقام الصادرة عن الحكومة الصينية.

ولم تقتصر الاستفادة من التعاون على هذه الدول وحدها فقط، بل شمل ذلك أيضا الاتحاد الأوروبي.

أولا، من خلال معالجة التنمية المتفاوتة بين الدول الأعضاء، إذ أن الاستثمار الصيني مفيد في تعزيز تكامل الاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المواد الأولية المصدرة من دول وسط وشرق أوروبا إلى غرب وشمال أوروبا يتم معالجتها وتصديرها إلى الصين، مما يسهم أيضا في تنمية أوروبا.

ناهيك عن ذكر أنه من خلال بناء خط السكك الحديدية بين بودابست وبلغراد وطرق الشحن البرية-البحرية الصينية-الأوروبية والمزيد من المراكز اللوجستية في المنطقة، فإن الصين تساعد على مواصلة تعزيز دور دول وسط وشرق أوروبا كمركز نقل عبر الجسر البري الأوراسي.

ومن خلال الاستفادة الكاملة من موقعها الجغرافي، الذي يربط بين قارتي آسيا وأوروبا، تستطيع دول وسط وشرق أوروبا أن تلعب دورا حاسما في بناء البنية التحتية والترابط وكذلك التعاون في مجال القدرة الإنتاجية العالمية، مما يسهم في الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي.

باختصار، إنها لعبة مربحة للجميع. وتعد العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن في ذروتها التاريخية، حيث وصلت التجارة الثنائية إلى مستويات تفوق التصور (إذ يقدرها السفير تشانغ مينغ، رئيس البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي، عند أكثر من مليون دولار أمريكي كل دقيقة). فيما تجري أكثر من 600 رحلة مكوكية بين الجانبين كل أسبوع، حيث تم تسجيل أكثر من 6.6 مليون زيارة متبادلة في العام الماضي لوحده.

ورغم العلاقات الصحية الشاملة، فقد تعامل الاتحاد الأوروبي أحيانا -- وللأسف -- مع الصين بقلق وتوجس.

من خلال تصور الاستثمارات الصينية على أنها أعمال تجسس تستهدف تكنولوجيا الشركات الأوروبية الفائقة ووسيلة "لشراء النفوذ السياسي" من دول وسط وشرق أوروبا، يبدو أن بعض ساسة الاتحاد الأوروبي يخشون من وجود تعاون قوي بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا من شأنه أن يزرع الشقاق بين الاتحاد الأوروبي وشركائه الشرقيين.

بيد أن الشيء الوحيد الذي يجدر بالاتحاد الأوروبي أن يخافه هو الخوف نفسه.

وبالنسبة لأولئك الذين يصفون الاستثمارات الصينية بالتجسس، فإنهم يهملون، إن لم يكن عمدا، الأرقام التالية.

منذ عام 2010، أصبحت الصين تمتلك أسرع حاسوب عملاق في العالم. وفي عام 2016، أصبح لدى الصين عشر جامعات مصنفة ضمن أفضل 50 في العالم للهندسة/التكنولوجيا وعلوم الكومبيوتر. وفي العام نفسه، أطلقت الصين أول قمر صناعي كمومي في العالم. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، قفزت براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التي قدمتها الصين بنسبة 186 في المائة. وبهذا الإجراء، تعد الصين حاليا في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، ومتقدمة بمسافة عن كل من الاتحاد الأوروبي واليابان، وفقا لما ذكرته صحيفة ((سيدني مورنينغ هيرالد)).

وفي مواجهة مثل هذه البيانات، فإن أي فكرة مفادها أن الصين قد تسعى إلى الاستيلاء على الشركات الأوروبية في محاولة لسرقة التكنولوجيا هي مثيرة للضحك ونابعة إما من جهل أو غطرسة ثقافية.

ويمكن تتبع نفس الموقف بسهولة وراء حملة التشويه ضد مبادرة الحزام والطريق. في الواقع، استفادت بلدان أوروبية مثل اليونان وبولندا وصربيا كثيرا من هذه المبادرة. بيد أنه للأسف، فإن العقلية الصفرية المتجذرة والتحيز الأيدولوجي ضد الصين دفعت بعض الساسة ووسائل الإعلام إلى غض الطرف عن هذه الإنجازات.

وخلال محادثاتهما في مانيلا عاصمة الفلبين يوم 14 نوفمبر الماضي، قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، إنه يتعين على الجانبين حل مشاكلهما القديمة بحكمة أكبر. ومن الواضح أن قلق الاتحاد الأوروبي بشأن التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا هو بالتأكيد إحدى هذه "المشاكل القديمة".

ومع تزايد اهتمام دول أوروبية بالاستثمارات الصينية ومبادرة الحزام والطريق، فإن العقليات القديمة والتحيز يعرضان ازدهار القارة بأكملها للخطر. ومن المؤكد أن موقفا أكثر ثقة وانفتاحا من قبل الاتحاد الأوروبي تجاه الصين سيعود بالنفع على الجميع. وهذا هو على الأرجح "الحكمة الأكبر" التي يقصدها لي.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×