人民网 2018:01:23.17:06:23
الأخبار الأخيرة

تعليق: الرسائل الصينية من تخفيض الرسوم الجمركية

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2018:01:23.17:05

    اطبع
تعليق: الرسائل الصينية من تخفيض الرسوم الجمركية

قامت الصين بتخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على عدد من مواد التجميل المستوردة، مثل أحمر الشفاه وظلال العيون من 10% إلى 5%؛ كما خفضت الرسوم المفروضة على استيراد مكنات القهوة وأغطية المراحيض الذكية من 32% إلى 10%؛ وتراجعت الرسوم المتعلقة بإستيراد حفاضات الأطفال والحفاضات العادية وجزءا من حليب الأطفال إلى الصفر...هذا إلى جانب أكثر من 8000 سلعة معفاة من الرسوم الجمركية في إطار اتفاقيات التجارة الحرة.

وكانت الصين قد أدرجت في عام 2017 عدة سلع تحظى بطلب عند عدد كبير المستهلكين في سلّة الإعفاء الضريبي. وفي العام الحالي، قامت "خطة تعديل الرسوم الجمركية 2018" بإدراج المزيد من السلع الأخرى. ولا شك في أن تخفيض الرسوم و"الإعفاء التام"، سيوفران للمستهلكين الصينيين مزيدا من السلع المستوردة ذات الجودة المتميزة والأسعار المعقولة. وهو ما يعكس الخطوات الملموسة التي تتخذها الصين في إطار توسيع وارداتها وانفتاحها على التجارة الدولية. كما يوفر فرصة جيدة لدفع عملية تحول هيكل العرض والطلب داخل السوق الصينية.

خيارات استهلاكية بجودة متميزة وأسعار معقولة

قال المتحدث الإعلامي لوزارة التجارة الصينية قاو فنغ خلال مؤتمر صحفي دوري مؤخرا أن الصين "قامت إلى حد الآن بإمضاء 16 اتفاقية تجارة حرّة مع 24 دولة، بينها 15 اتفاقية تم تفعيلها بشكل رسمي. تغطي أكثر من 8000 سلعة تتمتع بإعفاء تام من الرسوم الجمركية."

وأضاف قاو فنغ أن قرابة 1\3 إجمالي الواردات الصينية من السلع باتت تتمتع بمعاملة الإعفاء الجمركي، في إطار اتفاقيات التجارة الحرّة الموقعة بين الصين والدول المعنية. بينها، جزءا كبيرا من السلع الإستهلاكية النهائية. "وهذا قد أثْرى خيارات المستهلكين الصينيين، وجلب للمستهلكين منافع حقيقية." يقول قاو فنغ.

من جهة أخرى، يشير مسؤول من وزارة المالية الصينية إلى أن "عمليات تخفيض الرسوم والإعفاء الجمركي تستجيب لنسق إنتعاش الطلب الإستهلاكي، وتتعلق بشكل وثيق بالحياة اليومية للشعب، وهي تشمل بشكل خاص السلع ذات الجودة المتميزة والسلع التي تمتلك حوافز خاصة، والتي لا توفرها السوق الصينية في الوقت الحالي."

الوعود العلنية تتحقق تباعا

يرى خه داي شين، الباحث المساعد بمعهد أبحاث الإستراتيجات المالية والإقتصادية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن "تعميم خفض الحوافز الجمركية يعد أحد الوسائل المهمة للإندماج في العولمة بشكل أكثر عمق." ويضيف بأن الصين تعمل بشكل حثيث على تنفيذ الوعود العلنية التي أعطتها في هذا المجال. ومن المعلوم أن تخفيف الرسوم الجمركية سيخفض كلفة السلع المستوردة، ماسيعطي قوة دفع جديدة للطلب. وبالتالي، سيوسع حجم الواردات، ويعزز توازن تجارة الإستيراد والتصدير الصينية.

"من سلع التكنولوجيا الفائقة سابقا، إلى السلع الإستهلاكية اليوم. بات تخفيف الرسوم الجمركية على واردات السلع إتجاها عاما." يقول تشاو بينغ، مدير قسم أبحاث التجارة الدولية بمعهد لجنة تحفيز التجارة الصينية. ويضيف بأن هذه السياسات تعبر عن تغير في عقلية التجارة الخارجية الصينية في ظل وضع من الإنفتاح عالي المستوى للصين على الأسواق الأجنبية. ماسيساعد على دفع التوازن في تجارة الإستيراد والتصدير، إلى جانب تقديم مزيد من منافع التنمية الإقتصادية الصينية للأسواق الدولية.

تمسكت الحكومة الصينية خلال السنوات الأخيرة بإعطاء أهمية متساوية للإستيراد والتصدير، وسرّعت في تنفيذ السياسات المتعلقة بالإستيراد. يُذكر أن المتحدث بإسم وزارة التجارة الصينية قد صرّح في نوفمبر العام الماضي بأن إجمالي قيمة الواردات الصينية بعد الأزمة المالية قد حققت زيادة بـ 581.5 مليار دولار، ما يمثل قرابة 20% من الزيادة التي حققتها التجارة الدولية. حيث غدت الصين قوّة سحب بالغة الأهمية بالنسبة للتجارة العالمية. في ذات السياق، تظهر بيانات منظمة التجارة العالمية بأن الواردات الصينية قد حققت نموا يفوق المتوسط العالمي، ويتجاوز نسبة نمو الواردات في أمريكا وألمانيا واليابان وغيرها من الدول التجارية الكبرى. وذكر قاو فانغ بأن "الصين ستقوم بإستيراد أكثر من 10 تريليونات دولار من السلع والخدمات خلال السنوات الخمس القادمة."

في سياق متصل، تستعد الصين لتنظيم الدورة الأولى من إكسبو الصين العالمي للإستيراد والذي سيمثل خطوة أخرى تظهر من خلالها الحكومة الصينية عزمها على المضي قدما في مسيرة الإنفتاح على السوق العالمية. 

تعديل وترقية هيكل العرض والطلب

تجدر الإشارة إلى أنه من بين السلع المستوردة التي شملها الإعفاء الضريبي التام، هناك عدة سلع تمثل سلعا وسيطة أو مواد أولية لصناعة السلع الإستهلاكية النهائية في الصين. وسواء تعلق الأمر بالسلع الإستهلاكية النهائية، أو السلع الوسيطة أو المواد الأولية، فإن مختلف هذه السلع ستسهم في دفع عملية الترقية الهيكلية للمنتجات الإستهلاكية الصينية.

في هذا الصدد، يعتقد خه داي شين بأن الصين ستمضي قدما في تخفيض الرسوم الجمركية، كما ستعمل بشكل تدريجي على إزالة "حواجز الحماية" بين التجارة الداخلية والتجارة الخارجية. وهو مايعني بأن السلع الصينية ستتمكن من تقليص الفجوة مع السلع الأجنبية على مستوى الجودة والتنافسية السعرية. أضف إلى ذلك، أن تخفيض الحواجز الجمركية سيسهم في تسهيل التجارة والتبادل، ماسيعود إيجابا على دفع عملية التعديل والترقية للسلع المحلية.

لا شك في أن تخفيض الرسوم الجمركية يمثل فرصا وتحديات في نفس الوقت. في هذا الجانب، ينبه الخبراء إلى ضرورة ترافق مختلف التدابير اللازمة مع عملية التعديل والترقية. فمن جهة، يجب دفع تسهيل عمليات التخليص الجمركي والتخزين والإمداد وغيرها من الجوانب المتعلقة بالتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، وتسهيل إستيراد السلع الإستهلاكية. ومن جهة ثانية، يجب العمل على إعادة تصميم "صنع في الصين" من خلال إصلاحات جانب العرض، لأن بناء العلامات الوطنية يمثل الأساس المتين لتنافسية السلع الصينية في السوق العالمية. 

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×