24 فبراير 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ ينظم التلفزيون الصيني المركزي كل عام في ليلة عشية رأس السنة القمرية الصينية، مهرجان عيد الربيع حفلا بهيجا يجذب مئات الملايين من المشاهدين محليا وخارجيا، لكن ما مميز الحفل هذا العام هو جذب انتباه عدد كبير من وسائل الاعلام الاجنبية ليس من حيث المحتوى الرائع الذي تناوله الحفل طيلة ستة ساعات كاملة، وإنما نصبت تركيزها على فقرة واحدة دامت دقائق فقط خرجت فيه ممثلة صينية ببشرة سوداء كي تبدو أفريقية لتحولها الى قضية " التمييز العنصري" بهدف تشويه العلاقات بين الصين وافريقيا.
نشرت قناة بي بي سي البريطانية على موقعها الالكتروني في اليوم الاول من العام الصيني الجديد مقالا افتتاحيا بعنوان :" الصين: فقرة كوميدية من حفل تلفزيوني شديد القلق لمظاهر التمييز العنصري"، وجاء في المقال ان فقرة كوميدية في حفل بث على قناة التلفزيون الصيني المركزي اثار جدلا واسعا بين مستخدمي الانترنت الصينيين والاجانب بشأن التمييز العنصري. كما نشر موقع لو مانيتي في فرنسا مقالا أكثر انفتاحا بعنوان: " بلا خجل! التمييز العنصري في السنة الصينية الجديدة."
وحول هذه القضية، قال قانغ شوانغ، المتحدث باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي دوري عقد يوم 22 فبراي الجاري، أن اتخاذ هذه القضية لزرع بذور الخلاف بين الصين وافريقيا، جهد غير مجدي. مؤكدا أن الصين تعارض دائما اي شكل من اشكال التمييز العنصري. مشيرا إلى أنه اطلع على التقارير الاعلامية والتعليقات التي تناولتها وسائل الاعلام وخاصة وسائل الاعلام الغربية مؤخرا، وأن اقتراض فقرة ضمن برنامج تلفزيوني كعنوان لإثارة الخلافات بين الصين والبلدان الافريقية فإنه محكوم عليه بالفشل. مؤكدا أن الصداقة بين الصين والدول الافريقية لا غنى عنها ولا يمكن اختراقها، وقد حقق التعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين الكثير من النتائج المثمرة. وإن إن البلدان الأفريقية والشعوب الأفريقية تعرف على نحو أفضل الصديق من العدو.
والجدير بالذكر أن الافارقة أنفسهم لا يرون أن المشهد التلفزيوني يحمل معاني تمييزية، وأن من حق الصينيين لعب دور الافارقة. كما وصف بعضهم الغربيين بالمنافقين ويصطادون في المياه العكرة، وأن العنصرية الحقيقية الوحيدة على اراضي هؤلاء الذين يدعون بمكافحة العنصرية، وهم ينظرون الى الناس بنظرة الاختلاف. ومن المدهش ان نرى هذا النفاق، حيث لا أحد يعترض على سخرية الناس على الاسيويين، ولا أحد يسميها بالعنصرية، لكن مع الافارقة تصبح عنصرية.