رام الله 22 مايو 2018 / ندد مسؤولون فلسطينيون بشدة بافتتاح باراغواي يوم الاثنين سفارتها لدى إسرائيل في مدينة القدس لتصبح الدولة الثالثة التي تقوم بذلك، ودعوا الدول العربية إلى قطع العلاقات معها.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في بيان إن نقل باراغواي سفارتها إلى القدس "أمر مرفوض فلسطينيا بشكل قاطع وخطوة غير قانونية".
وأضاف عريقات "لقد شهدنا اليوم قيام زعيم سياسي غير مسؤول مثل رئيس باراغواي باتخاذ خطوة افتتاح سفارته بمخالفة صارخة لقواعد القانون الدولي والتي كرس من خلالها إضافة عقبة جديدة ومشكلة في وجه تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".
واعتبر أن "باراغواي بخطوتها تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي وكرامة شعوب أمريكا اللاتينية التي كافحت من أجل حريتها وعدالتها وضد القمع".
وافتتح رئيس باراغواي هوراسيو كارتيس في وقت سابق يوم الاثنين سفارة بلاده لدى إسرائيل في مدينة القدس بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعلقت لافتات باللغات الإنجليزية والعبرية والعربية كما رفعت أعلام باراغواي بالقرب من مداخل السفارة التي تقع في الجزء الغربي من مدينة القدس.
واعتبر كارتيس أن ما جرى "حدث تاريخي وعمل له مغزى عميق للتعبير عن صداقة باراغواي الخالصة والتضامن الكامل مع إسرائيل".
ومن جهته قال نتنياهو "هذا يوم عظيم لإسرائيل ولباراغواي ويوم عظيم للصداقة بيننا، فلقد اتخذت باراغواي موقفا شجاعا للغاية في العلاقات الدولية".
وبذلك تصبح باراغواي ثاني دولة في أميركا اللاتينية بعد غواتيمالا، تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية، التي نقلت سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس يوم الاثنين الماضي.
ويأتي ذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو ما أثار رفضا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا واسع النطاق.
وعقب عريقات بأن القيادة الفلسطينية على تواصل حثيث مع العديد من الحلفاء الذين تربطهم علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة وباراغواي وغواتيمالا من أجل البدء بالخطوات الدبلوماسية الأولى ضد خطوتهم غير القانونية.
ودعا في هذا السياق إلى تفعيل وتنفيذ قرارات القمم العربية حول قطع العلاقات مع أية دولة تنقل سفارتها إلى القدس أو تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
من جهتها اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مفوضة الإعلام والثقافة فيها حنان عشراوي في بيان أن افتتاح باراغواي سفارتها في القدس "انتهاكا صارخا ومتعمدا للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية".
وقالت عشراوي "إن اتخاذ هذا الإجراء الاستفزازي وغير المسؤول يأتي في سياق النهج التأمري الذي تسلكه باراغواي سيرا على خطى الولايات المتحدة وغواتيمالا بهدف ترسيخ الاحتلال العسكري الإسرائيلي واستكمال ضم مدينة القدس".
وأضافت أنه" يتوجب على باراغواي الوقوف إلى جانب العدالة والكرامة والعمل على تعزيز فرص السلام والاستقرار بدلاً من تأجيج العنف وعدم الاستقرار في المنطقة وخارجها".
وحثت المسؤولة الفلسطينية الدول الأعضاء في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز على قطع علاقاتها مع الدول التي تدعم إسرائيل وتنقل سفارتها إلى القدس.
كما أعلن مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القيادة الفلسطينية ستتخذ إجراءات ضد الدول التي تقوم بنقل سفاراتها إلى القدس وستطالب المجتمع الدولي بمعاقبتهم.
واعتبر قاضي قضاة فلسطين مستشار عباس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش في بيان أن تلك الدول "تنتهك حرمة القرارات الدولية بأن القدس مدينة فلسطينية عربية منذ الأزل".
وشدد الهباش على أن القدس "كانت وستبقى عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وأن محاولات إسرائيل فرض شرعية زائفة ومزعومة في المدينة ستبوء بالفشل".
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أنها تتابع ملف نقل دول سفاراتها إلى القدس "بهدف تعزيز وتعميق الجبهة الدولية الرافضة للإعلان الأمريكي بشأن القدس".
وذكر بيان صادر عن الوزارة أنها تواصل العمل للتصدي لمواقف الدول التي نقلت سفاراتها إلى القدس عبر اتخاذ الإجراءات السياسية والدبلوماسية والقانونية الكفيلة بملاحقتها.
وقام عباس مؤخرا بجولة شملت ثلاث دول بأمريكا اللاتينية هي فنزويلا وتشيلي وكوبا.
وقال عباس خلال قمة مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو في كراكاس "نأمل من بعض دول القارة أن لا تنقل سفاراتها إلى القدس لأن هذا الأمر يتعارض مع الشرعية الدولية".
ويريد الفلسطينيون إعلان الجزء الشرقي من مدينة القدس عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها، علما أنها احتلت الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967 ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك.
والقدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.