人民网 2018:05:23.16:43:23
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: تأملات في وقف "نار " الحرب التجارية الصينية الأمريكية

2018:05:23.16:49    حجم الخط    اطبع

يو شيانغ، مدير مكتب البحوث الاقتصادية الأمريكية في المعهد الصيني لدراسات العلاقات الدولية المعاصرة

أصدرت الصين والولايات المتحدة في 19 مايو الجاري بيانا مشتركا، أكّدتا فيها على رغبة كلا الطرفين في العمل على تجنب الحرب التجارية. وهو ما هدّأ من صخب "الحرب التجارية" الذي تعالى بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.

بدءا من زيارة الوفد التجاري الممثل لإدارة ترامب إلى الصين من 3 إلى 4 مايو الجاري، إلى زيارة الوفد التجاري الصيني إلى الولايات المتحدة بعد أسبوعين، تمكنت الصين والولايات المتحدة عبر جولتين من المفاوضات من التوصل إلى توافق في الآراء، شمل على الأقل النقاط الثلاث التالية.

أولا، تكتسي العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية أهمية إستثائية بالنسبة للصين والولايات المتحدة على حد السواء. وإلى جانب أن المكانة الأساسية للعلاقات الاقتصادية والتجارية في العلاقات الصينية الأمريكية لايمكن زعزعتها. حيث يمثل كل طرف الشريك التجاري الأول للطرف الثاني، حيث ان حجم التجارة الثنائية الذي يفوق 600 مليار دولار، يعد رقما ضخما جدا لا يمكن أن يبلغه حجم المبادلات التجارية الصينية مع أي دولة أخرى. كما أن التبادل البشري الواسع قد سمح للجانبين بإجراء تواصل عميق على المستوى الثقافي والفكري والمعرفي. وقد أدى هذا الترابط القوي في المصالح إلى جعل توجيه أي طرف قبضته نحو الآخر دون الإضرار بالنفس أمرا غير ممكنا.

ثانيا، لا يمكن للتهديدات التجارية أن تعالج مشاكل الاختلال في التوازن التجاري بين الصين والولايات المتحدة. فعلى صعيد المشاكل الاقتصادية والتجارية، تبنت الصين والولايات المتحدة سياسة المعاملة بالمثل، إذ بعد أن فرضت أمريكا تعريفات بنسبة 25٪ و10٪ على منتجات الصلب والألمنيوم المستوردة من الصين، أعلنت الصين عن حزمة من التعريفات بـ 15 % و25% على ماقيمته 3 مليارات دولار أمريكي من الفاكهة ولحم الخنزير وعدة منتجات أخرى مستوردة من أمريكا. وبعد جولات متعاقبة، تم توسيع مجالات الضرائب المتبادلة لتشمل مجالات الطيران وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والروبوتات، والكيماويات وصناعة الطائرات. مع ذلك، لم تتمكن هذه الإجراءات المتبادلة من تغيير واقع الإختلال في الميزان التجاري، بل على العكس، تسببت في تدهور سريع للعلاقات الصينية الأمريكية.

ثالثًا، إن تسوية الخلافات عبر التفاوض بدلاً من التهديد أمر مفيد للطرفين. لذا عمدت كل من الصين والولايات المتحدة منذ نهاية شهر أبريل إلى تعديل مواقفهما القوية وكشفتا عن عزمهما على حل الخلافات من خلال المفاوضات، ما أدى إلى تراجع تدريجي للتوترات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة، وتعزيز ثقة المستثمرين. كما أسهم ذلك في صعود الأسواق المالية الرئيسية في الصين والولايات المتحدة بدرجات متفاوتة.

إستطاعت الصين والولايات المتحدة عبر المفاوضات تغيير الوضع المتوتر الذي ساد العلاقات بين البلدين، لكن يبقى من المبكر القول بأن الجانبين قد توصلا إلى معالجة النزاعات التجارية الثنائية. إذ تعد القضايا الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة مشاكل هيكلية، لايمكن حلّها أثناء جولة أوجولتين من المشاورات. ومع زيادة حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة، من المتوقع أن يتزايد حجم النزاعات بين البلدين، لذا فإن الإحتكاكات التجارية تعد شيئا متوقعا.

من جهة أخرى، على مستوى الموقف الأمريكي تجاه الصين، هناك قوى سياسية في الولايات المتحدة تبدي معارضتها لمواقف البيت الأبيض. فبعد المشاورات الصينية الأمريكية والنتائج التي تحققت، دعا زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ شومر، الرئيس ترامب إلى مواصلة فرض تعريفات مرتفعة على الصين وعدم التخلي عن العقوبات المفروضة على شركة ZTE مقابل الصفقات الصينية. كما صرح السيناتور الجمهوري روبيو قائلا: "لماذا يُخدع المسؤولون الأمريكيون دائما بالحيل الصينية؟ إذا لم نستيقظ ونفكر في هذا الأمر كشأن يخص الأمن القومي، فإن الصين ستفوز مرة أخرى". في ذات السياق، أشارت وسائل إعلام أمريكية إلى وجود اختلافات في إدارة ترامب تجاه القضايا الإقتصادية والتجارية المتعلقة بالصين. وفي ظل وجود عوامل عدم الاستقرارهذه، واقتراب موعد الانتخابات النصفية، ستصبح القضايا المتعلقة بالصين محورا للحماس السياسي والإعلامي في أمريكا. مايعني بأن الأصوات الأكثر صرامة مع الصين، قد تصعد مجددا إلى واجهة الأوساط المالية والتجارية.

إذا لم يحدث تغيير جوهري في هيكل التجارة والإقتصاد الأمريكيين، فإن التخفيضات الضريبية الهائلة وخطط التوسع المالي ستزيد من عجز التجارة الخارجية للولايات المتحدة، وقد يستمرّ العجز التجاري مع الصين كبيرًا. ورغم أن التاريخ قد أظهر مراراً وتكراراً بأنه لايوجد فائز في الحرب التجارية، إلا أنه نظرا لمصالح سياسية واقتصادية قصيرة، قد يعود ترامب وإدارته مجددا لقضية العجز التجاري مع الصين لإختلاق الإحتكاكات التجارية. ولا نستبعد أن يقوم ترامب وإدارته برفع مساومات جديدة في مجال حقوق الملكية الفكرية والسياسات الصناعية، بعد أن ترفع الصين القيود المفروضة على استيراد المنتجات الزراعية وزيادة وارداتها الطاقية والزراعية من الولايات المتحدة. لذلك فإن الصين في حاجة للإستعداد إلى نضالات طويلة الأمد.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×