سان بطرسبرج 27 مايو 2018 / اختتم نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان زيارة مثمرة هنا اليوم (الأحد) بعد اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلقاء كلمة في الجلسة المكتملة لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي الـ22.
وأكد نائب الرئيس خلال وجوده في "العاصمة الشمالية" لروسيا على استعداد الصين لتعزيز التعاون مع روسيا، وحث على بذل جهود عالمية ضد الحمائية التجارية واقترح أن تبني جميع الدول ثقة مشتركة وأن تتكاتف من أجل تحقيق تنمية مشتركة.
*علاقات الشراكة بين الصين وروسيا
التقى وانغ ببوتين يوم الخميس بعد وقت قليل من وصوله إلى سان بطرسبرج في أول رحلة له إلى خارج البلاد بعد توليه منصب نائب الرئيس. واتفق الجانبان على تعزيز علاقات التعاون الثنائي من أجل منفعة البلدين والعالم.
وخلال الاجتماع نقل وانغ خالص التحيات وأطيب الأمنيات من الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بوتين، قائلا إن شي يولي أهمية كبيرة للعلاقات الصينية الروسية ويقدر العلاقات الودية مع بوتين.
وقال وانغ إن الرئيس الصيني يتطلع للاجتماع مع بوتين مرة أخرى لكي يحددا الاتجاه المستقبلي للعلاقات الثنائية ومنظمة شانغهاي للتعاون، التي ستعقد قمتها السنوية في شهر يونيو في الصين.
وأضاف وانغ أن رئيسي البلدين بذلا جهودا كبيرة وأضافا طاقة قوية للتعاون الثنائي، ويوجهان العلاقات الصينية الروسية بشكل مستمر نحو الأمام .
وأشار نائب الرئيس إلى أن علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا لها أهمية كبيرة ليس فقط للبلدين ولكن للعالم كله.
وقال وانغ إن الدولتين الجارتين تحترمان بعضهما بعضا وتثقان في بعضهما بعضا وتتعاونان على أساس المساواة وتتمتعان بتفاهم ودعم مشترك في الشؤون الدولية الكبرى.
ووضع البلدان من خلال قيامهما بذلك ، نموذجا للعلاقات بين الدول الكبرى في العالم في الوقت الراهن ، وقدما إسهاما كبيرا في حماية الاستقرار الاستراتيجي العالمي وبناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع المصير المشترك للبشرية، وفقا لوانغ.
وأكد نائب الرئيس الصيني إن سعى الصين وروسيا بثبات نحو طريق التنمية الذي يتناسب مع الواقع الوطني لكلا البلدين هو اختيار للتاريخ وللشعب.
وقال وانغ إن الشعب الصيني تحت قيادة شي يدعم الآن بقوة بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد، مضيفا أن تنمية الصين تحقق تقدما سريعا وملحوظا.
ويعتقد الجانب الصيني بقوة فى نفس الوقت انه تحت قيادة بوتين، ستصبح روسيا أقوى وستحقق المزيد من الرخاء، وفقا لنائب الرئيس.
وذكر نائب الرئيس إن الصين تدعم بشدة تنمية روسيا وإنها مستعدة لاقامة تعاون استراتيجي وطويل المدى مع روسيا ورفع مستوى وجودة التعاون العملي الثنائي وتحقيق تكامل أعمق للمصالح من اجل جلب المزيد من المنافع لشعبي البلدين.
ومن ناحيته طلب بوتين من وانغ أن ينقل خالص تحياته وأطيب أمنياته للرئيس الصيني، قائلا إنه يثق بان شي سيقود الشعب الصيني الى انجازات جديدة في تنمية الصين.
وأضاف الرئيس الروسي أنه يتطلع لزيارة الصين والاجتماع مع شي مرة أخرى.
وقال بوتين إن الصين وروسيا تواصلان التطور إلى مستوى أعلى، مشيرا إلى أن الثقة السياسية تتعمق والتعاون العملي الثنائي يقوى ويشهد هيكل العلاقات الاقتصادية والتجارية تحسنا كبيرا كما أن التعاون في مشاريع كبيرة يتسارع وتحقق التبادلات والتعاون في مجالات تبادل الأفراد وعلى المستوى المحلي زخما.
وأضاف بوتين أن قيام الدولتين فى الوقت نفسه بالحفاظ على التواصل والتنسيق الوثيقين والدعم المتبادل في الشؤون الإقليمية والعالمية الكبرى، يمثل عنصر توازن مهم في العالم.
واستطرد الرئيس الروسي إن بلاده تود العمل مع الصين من اجل تعميق التعاون الشامل وتعزيز التفاهم المشترك والدعم في الشؤون الدولية والاستمرار في رفع شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى أعلى.
*التنمية العالمية.
وحث وانغ خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة المكتملة لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي لعام 2018 يوم الجمعة، جميع دول العالم على بناء الثقة وتعزيز التعاون من أجل مواجهة التحديات الدولية وتوطيد أساس النمو العالمي المستدام.
وأشار وانغ إلى أنه ما من دولة تستطيع بمفردها التعامل مع التحديات الحالية، قائلا إن بناء ثقة اقتصادية تجسد المساواة والثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والشمولية وحسن النية بين الشركات والأسواق والدول هى طريقة فعالة لإطلاق قدرات النمو العالمي.
وقال نائب الرئيس الصيني في الحدث الذي اقيم تحت عنوان "بناء اقتصاد الثقة"، إن بناء الثقة يحتاج إلى تفاهم متبادل واحترام متبادل ويحتاج أيضا من جميع الأطراف إلى اكتشاف وحل مشاكلهم وتعزيز الثقة الذاتية.
وأكد نائب الرئيس الصين أن تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية ورفع عصا العقوبات الاقتصادية إزاء أدنى الاستفزازات سيضعف كثيرا حالة اليقين فى السوق.
وقال إنه يجب ألا تلقي أية دولة باللوم في وقوع مشاكلها على دول أخرى ، ويتعين على جميع الدول اتباع طرق التنمية التي تتناسب مع واقعهم والسعي لتحقيق تنمية مشتركة من خلال الانفتاح والتعاون.
واقترح وانغ أن تضم جميع دول العالم قواها لرسم مسار للتقدم مع تحقيق إصلاحات للهيكل الاقتصادي واتباع التنمية الابتكارية.
وحث وانغ على الوحدة العالمية في مقاومة الحمائية التجارية وحماية النظام الاقتصادي الدولي المستقر وخاصة سلطة النظام التجاري متعدد الأطراف.
وقال إنه يجب التعامل مع النزاعات الاقتصادية والتجارية بشكل مناسب من خلال التواصل والمشاورات ، وتحتاج الأطراف المختلفة ان ترعى المصالح الأساسية بعضها بعضا.
وتابع أن الصين تتقدم تحت قيادة الرئيس شي نحو الحلم الصيني للنهضة الوطنية وستلتزم بثبات بسياسة الانفتاح التي تقدم منافع متبادلة.
وأضاف أن الصين ترحب بمشاركة الدول الأخرى في التنمية الاقتصادية في الصين واقتسام فرص السوق بها والمشاركة في مبادرة الحزام والطريق التي أصبحت الآن منصة جديدة للتعاون الدولي.
وأشاد وانغ بروسيا كفاعل بناء في الحوكمة الاقتصادية العالمية، قائلا إن الصين تقدر بشكل كبير الإنجازات الاقتصادية الاجتماعية التي حققتها روسيا تحت قيادة بوتين، وتعتقد بقوة أن روسيا ستحقق اهداف التنمية الخاصة بها خلال الأعوام الستة المقبلة .
وقال وانغ إنه مع اقتراب نسبة التجارة الثنائية السنوية من 100 مليار دولار، فإن الصين مستعدة للعمل مع روسيا من اجل تعميق التعاون الشامل وتعزيز شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بينهما وتقديم إسهامات جديدة في بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.
وأصبح منتدى بطرسبرج الاقتصادي الدولي الذي تم تأسيسه في 1997 أحد المنصات الرائدة في التفكير العالمي في الشؤون الاقتصادية الرئيسية التي تواجه روسيا والعالم، ويشار إليه الآن بدافوس روسيا.
وإلى جانب وانغ، حضر بوتين والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد هذا الحدث.
وقبل ان يغادر إلى مينسك لاستكمال رحلته التي يزور خلالها بلدين، إلتقى وانغ أيضا بإيجور سيتشين المدير التنفيذي لشركة روسنيفت الروسية للبترول ودميتري ميزنتسيف رئيس جمعية علاقات الصداقة الروسية الصينية إلى جانب مسؤولين روس كبار آخرين ، وتفقد مشروع لؤلؤة بحر البلطيق ، أكبر استثمار صيني في مجال غير الطاقة في روسيا.