غزة 27 مايو 2018 /قتل ثلاثة نشطاء فلسطينيين من حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة اليوم (الأحد)، جراء قصف مدفعي شنه الجيش إسرائيلي الذي قال إن عبوة ناسفة جرى تفجيرها على أطراف الحدود مع القطاع.
وعكست الحادثة تزايد وتيرة التصعيد الميداني في قطاع غزة بعد غارات ليلية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي والتي عادت لتصبح مظهرا شبه يومي لدى سكان القطاع.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في بيان مقتضب، وفاة نسيم مروان العمور (25 عاما) متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء الاستهداف الإسرائيلي صباح اليوم على أطراف رفح جنوب قطاع غزة.
وفي وقت سابق، ذكر القدرة أن سمير العمور (25 عاما) وعبد الكريم الناقة (28 عاما) قتلا جراء نفس الاستهداف الإسرائيلي.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي أطلق قذيفتين مدفعيتين على "نقطة رصد" لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في تلك المنطقة.
وأعلنت سرايا القدس في بيان أن القتلى من نشطائها، مؤكدة أن "الصراع مع الاحتلال مفتوح ولن يفلح هذا العدو بفرض معادلة جديدة ولدى المقاومة ما يغير هذه المعادلة".
من جهته، قال الناطق باسم حركة الجهاد داود شهاب إن الحركة "تعرف كيف ترد على التصعيد الإسرائيلي العدواني الخطير تجاه أبناء الشعب الفلسطيني".
وأكد شهاب في بيان أن "الرد على العدوان الإسرائيلي حق والجهاد الإسلامي لن تتخلى أبدًا عن حقها وواجبها تجاه دماء الشهداء التي تسفكها إسرائيل بشكل عدواني".
وأضاف "نحن نعرف ما الذي علينا أن نفعله حتى نذكر الارهاب الإسرائيلي بأن دماء الشعب الفلسطيني ليست رخيصة".
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن القصف المدفعي جاء في أعقاب اكتشاف "عبوة ناسفة وضعها فلسطينيون على الحدود" مع قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الجيش افيخاي ادرعي في بيان إنه "تم زرع العبوة بالقرب من السياج الأمني بهدف استهداف قوات الجيش، حيث تم اعتراضها تحت السيطرة وانفجرت العبوة خلال عملية اعتراضها".
وجاء القصف المدفعي صباح اليوم بعد أن شن الطيران الحربي غارتين على موقعين لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الليلة الماضية جنوب قطاع غزة دون وقوع إصابات.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن القصف جاء ردا على اجتياز فلسطينيين السياج الفاصل جنوب القطاع ومحاولة المساس ببنية تحتية أمنية داخل إسرائيل.
وباتت غارات الطيران الإسرائيلي على قطاع غزة شبه يومية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة وعادة ما تتم بعد منتصف الليل وتستهدف مواقع تدريب لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وعادة ما تقول إسرائيل إن الغارات تأتي للرد على تطورات ميدانية على الحدود مع قطاع غزة.
وعقب الكاتب والمحلل السياسي من غزة عدنان أبو عامر بأن الجيش الإسرائيلي "يواصل فرض معادلته الميدانية في غزة من دون تردد".
ويبرز أبو عامر في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء (شينخوا)، أن الجيش الإسرائيلي يدرك أن "الخيارات الفلسطينية صعبة بل غاية في الصعوبة، وهو يستغل ضيق هذه الخيارات".
ويوضح "تعرف إسرائيل أن المقاومة في غزة تعيش ظروفا غاية في الصعوبة والاستنزاف بسبب حصارها المشدد على القطاع وهي لذلك تعمل على فرض معادلة ردع حاسمة".
وتتواصل على أطراف قطاع غزة احتجاجات مسيرات العودة الكبرى منذ 30 مارس الماضي وتتضمن فعاليات في خيام جرى إقامتها على بُعد مئات الأمتار من الحدود مع إسرائيل.
وأكد قياديون في فصائل فلسطينية على استمرار احتجاجات مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها خاصة ما يتعلق برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وكان أصيب نحو 100 فلسطيني أول أمس (الجمعة) في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على أطراف شرق قطاع غزة في الجمعة التاسعة من مسيرات العودة.
وقتل 116 فلسطينيا وجرح ألاف آخرين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ بدء فعاليات مسيرة العودة، فيما من بين القتلى 13 طفلا دون سن 18 عاما ومسعف.
وكان قتل أكثر من 60 فلسطينيا يوم 14 من الشهر الجاري خلال احتجاجات دامية على أطراف قطاع غزة في الذكرى السبعين ليوم النكبة الفلسطينية ونقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس.
وتطالب "مسيرة العودة الكبرى" بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ورفع حصار قطاع غزة الذي تفرضه إسرائيل منذ منتصف العام 2007.
فيما تعتبر إسرائيل المسيرات محاولة للمس بسيادتها وتتهم حركة حماس وفصائل أخرى بتدبيرها.