طرابلس 3 يونيو 2018 / وقعت مدينتا مصراتة وتاورغاء ليلة الأحد على ميثاق صلح يقضي بعودة سكان الأخيرة المقدر عددهم بـ (40) ألف نسمة إلى مدينتهم، عقب سبعة أعوام من تهجيرهم بسبب مناصرتهم لنظام العقيد الراحل معمر القذافي واتهامهم بارتكاب جرائم حرب بحق سكان مصراتة.
وأوضح مصطفى كرواد، رئيس المجلس البلدي لمدينة مصراتة، في كلمته بمناسبة توقيع ميثاق الصلح، الذي نقل وقائعه التلفزيون الحكومي، أن "هذا الميثاق هو لطي صفحة الماضي مع سكان تاورغاء المجاورة، ولإغلاق الباب أمام المتاجرة بهذه القضية من قبل بعض الأطراف ، التي تهدف إلى تحقيق مصالح سياسية وجهوية أو حزبية".
واعتبر كرواد الصلح ترسيخا لمبدأ حسن الجوار بين الليبيين وجاء بالتوافق مع كافة المكونات لدى الطرفين، متمنيا أن يكون"مقدمة وبادرة طيبة لكل النازحين والمهجرين للعودة إلى مدنهم".
ووقعت مدينتا مصراتة وتاورغاء في أغسطس عام 2016 مسودة اتفاق مصالحة برعاية بعثة الأمم المتحدة، نصت على عودة نازحي تاورغاء إلى منازلهم وجبر الأضرار التي لحقت بهم.
وتبعد مدينة تاورغاء نحو (240 كم) شرقي العاصمة طرابلس ولا يفصلها عن مدينة مصراتة سوى (40 كم).
ويتهم سكان مصراتة سكان تاورغاء بالهجوم عليهم أثناء اندلاع الثورة الليبية في فبراير عام 2011 وارتكاب شبابهم جرائم ضد الإنسانية واغتصاب بحق نساء مصراتة، إضافة إلى فرض حصار عسكري على مصراتة ومنع دخول الغذاء والدواء إلى المدينة حينها.
ومن جهته، أكد عبد الرحمن الشكشاك، رئيس المجلس المحلي لتاورغاء ، في كلمة على هامش توقيع ميثاق الصلح، بأن مدينته صبرت كثيراً ولم تنجر وراء بعض الأهداف المشبوهة، واليوم تحقق حلم عودتهم بتوقيع ميثاق الصلح بين المدينتين الجارتين.
وقال موجها حديثه للذين حاولوا المتاجرة وزرع الفتنة بين المدينتين "أقول لهم هذا سلاحنا الذي واجهناكم به، نحن أخوة على الدوام ، لقد صبرنا ودون تدخل أجنبي بإنهاء الخلاف".
وينص ميثاق الصلح الموقع بين مصراتة وتاورغاء على عدم تعميم الجرائم المرتكبة من أفراد على المدينتين بجانب عدم إيواء المطلوبين للعدالة والمنتمين لجماعات إرهابية أو متطرفة، إضافة إلى التعاون في البحث عن المفقودين والإرشاد إلى مقابرهم والبحث عن المقابر الجماعية، ووقف الحملات الإعلامية وإشراف الطرفين للرد على المواقف التي من شأنها إثارة الفتنة.
كما أشار الناطق باسم المجلس البلدي لمصراتة أسامة بادي إلى أن "مصراتة ترحب برجوع أهالي تاورغاء من الآن وكذلك مجلسها المحلي لممارسة عمله من موقعه والتنسيق مع الجهات في مصراتة لعودة أهالي المدينة "، مطالبا حكومة الوفاق بتنفيذ ما عليها من التزامات في الاتفاق الموقع عام 2016.
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ليبيا فائز السراج حدد الأول من فبراير الماضي موعدا لعودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم التي هجروا منها من قبل جارتهم مدينة مصراتة، وذلك بعد اتهام الأخيرة لهم بالوقوف في صف العقيد معمر القذافي أثناء الثورة التي أطاحت بحكمه عام 2011.
لكن موعد عودة النازحين تعثر بعد رفض مجموعات مسلحة من مدينة مصراتة وقوات تابعة لعملية "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق السماح لهم بالعبور إلى تاورغاء.
وجاء منع نازحي تاورغاء من العودة غداة مطالبة المجلس العسكري ومجلس الحكماء والأعيان في مصراتة بتأجيل عودة النازحين إلى مدينتهم، لحين استكمال تسليم المطلوبين للعدالة، واتخاذ التدابير الأمنية والتعويضات، وجبر الضرر لجميع الأطراف ، الأمر الذي دفع المئات من عائلات تاورغاء للإصرار على العودة، فقاموا بإنشاء مخيم مؤقت بمنطقة (قرارة القطف) الصحراوية، والتي لا يفصلها عن تاورغاء سوى (50 كم) شرقا .
وتعد مدينة مصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية ويبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة من إجمالي 7 مليون هم عدد سكان ليبيا وتعد من أهم المدن التي كان لها دور كبير في الإطاحة بنظام القذافي عام 2011 .
كما تعد المدينة واحدة من أكثر المدن تسليحا ولديها كتائب عسكرية هي الأكبر على مستوى مدن البلاد.