طرابلس 4 يونيو 2018 / رحب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ليبيا فائز السراج، بتوقيع ميثاق الصلح بين مدينتي مصراتة وتاورغاء بشأن عودة مهجري الأخيرة عقب سبعة أعوام على مغادرة مدينتهم.
وأوضح المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه اليوم (الاثنين)، أن رئيس المجلس الرئاسي يرحب بما تم التوصل إليه من اتفاق، يتيح العودة الآمنة لأهلنا في تاورغاء إلى مدينتهم.
وعبر السراج عن امله ان تكون عودة تاورغاء، بداية لعودة النازحين والمهجرين داخل وخارج ليبيا، مؤكدا أن لا مخرج من من الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد، إلا من خلال المصالحة الوطنية وجبر الضرر.
ووقعت مدينتا مصراتة وتاورغاء في وقت متأخر ليلة أمس، على ميثاق صلح يقضي بعودة سكان الأخيرة المقدر عددهم بـ (40) ألف نسمة إلى مدينتهم، عقب سبعة أعوام من تهجيرهم، بسبب مناصرتهم لنظام العقيد الراحل معمر القذافي واتهامهم بارتكاب جرائم حرب بحق سكان مصراتة.
وميثاق الصلح الموقع، هو تفعيل للاتفاق السابق الذي وقع في أغسطس 2016 برعاية الأمم المتحدة بين المدينتين، لكن تضمن الميثاق الجديد على بنود إضافية لم تكن مدرجة في الاتفاق الأول، حيث يطالب سكان تاورغاء التعاون في البحث عن المفقودين والإرشاد إلى مقابرهم والبحث عن المقابر الجماعية لضحايا مصراتة، بجانب عدم إيواء المطلوبين للعدالة والمنتمين لجماعات إرهابية أو متطرفة.
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ليبيا، فائز السراج ، حدد الأول من فبراير الماضي موعدا لعودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم التي هجروا منها من قبل جارتهم مدينة مصراتة، وذلك بعد اتهام الأخيرة لهم بالوقوف في صف العقيد معمر القذافي أثناء الثورة التي أطاحت بحكمه العام 2011.
لكن موعد عودة النازحين تعثر بعد رفض مجموعات مسلحة من مدينة مصراتة وقوات تابعة لعملية "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق، السماح لهم بالعبور إلى تاورغاء.
وجاء منع نازحي تاورغاء من العودة غداة مطالبة المجلس العسكري ومجلس الحكماء والأعيان في مصراتة بتأجيل عودة النازحين إلى مدينتهم، لحين استكمال تسليم المطلوبين للعدالة، واتخاذ التدابير الأمنية والتعويضات وجبر الضرر لجميع الأطراف.
ما دفع المئات من عائلات تاورغاء الإصرار على العودة، وقاموا بإنشاء مخيم مؤقت بمنطقة (قرارة القطف) الصحراوية، والتي لا يفصلها عن تاورغاء سوى (50 كلم) شرقاً.
وتعد مدينة مصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية ويبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة من أصل 7 ملايين عدد سكان ليبيا، من أهم المدن التي كان لها دور كبير في الإطاحة بنظام القذافي العام 2011.
وتبعد مدينة تاورغاء نحو (240 كلم) شرق العاصمة طرابلس، ولا يفصلها عن مدينة مصراتة سوى (40 كلم).