أولى مراقبون من كافة أنحاء العالم عناية خاصة للخطاب الرئيسي، الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة منظمة شانغهاي للتعاون، التي اختتمت لتوها، حيث توقعوا مستقبلا مشرقا للكتلة.
وشهدت القمة، التي عقدت في 9 و10 يونيو بمدينة تشينغداو الساحلية في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين، أول تجمع لقادة الدول الثماني الأعضاء فيها منذ أن أصبحت كل من الهند وباكستان عضوين كاملي العضوية في العام الماضي خلال قمة أستانا في قازاقستان.
وأرجع الرئيس شي، الذي ترأس القمة السنوية للمنظمة يوم الأحد، القوة التي تتحلى بها، إلى "روح شانغهاي"، التي تؤيد الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام الحضارات المتنوعة والسعي لتحقيق التنمية المشتركة.
وأشاد سلطان محمود هالي، رئيس منتدى الإعلام الباكستاني الصيني ومحلل دفاعي وسياسي بارز، بتصريحات الرئيس شي، قائلا إن روح شانغهاي هي "القوة الدافعة" و"القوة الموجهة" للمنظمة ذات الـ 17 عاما.
وتابع هالي "لقد دأبت الدول الست الأولى ، والآن الدول الثماني، على العمل معا ليجمعها مصير مشترك، بحيث تتجاوز الاختلافات بين بعضها البعض وتتطور صوب منظومة تعاون تتطلب ثقة متبادلة واحترام متبادل وقيم مشتركة".
وفي اجتماع مائدة مستديرة، أشاد شي بالمنظمة باعتبارها "نموذجا جديدا للتعاون الإقليمي"، وهو ما حظي بقبول واسع لدى الخبراء.
وقال بوريس فولخونسكي، رئيس مركز آسيا وضفة المحيط الهادئ بالمعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية ، إنه "في إطار منظمة شانغهاي للتعاون، يمكن حل العديد من المشكلات الإقليمية ، مثل الأمن والاستقرار الإستراتيجي ، فضلا عن التكامل الاقتصادي".
وأضاف فولخونسكي "اليوم، بمشاركة الاقتصادات الرائدة في المنطقة الأوراسية ، أصبحت منظمة شانغهاي للتعاون جوهرا أساسيا".
وتأسست منظمة شانغهاي للتعاون في عام 2001 من قبل الصين وقازاقستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجكستان وأوزباكستان. ومع عضوين جديدين، فإنها تمثل الآن ما يقرب من نصف سكان العالم، وأكثر من 20 في المائة من الاقتصاد العالمي.
وفي القمة، حث شي الأطراف ذات الصلة على "العمل بشكل وثيق لبناء مجتمع منظمة شانغهاي للتعاون مع مستقبل مشترك" و"التحرك قدما نحو نوع جديد من العلاقات الدولية".
وقال الرئيس شي "يتعين أن نرفض السياسات الأنانية وقصيرة النظر ومغلقة الأبواب"، مضيفا "ينبغي أن ندافع عن المساواة والتعلم المتبادل والحوار والشمول بين الثقافات".
وأفاد قسطنطين غاريبوف، المحلل في وكالة أنباء ((سبوتنيك)) الروسية، أن خطاب شي أظهر أن الصين مستعدة "للمساعدة في ضمان أن يصبح الفضاء الأوراسي نموذجا لنوع جديد من العلاقات الدولية يقوم على عالم مستقر وأمن عالمي وازدهار مشترك وانفتاح وشمولية".
كما سلط الخبراء الضوء على تأكيدات الرئيس شي بشأن التبادلات الشعبية، مشيرين إلى أنها ستقود إلى وضع مربح للجميع.
وأوضح أم دي نالابات ، مدير قسم الجغرافيا السياسية في جامعة مانيبال بالهند، أن الصين أثبتت من خلال منظمة شانغهاي للتعاون أنه يوجد حل أفضل من الحل العسكري.
وقال إن "الحل الأفضل هو التوصل إلى حل هادئ يشمل اتصالات شعبية ويشمل قوة ناعمة ويشمل تسوية"، مضيفا "أعتقد بصراحة أن هذه هي الطريقة الصينية، 'الربح المشترك' ".
وأعرب هالي، المحلل الباكستاني، أن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين يمكن أن تعزز مثل هذه التبادلات ، قائلا إنها منصة "تتيح لك الوصول إلى الجميع وتشاطر تقدم كل منكما الآخر والاستفادة من بعضكما البعض".