أوتاوا 7 يونيو 2018 / قال رئيس وزراء كندي أسبق، يوم الخميس، إنه من المتوقع أن يكون قرار الولايات المتحدة الأخير بشأن فرض تعريفات على واردات الصلب والألمونيوم من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي وغيرهم قضية "أمامية ومركزية" في قمة مجموعة السبع، التي ستبدأ يوم الجمعة في كيبيك.
وأفاد بول مارتن، وهو أيضا وزير مالية كندي أسبق، في مقابلة، "ستكون غالبية دول مجموعة السبع تريد أن تتعامل مع هذا، كما كان الحال مع وزراء المالية عندما التقوا في ويسلر (وهي بلدية سياحية في مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية)".
وشارك مارتن في حلقة نقاش مع محافظ بنك انكلترا، مارك كارني، والمديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة السبع في الأسبوع الماضي، والتي ترأسها وزير المالية الكندي، بيل مورنيو.
وجاء في بيان صدر بعد اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع أن "الوزراء ومحافظي البنوك أجروا حوارا صريحا حول فوائد إقامة نظام تجاري مفتوح قائم على القواعد وسلط العديد منهم الضوء على التأثير السلبي للإجراءات التجارية الانفرادية من جانب الولايات المتحدة".
وقال البيان إن "الوزراء ومحافظي البنوك اتفقوا على وجوب استمرار هذه المناقشة في قمة القادة في تشارليفويكس (في كيبيك)، حيث يلزم اتخاذ إجراء حاسم. وينبغي أن يكون الهدف من ذلك هو استعادة الشراكات التعاونية لتعزيز التجارة الحرة والعادلة والقابلة للتنبؤ وذات المنفعة المتبادلة".
وقال مارتن، الذي شارك على حد سواء في اجتماعات وزراء مالية وقمم قادة مجموعة السبع كرئيس للوزراء، حينما كان قد صُمم المنتدى ليكون مجموعة الثماني، حيث كان يشمل أيضا روسيا حينها، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن رد كندا القاسي على التعريفات الأمريكية كان "مبررا"، مضيفا "لم أشهد أبدا خلال فترتي قضية استفزت الناس إلى هذه الدرجة" في تلك التجمعات.
وأوضح مارتن، الذي شغل منصب رئيس وزراء كندا من عام 2003 إلى عام 2006، ومنصب وزير المالية في البلاد من عام 1993 إلى عام 2002، إن "الغرض من المجموعة - سواء أكانت مجموعة السبع أو مجموعة العشرين - هو إعطاء الوزراء المعنيين والقادة بشكل أساسي فرصة للتعامل مع قضايا من هذا النوع، على أمل منع حدوث قضايا من هذا النوع".
وأعرب عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو ووزيرة خارجيته كريستيا فريلاند قاما "بالضبط بما كان ينبغي القيام به" في الرد على تعريفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وهددت حكومة ترودو بفرض ما يصل إلى 12.8 مليار دولار أمريكي على شكل تعريفات جمركية على الصلب والألمونيوم الأمريكي ومنتجات أخرى -- بدءا من القهوة والحلوى وحتى ورق التواليت ومفارش المائدة -- بحيث تدخل حيز النفاذ في الأول من يوليو، ما لم تسحب إدارة ترامب تعريفتها البالغة 25 في المائة على واردات الصلب الكندية والتعريفة الجمركية البالغة 10 في المائة على واردات الألمونيوم الكندي.
وقال فريلاند إن رد كندا الانتقامي هو "أقوى إجراء تجاري اتخذته كندا منذ الحرب العالمية الثانية".
كما انتقد ترودو بشدة التعريفات المفروضة تحت ذريعة مخاوف الأمن القومي الأمريكي، وقال للصحفيين، في مؤتمر صحفي عُقد في 31 مايو مع فريلاند، بعد فترة وجيزة من الإعلان عن التعريفات الأمريكية، إنه يأمل في "مرحلة ما .. أن يسود المنطق السليم".
كما أعرب مارتن عن أمله في أن يناقش قادة مجموعة السبع قضايا ملحة أخرى، مثل تغير المناخ، والمساواة بين الجنسين، ومبادرة ميثاق مع أفريقيا، التي بدأتها ألمانيا العام الماضي عندما استضافت اجتماع وزراء مالية ومحافظي بنوك مجموعة العشرين، الرامية إلى تشجيع الاستثمار الخاص في أفريقيا، بما يشمل البنية التحتية.
وأفاد مارتن، الذي قام بوصفه وزير المالية الكندي باقتراح فكرة مجموعة العشرين في عام 1999، بدعم من وزير الخزانة الأمريكي آنذاك لاري سامرز، "نحن لا نتحدث بما فيه الكفاية عن أفريقيا".
وأضاف أن "أفريقيا ستشكل أكبر قاعدة سكانية في عموم القارات خلال 25 سنة، وأعتقد حقا أن مساعدة أفريقيا خلال الفترة الحالية الصعبة للغاية سيعود بالنفع على العالم بشكل هائل، وهذا دور يجب أن تلعبه مجموعة السبع ومجموعة العشرين".