ريو دي جانيرو 8 يونيو 2018 / بدأت الجروح الناتجة عن أسوأ هزيمة في تاريخ كرة القدم البرازيلية الباعث على الفخر في الالتئام يوم 29 يوليو عام 2014.
وكان ذلك بعد ثلاثة أسابيع من هزيمة المنتخب البرازيلي النكراء 7/1 على أرضه أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي لكأس العالم وبعد سبعة أيام من تعيين الكابتن دونغا، الذي قاد منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم لكرة القدم لعام 1994، مدربا للمنتحب للمرة الثانية.
وهو أيضا اليوم الذي قرر فيه أدينور ليوناردو باتشي التوقف عن البكاء والبدء في النضال.
وكتب باتشي، الشهير بتيتي، على موقع ((بلايرز تريبيون)) في مايو الماضي يقول "بعد الهزيمة 7/1، أؤمن بأنه ستسنح أمامي فرصة جيدة لأصبح المدرب القادم للمنتخب البرازيلي".
وأضاف باتشي "اعتقدت أنه قد يكون دوري. وعندما لم يتم اختياري لهذا المنصب، سأكون صادقا معكم...شعر بالإحباط، والغضب، والحزن الشديد. ولكن، في هذه اللحظة، تذكرت والدتي. لقد كانت مكافحة. فمتى عانت أسرتنا من مشكلة، كانت تعمل بجهد أكبر على حلها. فكانت تخيط الملابس حتى عندما لم يكن في استطاعتها تحريك يديها؛ ومتى أردت مشروبا، يظهر المشروب أمامي كالسحر. وبعد أسبوع من ذلك القرار (تعيين دونغا)، بكيت. وبعدها، بدأت النضال".
وبدأ هذا النضال باتجاه تيتي، الذي أخذ سنة إجازة، إلى وضع خطط لعودته إلى كرة القدم.
وشهدت الخطوة الأولي سفره إلى أوروبا للتعلم من بعض كبار المدربين في هذه الرياضة بمن فيهم أرسين فينغر وكارلو أنشيلوتي. وعاد إلى البرازيل في ديسمبر 2014 وقبل على الفور عرضا لتدريب نادى كورينثيانز للمرة الثالثة. وبعدها بـ11 شهرا، قاد نادي ساوباولو إلى إحراز لقب الدوري البرازيلي.
وظل تيتي يؤدى هذا الدور حتى يونيو 2016، عندما تم تعيينه أخيرا مدربا للمنتخب البرازيلي، ليحل محل دونغا بعد إقصاء الفريق من الدور الأول لكأس كوبا أمريكا.
وفي الوقت الذي عين فيه، كانت البرازيل ترزح في المركز السادس في تصفيات منطقة أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2018.
كان التحول شبه فوري، حيث نجحت البرازيل في الفوز بتسع مباريات تنافسية متتالية. وفي الوقت نفسه أصبح منتخبها أول فريق يتأهل إلى مونديال روسيا بخلاف المضيف واستعاد التصنيف العالمي الأول للمرة الأولي منذ سبع سنوات.
وقال تيتي "لدي انطباع بأن الأشياء تحدث لسبب ما"، مضيفا "عندما لم يقع علي الاختيار لأصبح مدرب المنتخب البرازيلي في عام 2014، تحطم قلبي. ولكن في الواقع، ربما كان هذا أفضل شئ حدث لأنه منحنى فرصة للعودة للدراسة ومواصلة التعلم".
ولم يكن مجرد عدد الانتصارات هو ما جعل عالم كرة القدم ينتبه. فتحت قيادة تيتي، سجل المنتخب البرازيلي 30 هدفا في 12 من مباراياته بالتصفيات النهائية مقابل 11 هدفا في مرماه في المبارايات الست الأولى له. ودفع ذلك معظم المراهنين إلى التكهن بالبرازيل كأحد المرشحين للفوز بالبطولة التي ستقام من 14 يونيو إلى 15 يوليو.
قليلون هم من يشككون في مكانة البرازيل كعملاق أعيد تأهيله في كرة القدم العالمية. ولكن هل تغلب المنتخب على الصدمة النفسية الناتجة عن هزيمته 7/1؟
في هذا الصدد، ذكر تيتي أن أبطال العالم لخمس مرات قطعوا شوطا طويلا نحو تبديد أي أشباح متبقية في مارس مع فوزهم 1/0 في مباراة ودية على جلاديهم عام 2014 في برلين.
وقال تيتي بعد المباراة "هذا له معنى نفسى هائل ولا حاجة لأن ينكر أحد ذلك".
واتفق مع ذلك المدافع المخضرم تياجو سيلفا. وقال سيلفا الذي غاب عن المباراة التي أقيمت في بيلو هوريزونتي منذ أربع سنوات بسبب إيقافه "لقد كانت مسألة فخر بعد كل ما كتب وقيل"، مضيفا "هذا القميص يستحق مزيدا من الاحترام. لهذا السبب أشعر بسعادة غامرة بالفوز على منافس كبير".
وأوضح لاعب خط الوسط فرناندنيو أن أي حالة من عدم الاكتراث بين المشجعين البرازيليين نتيجة كأس العالم الأخير ستختفي عندما يلعب السيليساو مباراته الأولى ضد سويسرا في روستوف يوم 17 يونيو.
وذكر فرناندينيو للصحفيين في الأسبوع الماضي أن "البرازيليين يتعاملون مع كأس العالم بطريقة مختلفة عن بقية العالم"، مشيرا إلى أن "المتاجر تغلق والجميع يشاهد المبارايات. فشغف البرازيليون بكرة القدم قوي للغاية لدرجة أنه عندما تبدأ نهائيات كأس العالم، فإن المشجعين سيدعموننا بلا شك. ومع تقدم البرازيل في البطولة، تحدوني الثقة بأن الدعم سيغدو أقوى".
ومن ناحية أخرى، سيركز لاعبو المنتخب البرازيلي على تصعيد النضال الذي بدأه تيتي قبل قرابة أربع سنوات؛ نضال تأمل هذه الأمة المهووسة بكرة القدم في أن يحقق الخلاص المجيد في يوليو.