人民网 2018:06:18.15:27:18
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة خاصة: عيد فطر مبارك بطعم الـ"تسونغتسي".. احتفال أسري مصري- صيني بعيد قوارب التنين

2018:06:18.13:57    حجم الخط    اطبع

احتفلت مدام "سارة" وأسرتها بثالث أيام عبد الفطر المبارك بشكل غير تقليدي هذا العام، مغتنمة فرصة تزامنه مع عيد قوارب التنين الصيني، في حدث قد لا يتكرر مرة أخرى في حياة الأسرة المصرية المقيمة في الصين منذ 8 أعوام..

وانضمت أسرة "سارة" إلى الصينيين بحماسة لإحياء ذكرى الشاعر المنتحر" تشو يوان" قبل ألفي عام والذي لا يزال الصينيون يحيون ذكراه على أمل إنقاذ روحه من شراك الأسماك المتوحشة والأرواح الشريرة في نهر "مي لو".

وكان هذا اليوم يعتبر يالأساس يوم نظافة عندما كان الناس يستخدمون الأعشاب لتبديد الأمراض والفيروسات. ومع ذلك، فإن الأصل الأكثر شعبية يرتبط ارتباطا وثيقا بالشاعر" تشو يوان" في فترة الدول المتحاربة ( 475 - 221 قبل الميلاد(.

ولإحياء ذكرى وفاته في اليوم الخامس من الشهر القمري كل عام، يحتفل الصينيون بالمهرجان بطرق مختلفة. كما توفي أناس عظماء مثل "وو زي شو" و"كاو إي" في نفس اليوم ، لذلك يحتفل الناس في بعض المناطق بذكراهم أيضا خلال المهرجان.

تقول سارة لوكالة ))شينخوا((" سيبقى هذا الحدث بالذات خالدا في ذاكرتي، ليس لأن عيد قوارب التنين الصيني صادف ثالث أيام عيد الفطر المبارك فحسب، بل لأول مرة لم يصادف أي منهما أيام الدوام سواء بالنسبة لي أو زوجي أو حتى الدراسة بالنسبة للأولاد ، فقد اجتمعنا جميعا لأول مرة للاحتفال بالمناسبتين".

واحتفل المسلمون في الصين بأول أيام عيد الفطر المبارك يوم السبت، وهو عطلة أسبوعية بالأساس. وعيد "دوانوو" أو عيد قوارب التنين هو عطلة رسمية في الصين أيضا. وشاركت الأسرة المصرية المكونة من 4 أفراد المسلمين الصينيين الاحتفال بطقوس العيد في مسجد نيو جيه (شارع البقر)، أكبر مساجد العاصمة الصينية بكين.

وحرصت سارة، وهي معلمة لغة إنجليزية للأطفال الصينيين، علي أن تخلط الاحتفال بعيد الفطر بالخصائص المميزة لعيد قوارب التنين جنبا إلى جنب على مائدة الغداء، في مشهد يبرز الامتزاج الثقافي الصيني - المصري وروح التشارك والتعاون والتكامل التي تتطور بين مصر والصين على المستويين الرسمي والشعبي.

ودعت سارة أسرة جارتها" يوان" لتناول الغداء في منزلها. والمفارقة أن اسم الأخيرة يماثل اسم بطل عيد قوارب التنين "يوان". وطغت الأطباق المصرية والصينية بألوانها وأشكالها الزاهية والمميزة على المائدة. وشكلت أطباق المحشي والمشويات المصرية المتنوعة مع أطباق الـ"جياوزه" والـ"تسونغتسي" الصينية، لوحة ثقافية أكثر منها فنية رائعة.

تقول "يوان" لوكالة ))شينخوا(( بسعادة غامرة "لم أكن أتوقع على الإطلاق أن يكون الطعام الصيني حاضرا أيضا على المائدة. كنت أتوقع أن تكون جميع المأكولات مصرية، لقد كان ذلك أمرا رائعا".

وجاء إعداد طبق الـ"جياوزه" الشهير المميز لاحتفال عيد الربيع الصيني، ثمرة تعاون بين الأسرة المصرية والأسرة الصينية التي تقطن بالجوار.

تحكي سارة القصة بسعادة :" منذ أن أتينا إلى بكين ونحن نتبادل الأطعمة والحلويات مع جيراننا الصينيين بانتظام في المناسبات. وذات مرة دعوت جارتي لتناول البيتزا وقد أعجبت بها جدا، وطلبت مني بعد ذلك أن أعلمها كيفية إعدادها في مقابل أن تعلمني كيفية إعداد الجياوزه وخاصة أن أطفالي يحبونها جدا، وقد كان".

أما الـ"تسونغتسي"، الطبق المميز للاحتفال بعيد قوارب التنين، تقول سارة إنها لم تتعلمه بعد، ولكن طفلها الأكبر أصر بنفسه بالصينية على أن يفسر سبب حضوره على المائدة.

وقال مروان (10 أعوام) "أييه يوان )خالتو بالصينية كما يحب أن يناديها( قبل عدة أيام جاءت إلى منزلنا حاملة شنطة بلاستيك مليئة بالتسونغتسي، وهي عادة ما حرصت على تقاسمها مع أسرتنا منذ قدومنا إلى الصين، قالت لنا إنها أعدتها مسبقا لأنها قد تعود الى مسقط رأسها في مقاطعة خبي المجاورة خلال العيد وقد لا تشاركنا الاحتفال".

وأضاف مروان وهو ينظر إلى يوان بلغة صينية متقنة،" التسونغتسي من الأطباق الصينية المحببة إلي، أحيانا أشتريه من السوبر ماركت في الأيام العادية، لكن طعمه أفضل من يد أييه"، التي قابلت بدورها حديثه بضحكة كبيرة، ثم وعدت" بعد هذا الكلام لن أتوقف عن هذه العادة أبدا طوال فترة وجودكم هنا في الصين".

وتناول التسونغتسي يعد أحد طقوس " عيد قوارب التنين"، إنه يصنع من الأرز اللزج الذي يلف بأوراق البامبو والخيط الملون، فمنه المحشو بالمسكرات أو عجين العنب أو اللحم المطعم بالصوص أو صفار البيض، حيث يبدأ الصينيون في بداية الشهر الخامس القمري في وضع الأرز في الماء وتنظيف أوراق البامبو وتجهيزه لتناوله في العيد.

وبعيدا عن المدن، تبدو في المقاطعات البعيدة المراسم الاحتفالية للعيد بشكل أفضل ومبهر، فترتدي الأسرى الصينية بالكامل الملابس الزاهية وحقائب البخور الصغيرة التي تصنع من الأقمشة الملونة، ثم يوضع فيها البخور والعطور وتربط بخيط حريري ملون كسلسلة تعلق على صدور الأطفال، فتفوح منها رائحة طيبة حيث يعتقد إنها تطرد الأرواح الشريرة وتبعد الأمراض أيضا.

والمثير أن السيدة" يوان" وهي معلمة للأطفال، حرصت أن تأتي إلى منزل الأسرة المصرية بعباءة مصرية مزركشة أهدتها لها الأسرة المصرية بعد عودتها من الإجازة السنوية في إحدى السنوات.

وقال محمد، الزوج وهو يعمل بالمجال الإعلامي ، " هذا الأمر يعني الكثير قطعا ويمثل فرصة جيدة لكلا الشعبين لمزيد من التلاحم والتمازج".

وأضاف بقوله " هذه الفعاليات المشتركة بين أشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة تكون دائما إيجابية وممتعة وتخدم أيضا التعاون والتبادل بين الشعوب المختلفة. في مصر ليس لدينا تسونغتسي أو جياوزه، لدينا طعامنا التقليدي، وفي الصين ليس لديهم المحاشي والملوخية، فهذه فرصة جيدة لتحقيق التمازج الذي يحفز شعبية الخصائص الثقافية المميزة للشعبين على أرض كل منهما الآخر، وبالتالي تحقيق التفاهم والانسجام".

واختتم بقوله:" لقد شعرنا (الأسرتان) لأول مرة بنكهة العيدين معا، عيد الفطر وعيد قوارب التنين، ونأمل أن تستمر هذه الروح الجميلة."

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×