بكين 21 يونيو 2018 /اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الخميس) مع مديرين تنفيذيين لبعض الشركات الشهيرة متعددة الجنسيات موجودين هنا لحضور جلسة خاصة لقمة طاولة مستديرة للمجلس العالمي للمديرين التنفيذيين.
وفي إطار التركيز على موضوع القمة الخاص بالانفتاح والتعاون والنفع المتبادل، تبادل شي والمديرون التنفيذيون وجهات النظر بشأن موضوعات تتراوح ما بين مبادرة الحزام والطريق والابتكار والتصنيع الذكي إلى التنمية الخضراء والحوكمة العالمية.
وأوضح شي أن الشركات شهدت حملة الاصلاح والانفتاح الصينية على مدى العقود الأربعة الماضية، وشاركت وأسهمت فيها واستفادت منها، مضيفا أن البلاد حافظت خلال تلك الفترة على نمو اقتصادي سريع وساعدت أكثر من 700 مليون شخص في التخلص من الفقر وفق مقاييس الامم المتحدة.
وأضاف شي أن الصين، وهي تتطلع نحو المستقبل، لديها ثقة أكبر في الاصلاح والانفتاح، ولديها إيمان أقوى بأنه بوسع الانفتاح أن يكون خطوة رئيسية في التنمية الصينية.
وأشار شي إلى أن الاقتصاد العالمي شهد منذ 2017 تنمية مطردة وإيجابية، لكنه أشار أيضا إلى أن النمو الاقتصادي العالمي لا يزال ضعيفا لأن الحمائية التجارية والانعزالية والشعبوية مستمرة في التصاعد، ولأن التحديات التي تهدد السلام والتنمية في العالم تزداد حدة.
وتابع شي "في الوضع الجديد، يتعين ألا يتوقف الانفتاح ويتعين متابعة تحقيق جودة الانفتاح."
وأضاف شي بقوله "على الشعوب المضي قدما في التعاون ومواجهة التحديات مع بعضها البعض، في الوقت الذي يجب فيه تحقيق وضع مربح للجميع."
ثم قال "المجتمع الدولي ليس سوى قرية عالمية ولا يتعين أن يدخل في لعبة صفرية. يتعين أن تشترك كافة البلدان في تقرير مصير العالم، مع اشتراك كافة البلدان في صياغة القواعد الدولية واشتراكها في إدارة الشؤون الدولية، وتشاركها في التقدم الذي يتحقق في التنمية. والصين مستعدة للعمل مع البلدان الأخرى لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية."
وأشار شي إلى أن مبادرة الحزام والطريق، التي وفرت فرصا كثيرة وأفادت الشعوب منذ إطلاقها قبل 5 أعوام، لا تقتصر على طرف بعينه، ولكنها مفتوحة وشاملة.
وقال شي إنها "ليست عزفا منفردا من الصين ولكنها جوقة تنشد فيها كل البلدان على طول طرق المبادرة. نحث الشركات متعددة الجنسيات على التعاون مع الشركات الصينية لتحقيق المنافع المتبادلة والمزيد من النتائج الهامة."
وأكد شي على أن الابتكار والتنمية أصبحا مفهومين أكثر شعبية، وأن استراتيجيات التنمية المدفوعة بالابتكار تطورت، مضيفا ان وتيرة الابتكار التكنولوجي للصين أصبحت أكثر ثباتا واستقرارا.
وتابع بقوله "نعد دائما تحقيق تطلعات الشعب نحو حياة أفضل نقطة البداية والهدف النهائي للابتكار التكنولوجي."
وبشأن التنمية الخضراء، قال شي إن التحديث الذي تبنيه الصين يعد أحد أوجه التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.
وأكد شي على أن الصين ستفرض قواعد وقوانين أكثر صرامة لحماية البيئة الإيكولوجية من أجل توريث بيئة مستدامة للأجيال المقبلة.
وأوضح شي أن العولمة الاقتصادية قدمت اسهامات هامة للتنمية الاقتصادية العالمية وأصبحت اتجاها عاما لا يمكن الرجوع عنه.
وتابع يقول "ستتبع الصين مبدأ تحقيق النمو المشترك عبر النقاش والتعاون في المشاركة في الحوكمة العالمية، وستستمر الصين في لعب دور مسؤول كبلد كبير، وستشارك الصين بنشاط في إصلاح وبناء أنظمة الحوكمة العالمية، وستضخ قوة دافعة من أجل إصلاح وتعزيز الحوكمة العالمية."
وحث شي المجتمع الدولي على "اتخاذ طريق الإصلاح والانفتاح والابتكار والتنمية، وعلى عدم العودة إلى العزلة والتصلب والحمائية والأحادية."
وأكد شي على أن رأس المال الأجنبي لعب دورا نشطا وهاما في تحقيق التنمية الاقتصادية في الصين وفي عملية تعميق الانفتاح.
وقال شي "على مدى ال40 عاما الماضية، كان الانفتاح هو السبب في تحقيق التنمية الاقتصادية الصينية. وفي المستقبل، يجب تحقيق التنمية الاقتصادية عالية الجودة عبر مزيد من الانفتاح."
وتابع شي "سيتسع باب الصين المفتوح على العالم الخارجي، ولن يتم إغلاقه. وستستمر الصين في تسهيل الوصول إلى السوق بدرجة كبيرة، وخلق بيئة أكثر ملائمة للمستثمرين وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية وستوسع نطاق الواردات من أجل خلق بيئة أكثر سهولة ونظاما لرواد الأعمال من الداخل والخارج لكي يستثمروا في الصين ويقيموا الأعمال فيها."
وأشاد رواد الأعمال الذين حضروا الاجتماع بالإنجازات التي حققتها سياسة الإصلاح والانفتاح الصينية، كما أعربوا عن تقديرهم لاسهامات الصين في النمو الاقتصادي العالمي.
وأكدوا أن الشركات متعددة الجنسيات سعيدة بكونها جزءاً من عملية الإصلاح الصينية على مدى ال40 عاما الماضية، لأنها استفادت من النمو طويل الأجل الذي حققته الصين في الوقت الذي قدمت فيه هذه الشركات اسهاماتها في التنمية الصينية.
وأضاف رواد الأعمال أنه يتعين على باقي دول العالم تعزيز فهمها للثقافة الصينية ولحكم الحزب الشيوعي الصيني.
وأعرب رواد الأعمال عن تقديرهم لدعم الصين الكبير للعولمة ومعارضتها للحمائية التجارية، حيث أن العولمة الاقتصادية زخم لا يمكن الرجوع عنه.
واتفق المديرون التنفيذيون على أن الشركات متعددة الجنسيات تتمتع بفضاء للتنمية يتسع باستمرار في الصين.
وقالوا إن الصين أظهرت دورها القيادي في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية مع تقديم اسهامات مثل الدفع من أجل التوصل لاتفاقية باريس بشأن التغير المناخي.
وأوضحوا أن الشركات العابرة للقوميات مستعدة للمشاركة في مبادرة الحزام والطريق وتوسيع التبادل والتعاون مع الصين في مجالات كثيرة من أجل تحقيق تنمية أكبر ولكي تنمو مع الاقتصاد الصيني.