2 يوليو 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ الصين دولة موحّدة ومتعددة القوميات كما هي أكثر دولة في العالم سكانا إذ يبلغ الان عدد سكان الصين أكثر من مليارا وثلاثمائة مليون نسمة ينتسبون الى ست وخمسين قومية مختلفة معروفة الى جانب أبناء أقليات قومية قليلة غير معروفة لدى الناس، وتعتبر قومية " بايكو ياو " أحد القوميات الأقلية التي تعيش في جبال قوانغشي، وينقسم اسم القومية "بايكوياو "الى قسمين " بايكو "سروال أبيض و"ياو" اسم القومية التي تنحدر منها. ويصل عدد ابناء القومية 40 ألف شخص متفرقين في الجبال على الحدود بين قوانغشي وقويتشو، ويمارسون مهنة الزراعة كزرع الارز والذرة وبعض المزروعات الاقتصادية الأخرى، ويعتنق معظم أبناء قومية " بايكوياو" دينا بدائيا باعتبار الطبيعة إلاها لهم. واقرت اليونسكو بان قومية "بايكوياو "أفضل قومية استطاعت ان تحافظ على ثقافتها وأطلق عليها اسم" الأحفور الحي للحضارة البشرية".
تتميز قومية " بايكوياو" بحبها للعيش في الجبال بين الطبيعة الخضراء، ما جعلها تعيش في ظروف طبيعية قاسية ويعاني 67.2 في المائة من ابناء القومية من الفقر المدقع. ومن أجل مساعدة أبناء قومية " بايكوياو" على تجاوز المحن والفقر وتحقيق العيش المحترم والكريم، والمحافظة على ثقافة القومية من الاندثار، وتنشيط السياحة في المنطقة، أنشأت الحكومة المحلية بمقاطعة قوانغشي الذاتية الحكم مشروعا سكانيا يتضمن آلاف الشقق ومدرسة ومستشفى وغيرها من مرافق الحياة، وذلك في إطار التدابير التي تنفذها الحكومة الصينية للقضاء على الفقر في المناطق النائية.
قالت لي شيا مسؤولة في المشروع وهي من قومية "بايكوياو" للصحفيين الأجانب الذين قاموا مؤخرا بزيارة قرية خه تشي بمقاطعة قوانغشي في اطار فعالية "ذكرى تأسيس منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ .. قوانغشي بعيون صحفيين اجانب"، إن المشروع شهد تطورا كبيرا خلال فترة ما بين يونيو وديسمبر في عام 2017، حيث تم تشييد القرية في غضون ستة أشهر فقط، ويمكن لكل عائلة من قومية "بايكوياو" الفقيرة الحصول على شقة بمبلغ رمزي لا يتعدى 120 يوان لكل متر مربعا. وأكدت لي شياو أن المشروع لا يوفر الحياة السعيدة لأبناء قومية " بايكوياو" فحسب، وإنما يتيح الفرصة للتعريف بثقافة القومية للسياح المحليين والأجانب أيضا.
وفي مكان ليس بعيد عن القرية السكنية ..تقع قرية سياحية خاصة بقيمة استثمار 221 مليون يوان على مساحة 9.2 كيلومتر، تعود منازلها الصغيرة التقليدية الى أبناء قومية " بايكوياو" التي تحولت الى شقق فندقية رائعة، كما قام السكان اصليين للقرية والذين لا يزالون يعملون بها بتكوين فرقة شعبية راقصة، تقوم بعرض فني شعبي خلال زيارة السياح للقرية، وقد بلغ عدد سياح القرية الى 260 ألف سائح في عام 2017. وتضمن القرية السياحية الصغيرة متحف للملابس التقليدية وطريقة صنعها. قالت أحد الفتيات من قومية " بايكوياو" تقطن القرية السياحية وتعمل بها أيضا:" كل فتاة في القرية تقوم شخصيا
بخياطة وتطريز ملابسها من حرير الخالص والقطن، وقد يستمر التطريز سنة كاملة، لذلك كل فتاة من القومية لا تستطيع الحصول الا على لباس واحد كل سنة ". مضيفة:" تتميز الفتاة من قومية " بايكو ياو" بالخياطة والتطريز .. ولا يمكن ان يقبل بها زوجة إذا لم تكن بارعة في تطريز الحزام وخياطة لباس الرجل المتمثل في سروال وقميص وحزام مطرز، وكلما كان الحزام مطرزا بدقة، كلما دل على أن الزوج محظوظا بزوجته."