دمشق 3 يوليو 2018 / دعت دمشق اليوم (الثلاثاء) اللاجئين السوريين للعودة إلى بلادهم بعد استعادة غالبية المناطق من التنظيمات المسلحة، وذلك بالتزامن مع عملية عسكرية في محافظة درعا جنوب غربي سوريا أسفرت عن نزوح نحو 270 ألف شخص.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية ((سانا)) عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية قوله إن "الدولة السورية تدعو المواطنين السوريين، الذين اضطرتهم الحرب والاعتداءات الإرهابية لمغادرة البلاد للعودة إلى وطنهم الأم بعد تحرير العدد الأكبر من المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين".
واستعادت دمشق بعد أكثر من سبعة أعوام من النزاع غالبية الأراضي السورية من التنظيمات والفصائل المسلحة سواء عبر عمليات عسكرية أو بالمصالحات.
وطمأنت الحكومة السورية مواطنيها، مؤكدة "أنها مسؤولة عن أمنهم وسلامتهم وتأمين احتياجاتهم اليومية"، حسب المصدر.
لكنها دعت أيضا المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي إلى ضرورة أن "تتحمل مسؤولياتها في هذا الخصوص للمساهمة في توفير متطلبات العودة الطوعية للمواطنين السوريين إلى بلادهم".
كما دعت دمشق المجتمع الدولي والمنظمات الدولية "الذين يدعون الحرص على مصلحة الشعب السوري إلى رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير المشروعة، التي فرضت على الشعب السوري والتي كانت سببا إضافيا في سعي السوريين إلى مغادرة بلدهم".
وشدد المصدر السوري على "أن إعادة إعمار سوريا ستكون بأيدي السوريين أنفسهم بكل كوادرهم وخبراتهم سواء من بقوا في البلاد أو الذين اضطرهم الإرهاب لمغادرتها".
وأظهرت بيانات للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في 30 مارس من العام 2017 أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر تجاوز خمسة ملايين لاجئ بسبب الحرب الدائرة في سوريا.
وتأتي دعوة دمشق بعد أيام من عودة مئات اللاجئين السوريين في لبنان طوعا إلى سوريا، إذ عاد 41 لاجئا سوريا من سكان معضمية الشام بريف دمشق الأحد في دفعة أولى من لبنان إلى سوريا عبر معبر جديدة يابوس الحدودي، حسب الإعلام الرسمي السوري.
والخميس الماضي عاد نحو 450 لاجئا سوريا كانوا في بلدة عرسال اللبنانية طوعا عبر معبر الزمراني إلى القلمون الغربي في سوريا.
وفي أبريل عاد مئات اللاجئين السوريين من منطقة شبعا في جنوب لبنان إلى سوريا في عملية أشرف عليها الأمن العام اللبناني بالتنسيق مع الحكومة السورية.
كما تتزامن دعوة دمشق مع عملية عسكرية ينفذها الجيش السوري منذ 19 يونيو الماضي في جنوب غرب سوريا أسفرت، بحسب الأمم المتحدة، عن نزوح نحو 270 ألف شخص.
وتمكن الجيش السوري خلال الأيام الأخيرة من استعادة العديد من القرى والبلدات بالريف الشمالي الشرقي لدرعا، بعضها عبر اتفاقات مصالحة بوساطة روسيا الحليف الأكبر لسوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن اليوم إن الهدوء يسود درعا باستثناء بلدة طفس في الريف الشرقي من المحافظة الجنوبية، حيث تجري معارك بين الجيش والمسلحين.
وبحسب المرصد السوري، فإن بعض الجماعات المسلحة في درعا تقبل بالمصالحة مع الحكومة السورية في حين ترفض أخرى.
والإثنين، قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن المسلحين في بلدة بصرى الشام، وهي واحدة من عدة بلدات قبلت باتفاق المصالحة، بدأت بتسليم أسلحتها الثقيلة إلى الجيش السوري.
وأرسلت الحكومة السورية اليوم قافلة مساعدات مؤلفة من 14 شاحنة محملة بمواد طبية وغذائية ومحروقات إلى القرى والبلدات التي استعادها الجيش في ريف درعا، بحسب الإعلام الرسمي السوري.
وتشمل المساعدات مواد طبية وسيارة إسعاف مع ممرض وعيادة متنقلة مع طبيب و400 سلة غذائية و400 سلة غذائية معلبة و2000 ربطة خبز و16 طنا من الطحين، إضافة إلى ثلاثة صهاريج من مياه الشرب وثلاثة صهاريج من مادتي المازوت والبنزين.
ووفقا للمرصد السوري، بات 58 بالمائة من مساحة درعا تحت سيطرة الجيش السوري من خلال المعارك والمصالحات.