جوهانسبرغ 23 يوليو 2018 /تعد زيارة الدولة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى جنوب أفريقيا، حيث سيحضر أيضا قمة البريكس العاشرة، فرصة للبلدين لتعميق وتوطيد علاقاتهما.
ووفقا لما ذكره السفير الصيني لدى جنوب أفريقيا، لين سونغ تيان، فإن العلاقة بين الصين وجنوب أفريقيا أصبحت "نموذجا يحتذى به" لتعاون الصين مع الدول الأفريقية والدول النامية الأخرى.
-- العلاقات الثنائية المتنامية
على مدار العقدين السابقين، نمت العلاقة في إطار الأهمية الإستراتيجية.
في عام 2000، وقع البلدان إعلان بريتوريا، وهو ما يمثل التأسيس الرسمي للشراكة. ثم قاما برفعها إلى شراكة إستراتيجية في عام 2004، وفي نهاية المطاف إلى شراكة إستراتيجية شاملة في عام 2010، عندما تم التوقيع على إعلان بكين.
وسعت جنوب أفريقيا إلى دفع الشراكة بين الصين وأفريقيا من خلال الاستمرار في تشارك رئاسة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي، والعمل على تنفيذ نتائج قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي في جوهانسبرغ لعام 2015.
وقال دانييل برادلو، أستاذ قانون التنمية الدولي والعلاقات الاقتصادية الأفريقية في جامعة بريتوريا، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن العلاقات بين البلدين آخذة في النمو.
وأضاف أن جنوب أفريقيا تحتاج إلى التفكير في كيفية زيادة تعزيز العلاقة باعتبارها "بوابة لأفريقيا بالنسبة للصين وكذلك للبلدان الأخرى".
-- روابط تجارة واستثمار قوية
وفي تعليق نُشر في إبريل في صحيفة ((بريتوريا نيوز)) اليومية الجنوب أفريقية، قال السفير الصيني إن التجارة والاستثمار بين البلدين قد نمت بشكل كبير.
وأوضح لين في المقالة أن "الصين هي أكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا منذ تسع سنوات على التوالي. وفي عام 2017 نمت التجارة الثنائية بنسبة 11.7 في المائة لتصل إلى 39.17 مليار دولار أمريكي، بزيادة تتعدى 20 ضعفا عن الرقم المسجل في فترة بداية إقامة العلاقات الدبلوماسية".
وأشار إلى أن "جنوب أفريقيا هي أكبر شريك تجاري للصين في أفريقيا منذ ثماني سنوات متتالية، حيث يمثل ذلك ما بين ربع إلى ثلث حجم التجارة الكلية بين الصين وأفريقيا".
ووفقا للدبلوماسي الصيني، فقد أصبحت جنوب أفريقيا في العام الماضي أول دولة في القارة تقوم بتصدير لحوم البقر إلى الصين. وتعد الدولتان شريكتين إستراتيجيتين في العديد من المجالات بما في ذلك التجارة والتعدين والتصنيع والتجارة.
وقال لين إن "إجمالي الاستثمار المباشر القائم والمخطط له من الصين إلى جنوب أفريقيا تجاوز 25 مليار دولار من حيث القيمة التراكمية حتى يونيو من عام 2017 في مجالات التصنيع والمعالجة والتعدين والتمويل والطاقة والسياحة والتجارة والخدمات. وتعد جنوب أفريقيا الآن أكبر وجهة استثمارية للصين بين الدول الأفريقية".
-- شريك التنمية
ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ 20 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقال مانيليسي غينجي، المدير الرئيسي لشرق آسيا وأوقيانوسيا في وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، إن "العلاقات الدبلوماسية بين جنوب أفريقيا والصين وصلت إلى نقطة تحول. وأصبحت الصين شريكا حيويا ومهما بالنسبة لتنمية بلادنا".
ومن خلال سعيها إلى تحقيق التصنيع عن طريق بناء ثماني مناطق اقتصادية خاصة، ترى جنوب أفريقيا الصين كشريك حقيقي من حيث الاستثمار والخبرة.
وفي مايو، سافر وفد من جنوب أفريقيا برئاسة نائب وزير التجارة والصناعة بوليلاني ماغوانيشي إلى شانغهاي، حيث تم عقد حملة ترويجية وورش عمل حول فرص وحوافز الاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخاصة.
كما أرسلت جنوب أفريقيا أيضا العديد من متخصصيها في المناطق الاقتصادية الخاصة والقطاعات الداعمة لها إلى الصين للتعرف على التجربة الصينية.
-- تبادلات شعبية مزدهرة
وتعززت العلاقات الشعبية بين البلدين في إبريل من عام 2017 عندما تم إطلاق آلية جنوب أفريقية - صينية رفيعة المستوى في بريتوريا.
وقال غينجي إن حكومة جنوب أفريقيا تريد تعزيز التبادلات في جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني.
وأضاف "لدينا مئات الطلاب في الصين. وإرسال هؤلاء الطلاب هو استثمار بالنسبة لنا. ونحن نتوقع منهم أن يتعلموا فطنة الأعمال وثقافة ممارسة الأعمال التجارية والكفاءة".
والسياحة قطاع رئيسي آخر حيث يمكن للبلدين القيام بالمزيد من الأشياء معا.
وكتب لين في تعليقه "الصين هي الشريك الأقوى لبناء جنوب أفريقيا لتكون ضمن المركز السياحي للعالم"، مضيفا "تشير التقديرات إلى أن الإنفاق السياحي من الصين سوف يصل إلى 429 مليار دولار بحلول عام 2021. وتستضيف جنوب أفريقيا أكبر عدد من السائحين الصينيين في أفريقيا. وفي العام الماضي، زارها فقط حوالي 100 ألف سائح صيني ولكن الإمكانات ضخمة. إذ أنه في الأعوام الخمسة القادمة، سيسافر أكثر من 650 مليون سائح صيني إلى الخارج".
وتابع "أننا نأمل في اجتذاب المزيد من السائحين الصينيين إلى جنوب أفريقيا من خلال الجهود المشتركة".
وفي حين أن العلاقات بين البلدين قد تعززت، ما يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به لترجمة إمكانات الشراكة الثنائية إلي الواقع بشكل كامل، وفقا لما يراه كوبوس فان دير واث، المدير الإداري لشركة (بكين أكسيس)، وهي شركة دولية مختصة بالاستشارات والمشتريات.
وأضاف أن "الفرص لا تحظى بتقدير كامل في جنوب أفريقيا ... وتحتاج جنوب أفريقيا إلى الاستفادة من السوق الصينية الضخمة والديناميكية".