تحقيق إخباري: مقتل أحد المختطفين على يد تنظيم "داعش" يثير ردود أفعال غاضبة لدى أهالي السويداء

السويداء ــ سوريا 5 أغسطس 2018 / أثار الفيديو الذي بثه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لأحد مقاتليه وهو يقطع رأس شاب، أحد الرهائن المختطفين من أهالي ريف السويداء الشرقي (جنوب سوريا) اليوم (الأحد)، ردود أفعال غاضبة في أوساط أهالي المحافظة التي تعرضت لأكبر اعتداء وهجوم من قبل التنظيم في 25 من الشهر الماضي.

ولم تمض بضع ساعات على نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) حتى اشتعلت تلك الصفحات بصور الشاب مهند أبو عمار ابن الـ 19 ربيعا الذي قتل على يد تنظيم (داعش)، محدثا موجة من الغضب العارم لدى أهالي محافظة السويداء.

وقال الصحفي السوري رفعت الديك لوكالة أبناء (شينخوا) بدمشق إن "حالة من الحزن والغضب سادت شارع محافظة السويداء جراء هذا العمل الجبان"، مؤكدا أن "دماء مهند لن تذهب هدرا وسيتم النيل من مرتكبي هذه الجريمة البشعة"، لافتا إلى أن دماء الشاب مهند زادت من اصرار ابناء المحافظة على ملاحقة فلول مجموعات داعش في البادية والاقتصاص منهم " .

وأضاف الصحفي السوري رفعت إن " محافظة السويداء استيقظت اليوم على خبر اعدام الشاب مهند ابو عمار المختطف لدى تنظيم داعش الإرهابي " ، مؤكدا أن طريقة الاعدام الوحشية التي مارسها ارهابيو داعش بحق هذا الشاب العشريني كنوع من البروباجندا الدموية التي يعمل عليها ارهابيو داعش لاثارة الخوف والجزع عند ابناء المحافظة ودفعهم للضغط على الحكومة لقبول شروط داعش لتسليم باقي المختطفين ولكن ابناء المحافظة منذ اللحظات الاولى اكدوا ان مثل هذه الاعمال الاجرامية لن ترهبهم بل تزيدهم تمسكا والتفافا حول حكومتهم وجيشهم .

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن قال في وقت سابق من اليوم إن " عملية الإعدام التي طالت فتى من مختطفي السويداء، جاءت بعد تعثر المفاوضات بين النظام ووجهاء والروس وتنظيم الدولة الإسلامية .

وحذر المرصد السوري في وقت سابق من هذه الإعدامات، بعد تعثر المفاوضات وبعد الإعدامات التي نفذت بحق العشرات من عناصر جيش خالد بن الوليد المبايع للتنظيم .

ووضع تنظيم (داعش) شروط مسبقة للإفراج عن المختطفين من ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي ومنها اخلاء الريف الشرقي للسويداء من اي وجود عسكري او سلاح سواء للجيش او الأهالي، بالإضافة للافراج عن معتقليه واسراه الذين هم في قبضة الجيش العربي السوري.

وعبر سمير السالم (23 عاما) وهو طالب جامعي عن أسفه لما حدث اليوم، مشيرا إلى أن الإرهاب يجب ان يكافح بيد من حديد.

وقال السالم لوكالة (شينخوا) بدمشق اليوم "سنشعل شموع السلام لروح الشاب مهند الذي راح ضحية الإرهاب والفكر المتشدد"، مؤكدا أن دمه "سيزيدنا قوة وصلابة".

وبدورها، قالت صفاء 21 عاما وهي طالبة جامعية أيضا والدموع كادت تسقط من عيناها "عار على البشرية والإنسانية ان تصمت جراء مقتل شاب في مقتبل العمر على يد وحوش مثل تنظيم (داعش) الإرهابي"، داعية كل المنظمات التي تدعي الحرص على الشعب السوري ان تتحرك لإنقاذ ما تبقى من رهائن لدى هذا التنظيم والافراج عنهم بأسرع وقت ممكن.

وأشارت صفاء وهي تتكلم بحدة إلى أن تنظيم (داعش) أراد من وراء قتل هذا الشاب ونشر مقطع الفيديو على مواقع التوصل الاجتماعي، للضغط على الأهالي بقبول شروطه واخلاء البادية من السلاح والأهالي الذين ينتشرون منذ عدة أيام لمحاربة مقاتليه.

وقالت سيدة سورية من محافظة السويداء على صفحتها بموقع التواصل (فيسبوك) بعد ان وضعت صورة الشاب مهند "تعجز الكلمات لتعبر عما بداخلنا من قهر والم ووجع ... لترقي روحك البريئة إلى عالم آخر تجد الرحمة والعدالة".

من جانبه، عبر الشيخ حمود الحناوي شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز عن اسفه وأدانته الشديدة عن قيام هذا التنظيم الإرهابي بالإقدام على اعدام هذا الشاب العشريني بالعمر بهذه الطريقة اللإنسانية واللاخلاقية.

وقال الشيخ الحناوي وهو احد الشيوخ الثلاثة المسئولة عن الطائفة الدرزية في السويداء لوكالة (شينخوا) بدمشق "نحن نستكر ونشجب هذه الاعمال الاجرامية المنافية للاخلاق والقيم الإنسانية"، وتسأل "كيف يتجرؤون ويقتلون هذا الشاب الجامعي بهذه الطريقة البشعة".

وأضاف الشيخ الحناوي إن "الدين الإسلامي براء منهم"، مؤكدا أنه لا يوجد دين في هذا العالم يقوم بهذه الاعمال.

وأعرب الشيخ الحناوي عن خشيته من ان يطال القتل والاعدام باقي المخطوفين من الأطفال والنساء، مؤكدا من يقتل هذا الشاب لا يتورع عن قتل باقي النساء والأطفال المحتجزين لديه.

وتابع يقول نحن لم نعتدي في يوم من الأيام على احد ولكن كنا على مر التاريخ ندافع عن انفسنا وكرامتنا واعراضنا".

وأضاف الشيخ الحناوي أن الهيئة الروحية والأهالي مستعدون لتسليم تنظيم (داعش) الجرحى الاحياء من مقاتليهم بالإضافة لجثث الذين قتلوا في الهجوم، مقابل الافراج عن كامل المخطوفين لديهم من نساء وأطفال ورجال.

وناشد الشيخ الحناوي كل الدول والمنظمات الدولية والإنسانية بالتدخل والإسراع بالافراج عن المختطفين، وخاصة الأمم المتحدة.

وكان تنظيم (داعش) شن في 25 من يوليو الماضي هجوما مباغتا على ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، بالتزامن مع تفجيرات انتحارية نفذها انتحاريين من التنظيم في مدينة السويداء، ما أسفر عن مقتل اكثر من 255 شخصا وجرح اكثر من 200 آخرين.