7 أغسطس 2018 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يتميز المغرب بثراءه بالموارد السياحية، بما في ذلك شريطه الساحلي الطويل، الصحراء الكبرى، والجبال الثلجية بالإضافة إلى المدن القديمة والمناطق الجذابة الأخرى. كما يتميز بثقافة عربية ساحرة،الأمر الذى يجذب عددا كبيرا من السياح الصينيين. فحتى الشمس الحارقة في المغرب خلال أغسطس لم توقف توافد السياح الصينيين.ومن الصحراء الكبرى في جنوب المغرب إلى المدن الساحلية في شمال البلد،يمكن رؤية السياح الصينيين في كل مكان.
زيادة سريعة لعدد السياح الصينيين في المغرب
منذ تنفيذ المغرب سياسة الإعفاء من تأشيرة الدخول للسائحين الصينيين في يونيو عام 2016، شهد عدد السياح الصينيين إلى المغرب زيادة سريعة، ولايزال هذا العدد يشهد زيادة مستمرّة.
في هذا الصدد،قالت زائرة من مقاطعة جيانغسو شرقي الصين،انها وزملائها استغرقوا عشرة أيام للتمتع بالمناظر الخلابة في مناطق المغرب المختلفة خلال هذا الصيف، وقالت بأن المغرب قد تركت لديهم أثرا عميقا.
وتظهر إحصائيات صادرة عن المكتب السياحي المغربي بالصين، ان عدد السياح الصينيين الذين زاروا المغرب خلال كامل عام 2017 كان حوالى 120 ألف شخص. بينما بلغ هذا الرقم 100 ألف سائح من يناير إلى مايو من العام الحالي.
السياح الصينيون يضيفون حيوية لصناعة السياحة المغربية
بعد إعفائها السائحين الصينيين من تأشيرة الدخول في عام 2016، شهد عدد المطاعم الصينية في المغرب ارتفاعا كبيرا، حيث نما العدد من أقل من خمسة مطاعم إلى أكثر من 20 مطعما حاليا. وفي مدينة فاس فقط، توجد 6 مطاعم صينية.
كما قالت مديرة مطعم صيني بالرباط، أنه بعد إلغاء التأشيرة، زاد عدد السياح الصينيين في المطعم بشكل كبير، حيث تضاعف العدد في عام 2017 على أساس سنوي.وقال مدير مطعم صيني في الدار البيضاء أيضا ان عدد الزبائن في المطعم قد زاد بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة،حيث يستقبل المطعم خلال الموسم السياحي 6 آلاف زبون شهريا، بينهم 70% من السياح ورجال الأعمال الصينيين.
عبرت وكالات السفر الصينية بالمغرب عن تفاؤلها بشأن سوق السياحة في المغرب.وفى هذا الصدد، أكد مسؤولة من وكالة أسفار الصداقة المغربية الصينية، انه منذ تنفيذ المغرب سياسة الإعفاء من تأشيرة الدخول تجاه السائحين الصينيين، ازداد اهتمام السياح الصينيين بالمغرب بشكل كبير.ومن المتوقع ان تستقبل وكالتها في عام 2018 ضعفي عدد السياح الذي إستقبلتهم في عام 2016.كما تتوقع ان يحافظ عدد السياح الصينيين القادمين إلى المغرب على نمو مطرد في العقد المقبل لما يتمتع بها المغرب من موارد سياحية فريدة من نوعها.
ووفقا للإحصاءات، يعمل حاليا مئات الصينيين في قطاع السياحة بالمغرب.من بينهم تشانغ كاي،الذي تخرج من قسم اللغة العربية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين ويعمل في مجال السياحة في المغرب منذ سنتين. ويعتقد تشانغ،ان المزيد من السياح الصينيين سيزورون المغرب في المستقبل.
كما قال مدير مكتب الاستقبال في أحد الفنادق الدولية في مدينة فاس السياحية الشهيرة بالمغرب،ان شهري فبراير وأكتوبر من كل عام يعتبران فترة الذروة لتدفق السياح الصينيين إلى فاس،"ان الفندق يضم أكثر من 240 غرفة،ونصف ضيوف الفندق خلال فترة الذروة صينيون"،مؤكدا على ان تدفق عدد كبير من السياح الصينيين قد أضاف حيوية لصناعة السياحة في المغرب.
اهتمام المغرب بالسياح الصينيين
تعتبر السياحة إحدى الصناعات الأساسية في المغرب.وتأمل الحكومة المغربية في أن تجعل المغرب ضمن أفضل 20 وجهة سياحية في العالم بحلول عام 2020، كما تولي إهتماما متزايداً بالسياح الصينيين.
وخلال منتدى السياحة المغربي الصيني الذى أقيم في الدار البيضاء في فبراير من هذا العام،قال محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي للمغرب،ان المغرب تعلق أهمية كبيرة على التعاون السياحي مع الصين وسوف تواصل تحسين المرافق والخدمات الداعمة مثل الفنادق ووسائل النقل وتقوية قدرة الاستقبال والدفع بفتح الخطوط الجوية المباشرة بين البلدين،آملا في ان يجذب 500 ألف سائح صيني سنويا بحلول عام 2020.
ويشير لي لي،السفير الصيني لدى المغرب،إلى انه منذ تنفيذ المغرب سياسة الإعفاء من تأشيرة الدخول تجاه الصينيين، شهد عدد السياح الصينيين إلى المغرب نموا سريعا جدا،ويحتل عدد الصينيين المرتبة الأولى من بين السياح الأجانب في المغرب،مؤكدا على ان هذا النمو يرجع إلى الوضع السياسي والاقتصادي المستقر في المغرب والعلاقات الثنائية الجيدة بين الصين والمغرب.