بكين 30 أغسطس 2018 /عندما يبدأ منتدى التعاون الصينى الأفريقى للعام 2018 فى بكين يوم الاثنين تحت عنوان "الصين وأفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذي مستقبل مشترك من خلال التعاون المربح للجميع" وسيكون نقطة إنطلاق جديدة للجانبين لتطوير تعاونهما.
وتعاونت الصين وأفريقيا بطرق متعددة. وقد تعززت الروابط عندما اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق، التي تهدف إلى إقامة شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا مع أوروبا وأفريقيا وما وراءها في عام 2013 ومواءمتها مع جدول أعمال 2063، خطة الاتحاد الأفريقي لتحويل القارة على مدى 50 عاما، وكذلك استراتيجيات التنمية في البلدان الأفريقية الفردية.
وبالنظر قدما، مع تغير الوضع العالمي، فإن الصين وأفريقيا ستثريان تعاونهما لمكافحة تغير المناخ والقضاء على الفقر وتعزيز الحوكمة العالمية.
التعاون في البنية التحتية
تعمل عدد من مشاريع البنية التحتية الكبرى التي تدعمها الصين في أفريقيا على خلق فرص عمل للمجتمعات المحلية وتعزيز الاقتصاد، من ضمن ذلك خط للسكك الحديدية يربط بين إثيوبيا الحبيسة وجيبوتي وخط للسكك الحديدية الخفيفة بين مومباسا ونيروبي في كينيا وجسر مابوتو المعلق على البحر في موزمبيق.
وشهد كريس مورارا، وهو كيني يبلغ من العمر 40 عاما، نمو المركز الصناعي على طول نهر آثي خارج نيروبي منذ بدء تشغيل قطار مومباسا-نيروبي المعياري للسكك الحديدية العام الماضي.
وقال الأب لثلاثة أطفال إن الخط عزز أعماله في نقل الركاب والبضائع، ومعظمها من محطة نهر آثي.
وقال مورارا "عادة ما نخيم في المحطة النهرية عند الساعة الواحدة ظهرا انتظارا للعملاء"، مضيفا أن "الخط خلق فرص عمل وشجع الأعمال التجارية وجعل النقل أكثر كفاءة."
وتشير التقديرات إلى أن الخط الحديث الممول من قبل الصين عزز الناتج المحلي الإجمالي لكينيا بنسبة 1.5 في المائة وخلق 46 ألف وظيفة للسكان المحليين. وتم التعاقد من الباطن مع حوالي 300 شركة محلية خلال فترة بنائه، وفقا للأرقام الرسمية.
ووصف الرئيس الكيني أوهورو كينياتا خط السكة الحديد بأنه "فصل جديد" في تاريخ البلاد.
وفي نفس القارة، تم الانتهاء من بناء محطة كهرومائية لتوليد الطاقة سعة 275 ميجاوات في كوت ديفوار، بنتها شركة صينية قبل 8 أشهر من الموعد المقرر، في "معجزة صينية" جديدة. وبدأ العمل في المحطة عام 2013.
وقال كواديو ألفونس، وهو طبوغرافي يبلغ من العمر 31 عامًا ولديه ثلاثة أطفال "هذا هو عامي الرابع في مشروع محطة الطاقة الكهرومائية، إنني أقدر حقًا فرصة العمل هذه"، مضيفا "زملائي العمال الصينيين علموني مهارات عملية وتعلمت منهم روحهم الدؤوبة. هذا درس مهم سيفيدني طوال حياتي".
في السراء والضراء
وخلال تفشي فيروس إيبولا في أفريقيا بين عامي 2014 و2015، أرسلت الصين عدة فرق طبية إلى البلدان المتضررة، بما في ذلك سيراليون وغينيا وليبيريا للمساعدة في مكافحة المرض.
وشكر الرئيس الليبيرى جورج وياه بكين على المساعدات الملحة.
وقال وياه "عندما يكون لديك صديق، لا يمكنك أن تنسى صديقك ... الصين لديها علاقات مع ليبيريا. هذه العلاقات لا يمكن نسيانها. ونريد تعزيزها."
وبدورها، دعمت أفريقيا الصين خلال الأوقات العصيبة. وفي أبريل 2010، ضرب زلزال بلغت قوته 7.1 درجة مدينة يويشو، وهي مديرية تبتية في غرب الصين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2600 شخص.
وفي جهود إعادة الإعمار بعد الزلزال، مولت جمهورية الكونغو مدرسة ابتدائية في تشنغدو، وهي محافظة في يوشو.
وقال باسيلي إيكوبي، وزير خارجية الكونغو آنذاك، في حفل أقيم بعد الانتهاء من مبنى المدرسة، إنه على الرغم من محدودية قدرات بلاده الاقتصادية، إلا أنه ينبغي عليها أن تقدم المساعدة.
وفي مقاطعة غزة بجنوب موزمبيق، يجني المزارعون المحليون فوائد مشروع وانباو، وهو مشروع صيني لزراعة الأرز، في إطار نموذج تعاون "شركة زائد مزارع".
ويوفر المشروع استثمارا أوليا في البنية التحتية ومدخلات أخرى، بما في ذلك مواد الإنتاج والآلات الحديثة والتكنولوجيا وصيانة المزارع، في حين يوقع المزارعون على اتفاقيات زرع وبيع مع الشركة. كما يوفر المشروع التدريب على المهارات للمزارعين الحريصين.
ماتيلد فيلمون ماركويل، أم لخمسة أطفال، ولدت ونشأت في المنطقة التي يعمل فيها المشروع على تطوير الأنشطة الزراعية. وفي نهاية الحصاد، باعت منتجاتها إلى الشركة. وبعد خصم التكاليف الأولية للإنتاج، تبقى لها أرباح للاحتفاظ بها.
وقالت: "بالمال، تحسنت حياتي كثيرا. لقد بنيت بيتي وأولادي يذهبون إلى المدرسة".
مستقبل مشترك
وفي كينيا، قامت شركة المناطق الاقتصادية الافريقية المحدودة ومقرها كينيا ومجموعة قوانغدونغ نيو ساوث المحدودة في الصين بتطوير منطقة اقتصادية خاصة.
وقال نائب الرئيس الكيني وليام روتو إن المشروع سيمكن الكينيين من الاستفادة من التجربة الصناعية الضخمة التي تراكمت لدى الصين على مدى الأعوام الـ30 الماضية.
وتعمل المزيد والمزيد من الدول الأفريقية مع الصين للتعلم من تجربة التنمية الصينية من خلال مشاورات متساوية.
وقال هيرمان موسهارا، الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة رواندا، إن أفريقيا تحتاج إلى شريك موثوق به لمساعدتها على التغلب على الثغرات في البنية التحتية والتصنيع، والصين هي الشريك المثالي.
وقال قادر ديوب، أستاذ في كلية الصحافة بجامعة داكار، إن مساعدات الصين لأفريقيا لم تقتصر على دولة بعينها، ولكنها تغطي التنمية الشاملة لأفريقيا.
وقال إسماعيل بوكانان، عميد كلية الاقتصاد والحوكمة في جامعة رواندا، إن "الصين شريك مخلص لمعظم الدول الأفريقية".
وقال بوشانان إن الصين ستلعب دورا هاما فى حماية المصالح العامة للدول النامية، ودفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية في أفريقيا قدما، والحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب الصحراء .