مقابلة : خبير مصري: العلاقات المصرية الصينية تشهد مرحلة غير مسبوقة.. والتعاون الثنائي مثمر

القاهرة 3 سبتمبر 2018 /رأى الدكتور حسن رجب الخبير المصري في الشؤون الصينية، أن العلاقات بين الصين ومصر تمر بـ"مرحلة غير مسبوقة" في تاريخ العلاقات الثنائية.

وقال رجب، عميد كلية الألسن بجامعة قناة السويس المصرية، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا "أنا متفائل جدا بالعلاقات المصرية الصينية لأن مستقبلها واعد، كما أن هناك علاقات جيدة جدا تربط بين البلدين في المرحلة الحالية، وهي كفيلة بتسريع خطوات التعاون".

وأشار إلى أن التعاون بين مصر والصين "مثمر"، وتلقى دفعة قوية بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ التاريخية إلى القاهرة في يناير 2016.

وأشاد رجب، وهو أيضا مدير معهد "كونفوشيوس" بجامعة قناة السويس، بمستوى التعاون الاقتصادي بين مصر والصين، وتوقع مزيدا من المشروعات المشتركة بين البلدين في المستقبل القريب، على غرار التعاون في العاصمة الإدارية الجديدة التي تبنيها مصر.

وأوضح أن "كل المشكلات الاقتصادية التي تواجهها مصر حاليا، واجهت الصين مثلها تقريبا عقب اتخاذها سياسة الاصلاح والانفتاح وتغلبت عليها".

ورأى أن "الرئيس السيسي ينتهج الأسلوب الصيني في حل الكثير من المشكلات في مصر، وهو بذلك يختصر الزمن، فمثلا مجموعة الطرق التي تنفذها مصر حاليا بطول 4300 كيلو متر، الصين نفذتها منذ بداية مرحلة الاصلاح والانفتاح، وهذه الطرق شرايين للحياة، لأنك عندما تنشئ طريقا فسوف يتم بناء مساكن ومشروعات على جانبيه".

وتابع أن "مصر تحذو حذو الصين (في مواجهة التحديات الاقتصادية) لكن بأسلوب مصري، لأنه ليس ممكنا أن تأخذ (الحكومة المصرية) التجربة الصينية كما هي، بل تأخذ الفكرة العامة وتُمصرها حسب ظروفها".

وأثنى رجب بشدة على سياسة الصين الخارجية، قائلا إنها "سياسة مستقلة جدا، تبعد دائما عن الأحلاف والانحياز، وتحترم خصوصية الآخرين، وتؤمن بالتعايش السلمي، وتعمل على حفظ السلام العالمي"، مدللا على ذلك بدور الصين الجيد في الجهود من أجل تسوية قضايا شبه الجزيرة الكورية، وغيرها من قضايا العالم.

وأردف أن "الشعب الصيني بطبيعته يكره الحروب والنزاعات، والصين بثقافتها وانتهاجها للسلام تستطيع إيجاد حلول للمشكلات عبر المفاوضات والمشاورات، على عكس الولايات المتحدة التي تتبع دائما سياسة تهدف إلى خلق صراعات من أجل بيع السلاح وإنهاك الأطراف، والمنطقة العربية خير شاهد على هذه السياسة".

وقال رجب إن "الصين تجذب عقول العالم، وتكسب قلوبهم"، لاسيما أن "السياسية الصينية تخلق الأصدقاء وتجعلهم يزدادون يوما بعد يوم، وما يحدث في إفريقيا خير شاهد على ذلك"، حيث تعمل الصين على تنمية الدول الأفريقية.

وعن مبادرة "الحزام والطريق"، رأى الخبير المصري أنها "مبادرة جيدة جدا، وتوقع أن تنجح المبادرة، لاسيما أن الصين تتبع نهج "الكسب المشترك" عند التعاون الاقتصادي مع أي دولة، خلافا للولايات المتحدة التي ترفع شعار "أمريكا أولا".

وواصل حديثه قائلا إن قيام البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية بتوفير التمويل للبنية الأساسية في الدول المشاركة في المبادرة سوف يزيد من فرص نجاح المبادرة، لأن الاستثمار في البنية الأساسية من شأنه تحسين حياة الشعوب.

ورأى الخبير المصري، أن الحزب الشيوعي الصيني الحزب يتميز بأن لديه رؤية ونظام وكوادر وإدارة جيدة جدا ونجح في قيادة الصين، مضيفا "عندما يقود الحزب دولة تعدادها مليار و400 مليون نسمة، ويصل بها إلى هذا الرقي في جودة الحياة والحداثة والمعاصرة لابد أن أرفع له القبعة".