دمشق 3 سبتمبر 2018 / ندد الرئيس السوري بشار الأسد، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال لقائهما اليوم (الإثنين) بالضغوطات الغربية على دمشق وطهران، وأكدا أنها لن تثني البلدين عن مواصلة الدفاع عن مصالحهما.
والتقى الرئيس الأسد اليوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي يزور دمشق على رأس وفد، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية ((سانا)).
ونقلت الوكالة عن الأسد وظريف قولهما "إن الضغوطات التي تمارسها بعض الدول الغربية على سوريا وطهران لن تثني البلدين عن مواصلة الدفاع عن مبادئهما ومصالح شعبيهما وأمن واستقرار المنطقة بأكملها".
واعتبر الجانبان خلال اللقاء "أن لجوء هذه الدول لسياسة التهديد وممارسة الضغوط على الشعبين السوري والإيراني يعبر عن فشل هذه الدول في تحقيق المخططات التي كانت قد رسمتها للمنطقة بعد أن وقفت في وجهها سوريا وإيران".
وتناولت مشاورات الجانبين خلال اللقاء "مستجدات الأوضاع في سوريا والمنطقة، إضافة إلى القضايا المطروحة على جدول أعمال اجتماع القمة الثلاثي الذي يضم روسيا وإيران وتركيا المزمع عقده في إيران خلال الأيام المقبلة، وكان هناك تطابق في وجهات النظر حول مختلف القضايا"، حسب الوكالة.
وأعرب الرئيس الأسد والوزير الإيراني "عن ارتياحهما للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وتم الاتفاق على مواصلة التشاور والتنسيق على الأصعدة كافة، وخاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة".
والتقى ظريف خلال زيارته كل من رئيس الوزراء السوري عماد خميس، ووزير الخارجية وليد المعلم.
وبحث ظريف والمعلم خلال لقائهما "آخر التطورات السياسية والميدانية في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على الإرهاب وفي ضوء الاتصالات والتحركات السياسية الجارية مؤخراً تحضيرا للقمة الثلاثية لضامني عملية أستانا التي ستعقد في طهران".
كما بحث الوزير الإيراني مع رئيس الوزراء السوري "أهمية المضي بتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المستمر بين البلدين في مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادي منها"، ودعوا إلى "ضرورة إشراك القطاعين العام والخاص في تطوير اقتصاد البلدين وإقامة مشاريع مشتركة"، حسب (سانا).
ووصل وزير الخارجية الإيراني في وقت سابق اليوم إلى دمشق في زيارة يتوقع أن تستمر يوما واحدا، حسب ما أعلن مصدر إعلامي في السفارة الإيرانية لدى سوريا.
ودعا الوزير الإيراني في تصريحات صحيفة لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي اليوم إلى ضرورة "تطهير" محافظة إدلب من المسلحين.
وقال ظريف "يجب الحفاظ على كل الأراضي السورية ويجب أن تبدأ جميع الطوائف والجماعات جولة إعادة الإعمار على أنها جماعية وأن يعود النازحون إلى عائلاتهم".
وشدد على "طرد الإرهابيين في الأجزاء المتبقية من إدلب ويجب وضع المنطقة تحت سيطرة الشعب السوري".
وربطت مصادر دبلوماسية تحدثت لصحيفة ((الوطن)) المقربة من الحكومة السورية بين زيارة ظريف والتحضيرات الجارية من قبل الجيش السوري وحلفائه لتحرير محافظة إدلب شمال غرب البلاد من المسلحين.
وتأتي زيارة ظريف قبيل أيام قليلة من القمة الثلاثية بين إيران وروسيا وتركيا المقررة في طهران في 7 سبتمبر الجاري، والتي يمكن أن يتم خلالها التوصل إلى تفاهمات حول معركة إدلب المقبلة.
وأرسل الجيش السوري خلال الأيام القليلة الماضية تعزيزات عسكرية إلى محيط إدلب تمهيدا لبدء عملية عسكرية ضد آخر معقل للفصائل المسلحة والمعارضة في البلاد، بما فيها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، وسط تحذيرات للأمم المتحدة من مخاطر متزايدة لوقوع "كارثة إنسانية" في حال تنفيذ الهجوم وتهديدات غربية.
وهددت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالرد في حال لجأ الجيش السوري الى استخدام السلاح "الكيماوي" ضد المدنيين بإدلب، في حين حذرت روسيا واشنطن وحلفاءها من أي "خطوات متهورة"، واعتبرت أن أية ضربات محتملة "ستضر بالعملية السلمية".
وتعد إيران الحليف الإقليمي الرئيسي للنظام السوري، حيث قدمت طهران دعما للجيش السوري منذ بدء النزاع في البلاد قبل أكثر من سبع سنوات، ويثير التواجد الإيراني في سوريا غضب الغرب وإسرائيل.