الإسماعيلية، مصر 21 سبتمبر 2018 / أعرب رئيس جامعة قناة السويس المصرية عاطف ابو النور، عن أمله في أن يتضاعف "التعاون المثمر" بين الجامعة والجانب الصيني في مجال التعليم، معتبرا أنه يعد نموذجا للتعاون المشترك.
وقال ابو النور في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن جامعة قناة السويس تعد من أكبر الجامعات المصرية تعاونا مع الجانب الصيني، وهو أمر ملاحظ من خلال الفعاليات الكثيرة المشتركة.
وأردف قائلا "لدينا أنشطة متعددة مشتركة من خلال عدة مصادر، فهناك معهد الاستزراع السمكي وتكنولوجيا الأسماك، والذي أنشئ بمنحة صينية".
وتابع أن المعهد "يعقد دورات تدريبية للتثقيف ونشر ثقافة الاستزراع السمكي في المنطقة، ومعظم العاملين بالمزارع السمكية بالمنطقة تلقوا تدريبات فيه".
وأضاف "وهذا العام نفتتح الكلية المصرية الصينية التكنولوجية (..) ونأمل أن تحقق نقلة نوعية حضارية كبيرة في مصر".
وستكون الكلية باكورة الكليات التكنولوجية على مستوى مصر، حسب ابو النور.
وأوضح أن "إنشاء هذه الكلية جاء بعدما لاحظنا أن مصر ينقصها الجانب التقني الفني كثيرا (..) وقبلت هذا العام 125 طالبا من المتفوقين ليلتحقوا بها في أول عام دراسي لها".
وأشار في السياق إلى وجود معهد كونفوشيوس، الذي يقوم بدور تنويري تثقيفي للمنطقة من خلال نشر اللغة والثقافة الصينية وعقد دورات التنمية البشرية للعاملين المصريين.
وافتتح معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس في الأول من شهر أبريل عام 2008، على مساحة 1000 متر مربع.
وأكد ابو النور أن التعاون بين جامعة قناة السويس والجانب الصيني تعاون كبير ومتعدد، آملا أن يزداد ويتضاعف في السنوات المقبلة.
وأشار إلى "أن هناك خططا لتوسيع التعاون بين جامعة قناة السويس والجانب الصيني"، لافتا إلى أنه اتفق خلال زيارة للصين مع "نائب وزير التعليم الصيني على تعزيز التعاون في مجالات متعددة".
كما لفت إلى أنه ناقش خلال زيارة إلى جامعة (نانكاي) الصينية، إمكانية إصدار شهادات مشتركة معتمدة في عدة مجالات.
وقال ابو النور "نولي اهتماما كبيرا بتطوير وتحديث التعليم في جامعة قناة السويس، ونحاول إدخال كل ماهو جديد في البرامج التعليمية الموجودة بالجامعة، ونلمس مساعدة الجانب الصيني في ذلك جدا".
وأردف قائلا إن الجانب الصيني "لا يتأخر عن تلبية أي مطالب لنا في تطوير وتحديث المجال التعليمي والبحثي بجامعة قناة السويس".
وشهد التعاون العلمي والتعليمي بين مصر والصين تطورا خلال السنوات الأخيرة من ناحية التبادل بين الجامعات أو التبادل الطلابي، إذ ازدادت أعداد الطلاب المصريين في الجامعات الصينية بشكل ملحوظ.
وفي نهاية ديسمبر من العام 2017، بلغت أعداد الدارسين المصريين في الصين حوالي 1200 طالب، بزيادة سنوية تناهز 30 بالمائة، حسب ما أعلن المستشار الثقافي المصري لدى الصين حسين إبراهيم.
ووقعت وزارة التعليم والتربية الصينية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية في 27 مارس 2016، مذكرة تفاهم، حصلت بموجبها مصر على 500 منحة دراسية لطلبة الماجستير والدكتوراه مقسمة على خمس سنوات.
وتقدم مصر للصين 20 منحة تبادلية سنويا لدراسة اللغة العربية.
وقال رئيس جامعة قناة السويس بشأن العلاقات بين البلدين، إنها "تتسم بالتميز والعمق"، مشيرا إلى أن مصر تعد أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية.
كما أشار في هذا الإطار إلى زيارات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الصين، وزيارة الرئيس شي جين بينغ، إلى مصر.
ولفت أيضا إلى التزايد المستمر في عدد الشركات الصينية العاملة في مصر وكذلك الاستثمارات الصينية، معتبرا أنه "أمر في مصلحة الطرفين".
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد قام بزيارة، إلى الصين في مطلع سبتمبر الجاري لحضور منتدى التعاون الصيني الأفريقي، شهد خلالها التوقيع على عدة عقود مع شركات صينية لتنفيذ مشروعات مختلفة في مصر.
وتتواجد غالبية الشركات الصينية في مصر في الوقت الحالي في منطقة محور قناة السويس.
وحتى نهاية العام 2017، كانت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري، تحتضن 68 مؤسسة باستثمار فعلي بلغ مليار دولار، حسب وي جيان تشينغ نائب مدير عام شركة ((تيدا)) للاستثمار الصيني الافريقي.
وأضاف وي أن المنطقة ساهمت في تصدير منتجات صينية إلى مصر بقيمة تزيد على 83 مليون دولار في 2017، بينما ساعدت في تصدير منتجات مصرية إلى الخارج بقيمة 260 مليون دولار.
وأعرب رئيس جامعة قناة السويس عن أمله في تنامي محور قناة السويس وزيادة نشاط الشركات وتنوعه.
وقال إن محور قناة السويس واعد ومنطقة جذابة جدا، آملا في أن تكون هذه المنطقة هي "هونج كونج الشرق الأوسط" من خلال جذب الكثير من الاستثمارات وفي صدارتها الاستثمارات الصينية، خاصة مع تواجد الكثير من الشركات الصينية التي تستخدم تكنولوجيا متقدمة، وتنتج منتجات جديدة جزء منها يلبي احتياجات السوق المصري وجزء يوجه للتصدير في منطقة العين السخنة جنوب قناة السويس.
وأشار ابو النور كذلك إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، قائلا إنه يشهد مشاركة صينية كبيرة من خلال تولي شركات صينية إنشاء مناطق كبيرة ومهمة فيه.
وقال إن المشروع نقلة نوعية كبيرة تقوم بها مصر من خلال التفكير في مدن الجيل الرابع والمدن الصديقة للبيئة، معربا عن ثقته في أن الشركات الصينية ستكون قادرة على تحقيق هذا الهدف.
وأشار ابو النور إلى أن التواجد الصيني في مصر أصبح ملموسا للغاية في كثير من المناحي سواء في الاستثمار أو التجارة أو الدراسة.
وقال "نقوم بزيارات مستمرة ومتعددة للشركات الصينية للإطلاع على أحدث التكنولوجيات التي تقوم بنقلها للجانب المصري".
وتابع أن الجامعة تنظم دورات في التنمية البشرية ينفذها خبراء بالجامعة سواء من الجانب المصري أو الصيني لمعظم العاملين المصريين بالشركات الصينية.
وأعرب رئيس جامعة قناة السويس عن اعتقاده في أن هناك رغبة من الجانبين المصري والصيني لزيادة التعاون بينهما، متوقعا أن يشهد هذا التعاون زخما متزايدا في أعقاب زيارة الرئيس المصري الأخيرة للصين.