بكين 24 سبتمبر 2018 /قال كتاب أبيض صدر اليوم (الإثنين) عن المكتب الإعلامي بمجلس الدولة الصيني تحت عنوان " الحقائق وموقف الصين إزاء الاحتكاك التجاري الصيني - الأمريكي" إن الحمائية سوف تؤدي في النهاية إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية.
وقال الكتاب الأبيض " بفضل العولمة الاقتصادية، فإن اقتصادات العالم ،وبخاصة الاقتصادات الكبرى، تعتمد على بعضها البعض بصورة كبيرة. وفي النهاية، فإن الحروب التجارية التي أطلقتها الإدارة الأمريكية بشكل أحادي لن تضر فقط بالاقتصادات الأخرى، وإنما سوف تضر أيضا بالمصالح الأمريكية"
وأضاف الكتاب الأبيض أن الحمائية التجارية سوف ترفع تكاليف التصنيع وسوف تؤثر بشكل سلبي على الوظائف الأمريكية. واستشهد الكتاب الأبيض بتقرير لمعهد بترسون للاقتصاد الدولي ذكر أنه في ظل أن 95 بالمئة من المنتجات الصينية التي تم رفع الرسوم الجمركية المفروضة عليها هي قطع غيار ومكونات إلكترونية تستخدم في منتجات نهائية يتم تصنيعها في الولايات المتحدة، فإن رفع الرسوم الجمركية على تلك المنتجات الصينية لن يؤدي إلا إلى الإضرار بالشركات الأمريكية.
وتابع الكتاب الأبيض " أوضح معهد بترسون للاقتصاد الدولي أن رفع الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة سوف يؤدي إلى فقدان 195 ألف عامل أمريكي وظائفهم. وإذا ردت بلدان أخرى بإجراءات من نفس النوع، فإن 624 ألف أمريكي سوف يفقدون وظائفهم".
ويؤكد الكتاب الأبيض أن الحمائية التجارية سوف تؤدي إلى رفع الأسعار في الولايات المتحدة وإلحاق الضرر بالمستهلكين.
ومضى التقرير يقول "تمثل البضائع الاستهلاكية قدراً كبيراً من الواردات الأمريكية من الصين. وبلغت نسبة البضائع الاستهلاكية (باستثناء الأغذية والسيارات) 46.6 بالمئة في عام 2017، وفقا لمكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الأمريكية. وعلى مدى سنوات كثيرة، كان استيراد البضائع رخيصة الثمن، وعالية الجودة أيضاً، من الصين عاملا رئيسيا في خفض التضخم بالولايات المتحدة".
وأوضح الكتاب الأبيض أن الاتحاد الوطني لدافعي الضرائب الأمريكي حذر في خطاب مفتوح إلى الكونغرس وإلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 3 مايو 2018 - من أن فرض رسوم الحمائية أعلى سوف يؤدي إلى زيادة الأسعار التي سوف يضطر المستهلكون المحليون إلى دفعها،وأن قليلاً من الناس هم من قد يأملون في الحصول على مكاسب من هذا التغيير.
وأضاف الكتاب الأبيض أن الحمائية تؤدي إلى إطلاق إجراءات مضادة من جانب الشركاء التجاريين، ما يؤدي بدوره إلى الإضرار بالاقتصاد الأمريكي.
وتابع الكتاب الأبيض"الحرب التجارية التي تشنها الإدارة الأمريكية ضد الصين والشركاء التجاريين الهامين الآخرين أدت إلى إجراءات مضادة، وسوف تؤدي إلى خسائر هائلة في بعض المناطق والصناعات والشركات في الولايات المتحدة."
وحتى نهاية يوليو من عام 2018، أعلن شركاء تجاريون رئيسيون للولايات المتحدة ،من بينهم الصين وكندا والمكسيك وروسيا والاتحاد الأوروربي وتركيا، عن إجراءات مضادة إزاء الحمائية التجارية الأمريكية،ورفع هؤلاء الشركاء دعاوى قضائية أمام منظمة التجارة العالمية، بحسب الكتاب الأبيض.
وأكد الكتاب الأبيض أن الحمائية التجارية تؤدي أيضا إلى إضعاف ثقة المستثمرين في البيئة الاقتصادية الأمريكية وتؤدي أيضا إلى انخفاض صافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الولايات المتحدة.
وتابع الكتاب" مع تصاعد الاحتكاك التجاري، تصبح الشركات أقل ثقة وأكثر تردداً بشأن الاستثمار".
وأضاف الكتاب الأبيض أن آدم بوسن رئيس معهد بترسون للاقتصاد الدولي، يرى أنه بالإضافة إلى تكلفة الحرب التجارية، فإن سياسة الحكومة الأمريكية القائمة على "القومية الاقتصادية" ألحقت خسائر كبيرة بمجال هام آخر، حيث انخفض صافي الاستثمارات الواردة من الشركات متعددة الجنسيات إلى الولايات المتحدة - وهي شركات أجنبية وأمريكية - إلى الصفر تقريبا.