مشروع وقف زحف الكثبان الرملية يؤتي ثماره في نينغشيا

/مصدر: شبكة الصين/  2018:09:26.11:07

    اطبع

كانت المسافة الفاصلة بين الحافة الجنوبية لصحراء تنغر ومدينة تشونغوي في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي في شمال غرب الصين في السابق بضعة كيلومترات فقط، ولكنها ظلت تتوسع على مدى السنوات العديدة الماضية.

ويقع الجزء الأكبر من تنغر، وهي رابع أكبر صحراء في الصين، بمنطقه منغوليا الداخلية الذاتية الحكم وتمتد إلى أجزاء من نينغشيا ومقاطعة قانسو.

وقال سكان مدينة تشونغوي الذين عانوا من التصحر وتدهور الأراضي على مدى عقود، إنه في الخمسينات، عندما كانت الصحراء على بعد حوالي 5 كيلومترات، فحتى نسيم لطيف من شأنه أن يدفع الغبار والرمل إلى منازلهم.

وقد تحسن الوضع كثيرا، وأصبح التصحر تحت السيطرة، وقد دُفعت المسافة بين الصحراء ومدينة تشونغوي إلى الوراء أكثر من 20 كيلومترا، وأدى مشروع لمكافحة التصحر تابع للبنك الدولي دورا هاما.

وبدأ مشروع تشانغ ليو شوي في 2013، بقرض من البنك الدولي قدره 300 مليون يوان (44 مليون دولار أمريكي) لمعالجة التصحر وتدهور الأراضي.

وقال تانغ شي مينغ، المسؤول عن المشروع إنهم أنشأوا أولاً رُقع شطرنج من القشل وقف زحف الكثبان الرملية، ثم زرعوا بذور حشائش وغرسوا شجيرات، وفي نهاية المطاف حولوا الصحراء إلى واحة.

ورُقع الشطرنج هي حواجز منخفضة من القش مرتبة في شكل مربعات وتساعد على منع الرياح وتوفر بعض الظل.

وظلت لين شيو شيا (45 عاماً) وهي من سكان قرية هيلين تصنع حواجز مربعات القش لأكثر من ثلاث سنوات.

وقالت لين إن عمل حواجز مربعات القش مهمة شاقة وصعبة، وتلف النساء عادة أوشحة حول وجوههن ورؤوسهن بإحكام لتجنب أشعة الشمس والرمل، في حين أن الرجال يرتدون قبعات القش.

وفي الفترة من مارس إلى أكتوبر، تعمل لين وسكان آخرون حوالي 12 ساعة يوميا في الصحراء. وقالت إنهم في بعض الأحيان يحتاجون إلى تناول خمس وجبات في اليوم، لأن العمل يتطلب الكثير من الجهد البدني.

ولكن عمل لين وزملاءها الشاق قد عاد عليهم بدخل جيد وبيئة معيشية أفضل. وفي القرية، يعمل أكثر من 200 من السكان في صنع حواجز مربعات القش. ولا يعملون في تشونغوي فقط ولكن أيضا في منغوليا الداخلية ومنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم ومقاطعة شنشي. ويبلغ متوسط دخل الفرد السنوي حوالي 70 ألف يوان.

وقال تانغ شي مينغ إن المشروع لم يعد مجرد مشروع لمكافحة التصحر فحسب بل قد أصبح مشروعا لتخفيف حدة الفقر أيضا، وأضاف أن مشروع تشانغ ليو شوي قد دفع للسكان المحليين أكثر من 70 مليون يوان على مدى السنوات الست الماضية.

ومع مواصلة تنفيذ المشروع، فإن حواجز مربعات القش التي وضعت منذ سنوات صارت مغطاة الآن بنباتات تربة رملية مزدهرة.

وقال تانغ إنه وُلد وترعرع في مدينة تشونغوي، ومكافحة التصحر أمر حيوي لاستدامة تنمية المدينة، وقد تلقوا مساعدة من المجتمع الدولي، ولذلك ينبغي لهم العمل بجد.

واخترع الرجل البالغ من العمر 52 عاما آلة بذر يمكنها زراعة البذور في الصحراء مع ارتفاع معدل بقاء النباتات وانخفاض تكلفة العمالة.

وقد منع أسلوب إنشاء حواجز مربعات القش الصحراء من ابتلاع المدينة، وأصبحت بيئة المدينة أفضل بكثير.

ويهدف المشروع إلى تحقيق السيطرة على 23 ألف هكتار من الصحراء عندما ينتهي في عام 2019. وحتى الآن، تمت السيطرة على التصحر في أكثر من 20 ألف هكتار.

ويعد مشروع تشانغ ليو شوي جزءا من مشروع البنك الدولي لمكافحة التصحر والحماية البيئية في نينغشيا، وهي إحدى أكثر المناطق هشاشة من الناحية البيئية في شمال غرب الصين. وظلت المنطقة تعاني من الجفاف والرياح والرمال والمياه وفقدان التربة وملوحتها.

وأظهرت الإحصاءات أن الأراضي المتصحرة في المنطقة وصلت إلى حوالي 3 ملايين هكتار في عام2012، وهو ما يمثل 57.2 في المائة من إجمالي مساحة المنطقة.

ووافق البنك الدولي على قرض قيمته 80 مليون دولار أمريكي للمساعدة في مكافحة التصحر وتدهور الأراضي في نينغشيا. ومنذ عام 2013، بدأ تنفيذ المشاريع التي تغطي مساحة تزيد على 55 ألف هكتار في مدن تشونغوي، لينغوو، تشينغتونغشيا، وووتشونغ بالإضافة إلى محافظة يانجي.

وقال لي تشي قانغ، مدير مركز نينغشيا لإدارة مشاريع التعاون الدولي في مجال الحراجة إن المناطق الهشة إيكولوجيا في شمال غرب الصين ظلت دائما المناطق الأقل نموا من الناحية الاقتصادية، وان إدخال برامج المساعدات الدولية يُمكِن من الحصول على تمويل إضافي لمشاريع التحسين البيئي الوطنية.

وأضاف لي أن أهمية مشروع البنك الدولي تتجاوز المنافع الإيكولوجية، وقد زادت أيضاً دخل السكان المحليين وسرعت تحقيق التنمية الاجتماعية.