بكين 29 سبتمبر 2018 /قدر دبلوماسيون وأكاديميون صينيون وعرب جهود مصر الرامية إلى التحول في إطار "رؤية مصر 2030" بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، داعين إلى تعزيز التعاون الصيني المصري بشأن بناء مبادرة الحزام والطريق بما يخدم مصالح الجانبين.
وانطلقت فعاليات الدورة السابعة لمنتدى الدراسات العربية 2018 تحت شعار "طرق التحول الوطني لمصر والسعودية" يوم 28 سبتمبر الجاري، بتنظيم من كلية الدراسات العربية ومركز الدراسات العربية بجامعة الدراسات الدولية ببكين. وتبادل دبلوماسيون وأكاديميون من الصين ومصر والسعودية الآراء فيما يخص التحول في مصر والسعودية وتعميق التعاون الصيني العربي في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وثمن الحضور جهود مصر الرامية إلى التحول القائم على رؤية مصر 2030، حيث قال الأستاذ لوه لين عميد كلية دراسات الشرق الأوسط بجامعة اللغات ببكين وعضو اللجنة التنفيذية لجمعية الصداقة الصينية العربية، إن مصر اتخذت تدابير عديدة في الداخل والخارج لدفع التحول المحلي تتمثل في تعديل القوانين ذات الصلة وتنفيذ مشروعات كبرى.
ونوه بأن مصر حققت تقدما ايجابيا، حيث اكتمل بناء قناة السويس الجديدة قبل الموعد المحدد وتحسنت معيشة الشعب المصري وتعزز الوضع الأمني بينما تطورت علاقات مصر الخارجية مع عدة الدول، مؤكدا على أن كافة هذه الانجازات المحققة ورؤية مصر 2030 ستعزز ثقل مصر في العالم العربي وقارة افريقيا.
بدوره، أعرب الأستاذ فو تشي مينغ نائب عميد كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين، عن الثقة في تحقيق مصر هدف التحول بعد اتخاذها اجراءات عملية تحت قيادة الرئيس السيسي، بينما أكد الأستاذ داي شياو تشي بكلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الدولية ببكين، أن الوضع في مصر تجاوز أسوأ فترة له.
وفي الوقت ذاته، كشف الخبراء عن الصعوبات والتحديات التي تواجه التحول المصري، داعين إلى تعزيز التعاون الصيني المصري لتحقيق الفوز المشترك.
وفي هذا الصدد، أشار الأستاذ لوه لين إلى الطريق الطويل أمام التحول المصري في ظل التحديات القائمة، حيث ما تزال أفكار التطرف والإرهاب تمتلك جذورا متينة خاصة في سيناء ويصعب القضاء عليها في فترة وجيزة.
وأردف قائلا إن سرعة نمو السكان يعد عاملا سلبيا آخر يعرقل النمو الاقتصادي المصري كون عدد السكان الكبير سيزيد من وتيرة استهلاك الطاقة المحدودة في الدولة.
ومن جانبه، قال وو يون قوي عضو الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية والباحث بمعهد الدراسات الدينية العالمية التابع للأكاديمية، إن القيادات المصرية بذلت مجهودات كبيرة لدفع عملية التحديث منذ تأسيس الجمهورية ولكن العملية واجهت بعض التعثر من حين لآخر، مرجعا سبب ذلك إلى عدم توضيح العلاقات بين التحديث والثقافة التقليدية.
وعلى صعيد متصل، دعا الأستاذ فو تشي مينغ إلى حسن معالجة العلاقات بين الأوساط السياسية وقطاع الأعمال في مصر.
ومن ناحية أخرى، أشار وو سي كه المبعوث الصيني الخاص السابق لشؤون الشرق الأوسط إلى فضاء التعاون الرحب بين الصين ومصر وغيرها من الدول العربية خاصة على أساس مبادرة الحزام والطريق.
وأكد وو على إمكانات التكامل الكبير بين الجانبين، حيث شهدت الصين تقدما ملحوظا على صعيد جودة الصناعات التحويلية بينما تزداد رغبة الدول العربية في دفع عملية التصنيع، مضيفا أن قوة التمويل الصينية الضخمة، ستقدم في الوقت ذاته، دعما ماليا كبيرا للدول العربية بشأن تحسين مستوى البنى التحتية والمعيشة.
وقال الخبير العربي في جامعة الدراسات الدولية ببكين الدكتور خالد الصاوي إن العلاقات الصينية المصرية شهدت تطورات سريعة في مختلف المجالات منذ طرح مبادرة الحزام والطريق قبل خمس سنوات، معربا عن تطلعه إلى أن تعزز مصر تعاونها مع الصين في بناء الحزام والطريق بما يخدم تحقيق الأهداف المحددة في رؤية مصر 2030.