هانوي 4 نوفمبر 2018 /قال رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين شوان فوك أمس السبت إن معرض الصين الدولي الأول للاستيراد يمثل مفهوم النفع المتبادل والتعاون المربح للجميع، ما يخلق قناة مهمة جديدة لتدعيم التجارة في كل دول العالم.
وقال فوك خلال مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا) قبل مغادرته إلى الصين "أثمن كثيرا تنظيم الصين للمعرض الذي يمثل مفهوم النفع المتبادل والتعاون المربح للجميع، ما يخلق قناة مهمة جديدة لتدعيم التجارة للصين والشركاء ويوفر فرصا للشركات من الصين وغيرها من البلدان للحصول على المعلومات واستكشاف الأسواق وتدعيم التجارة."
وأضاف فوك أن هذا المعرض يمثل فرصة مهمة بالنسبة لفيتنام لتعزيز صورتها الوطنية ودعم أنشطة تعزيز التجارة والاستثمار.
وقد غادر فوك إلى الصين اليوم (الأحد) على رأس وفد حكومي رفيع المستوى ومجموعة من رواد الأعمال من فيتنام لحضور المعرض المقرر خلال الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر في شانغهاي.
وأوضح فوك أن الشركات الفيتنامية ستحظى بفرص لإقامة تعاون تجاري ولتوسيع التعاون مع رواد الأعمال والمستثمرين من كل أنحاء العالم، معربا عن امتنانه للحكومة الصينية لتوجيهها الدعوة لفيتنام للمشاركة في المعرض كضيف شرف.
وأكد فوك أن فيتنام تتطلع من خلال هذا المعرض إلى القيام بدور جسر بين المجموعة الاقتصادية للآسيان والصين، ومواصلة الاستفادة من منطقة آسيان - الصين للتجارة الحرة على النحو الأمثل، والاسهام في تحقيق التنمية الشاملة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والآسيان.
وأضاف فوك أن فيتنام والصين ترتبطان عبر الجبال والأنهار، وأن زعيمي البلدين وشعبيهما عملا بحرص على غرس الصداقة التقليدية ومواصلة دعمها.
وقال فوك إنه خلال السنوات الأخيرة، ومع الجهود المشتركة للحزبين والبلدين والشعبين، تطورت الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الصين وفيتنام على نحو جيد وحققت الكثير من الإنجازات المثيرة للتفاؤل.
وأوضح فوك أن أكثر وأروع إنجاز هو أن البلدين عملا باستمرار على دعم وتطوير العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية فيما بينهما.
وأشار فوك إلى أن الإنجازات التي تحققت في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الصين وفيتنام أرست أساسا لتنمية العلاقات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية الثنائية، قال فوك إن البلدين توصلا إلى الكثير من الاتفاقيات والصفقات التعاونية، موضحا أن الصين أصبحت أهم شريك تجاري لفيتنام مع نمو التجارة ثنائية الاتجاه وتعديل الخلل في الميزان التجاري على نحو تدريجي.
وأشار إلى أن التبادلات بين الشعبين، خاصة بين الشباب والأفراد المقيمين في المناطق الحدودية، تتسم بالقوة والحيوية والتنوع، ما يقدم إسهامات إيجابية لتعزيز الصداقة الثنائية التقليدية.
وأوضح رئيس الوزراء أن التعاون السياحي بين فيتنام والصين واصل تقدمه في السنوات الأخيرة، مضيفا أن الصين هي أكبر مصدر للزوار الأجانب في فيتنام.
ففي عام 2017، زار فيتنام أكثر من 4 ملايين سائح صيني، بارتفاع 48.6 بالمئة مقارنة بعام 2016، ما يعادل أكثر من 30 بالمئة من إجمالي السياح الأجانب الذين زاروا فيتنام.
وقال فوك إنه خلال الشهور العشرة الأولى من العام الجاري، استقبلت فيتنام نحو 4.2 مليون سائح صيني، بزيادة نسبتها 28.8 بالمئة على أساس سنوي. وهذا، في الوقت الذي يزور فيه الصين نحو 3 ملايين سائح فيتنامي كل عام.
وأشار فوك إلى أن العام 2017 شهد توقيع فيتنام والصين على مذكرة تفاهم بشأن التنفيذ المشترك لكل من مبادرة الحزام والطريق وخطة "ممران ودائرة اقتصادية واحدة" الفيتنامية، موضحا أن لدى البلدين فرص تعاون في إطار تدعيم الارتباطية في مجالات السياسة والبنية الأساسية والتجارة والمالية والروابط الشعبية.
واقترح فوك أن تركز فيتنام والصين على تعزيز التعاون من أجل وصول الشركات الفيتنامية والبضائع الفيتنامية المتميزة، مثل المنتجات الزراعية والمأكولات البحرية والمنتجات الالكترونية، إلى السوق الصينية، فضلا عن تعزيز التوازن التجاري والتنمية المستدامة بشكل نشط.
وأكد فوك أن الحكومة الفيتنامية أصدرت تعليماتها إلى الوزارات والقطاعات المختلفة للتنسيق مع الجانب الصيني من أجل تجسيد التعاون المذكور سابقا على أرض الواقع، ووضع خطط محددة للتعاون في ربط خطة "ممران ودائرة اقتصادية واحدة" مع مبادرة الحزام والطريق.
وأعرب فوك عن اعتقاده أن هذا سيجلب منافع حقيقية لشعبي البلدين وسيسهم في تعزيز التنمية المشتركة.
وقال فوك إنه يتعين على الجانبين مواصلة تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه زعيما البلدين، وتعزيز تبادل الزيارات والاتصالات رفيعة المستوى، ودعم التبادلات الودية والتعاون متبادل النفع وتحقيق المنافع العملية للشعبين.
وأكد رئيس الوزراء الفيتنامي أنه في ظل رعاية وتوجيه زعيمي الحزبين والبلدين، ومع الجهد المشترك من جانب الهيئات على جميع المستويات والقطاعات وشعبي البلدين، فإن الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام والصين ستحرز بالتأكيد تقدما أقوى وأكبر، ومن ثم تسهم في تحقيق السلام والاستقرار والرخاء في المنطقة والعالم بأسره.