القاهرة 8 نوفمبر 2018 /رأى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية كمال حسن علي، أن الخبرات والتكنولوجيا الصينية وموارد الطاقة الوفيرة في العالم العربي تخلق فرصا كبيرة لتعميق التعاون في مجال الطاقة بين الجانبين.
وقال علي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش الدورة السادسة لمؤتمر التعاون العربي - الصيني في مجال الطاقة، والذي يعقد في القاهرة في الفترة من الخامس حتى الثامن من نوفمبر الجاري، إن "الصين لديها التكنولوجيا المتقدمة والخبرات في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بينما تعد الدول العربية أكبر مصدر للغاز والبترول في العالم، ومن ثم فإن هناك فرصا هائلة للتعاون بين الصين والدول العربية في مجال الطاقة".
وأضاف أن مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها الصين تقدم فرصا كبيرة للتعاون في جميع المجالات، لاسيما في مجال الطاقة.
وطرحت الصين مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، بهدف تعزيز التجارة وربط البنى التحتية للدول المشاركة في المبادرة بطول مسارات طريق الحرير القديم، الذي يربط آسيا بأوروبا.
وتابع أن "هذه المبادرة توفر فرصا كبيرة للتعاون في مجالات الربط الكهربائي وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، وتبادل الخبرات في هذا المجال".
ووصف المسؤول العربي، مؤتمر التعاون العربي - الصيني في مجال الطاقة بأنه "منصة لاستشراف الفرص المتاحة للاستثمار في مجال الطاقة بين الصين والدول العربية".
وأردف "لقد ناقشنا إنشاء مركز للطاقة المتجددة لتبادل الخبرات بين الصين والعالم العربي من خلال تدريب العاملين في مجال الطاقة من الجانبين".
وتقوم شركات صينية كبرى بتنفيذ عدد من مشروعات الطاقة في بعض الدول العربية، من بينها مصر والإمارات والمغرب والأردن.
ففي مصر، يقوم تحالف صيني يضم شركتي (دونغ فانغ) و(شانغهاي إلكتريك) ببناء أول محطة لتوليد الكهرباء بالفحم في منطقة الحمراوين على ساحل البحر الأحمر، جنوب شرق القاهرة، وذلك باستثمارات تبلغ 4.4 مليار دولار.
ومن المقرر أن يستغرق تنفيذ المحطة ست سنوات، وتتكون من ست وحدات تعمل بتكنولوجيا "الضغوط فوق الحرجة"، وذلك لإنتاج ستة آلاف ميجاوات.
وفي الوقت نفسه بدأت شركة (TBEA) الصينية في بناء أربع محطات للطاقة الشمسية في مجمع بنبان للطاقة الشمسية في محافظة أسوان، جنوب القاهرة، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع في منتصف العام 2019.
وفي الإمارات، يقوم تحالف يضم شركتي (هاربين) الصينية و(أكوا باور) السعودية ببناء محطة "الحسيان" في دبي لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة من الفحم.
وتتكون هذه المحطة من أربع وحدات، على أن تنتج كل وحدة 600 ميجاوات، باستخدام تكنولوجيا "الضغوط فوق الحرجة".
وتقوم (شاندونغ) الصينية لإنشاءات الطاقة، التابعة لشركة (باور تشاينا)، منذ 2015 بإنشاء مجمع "نور" للطاقة الشمسية الحرارية بمدينة ورزازات جنوب شرق المغرب.
ومن المقرر أن ينتج المجمع طاقة نظيفة لأكثر من مليون منزل في المغرب، كما سيوفر فائضا للتصدير.
وقال علي، إن "الرؤية العربية للطاقة تقوم على ثلاثة محاور، أولها الحفاظ علي المكانة الاستراتيجية للمنطقة العربية في أسواق الطاقة العالمية، وثانيها هو تعزيز التكامل العربي في مجال الطاقة، والثالث هو تنويع مصادر الطاقة في المنطقة العربية".
واعتبر أن "هذه الرؤية لا يمكن أن تكتمل دون وجود تعاون إقليمي ودولي، يسمح بتبادل الخبرات والمعرفة، ويمثل مؤتمر التعاون العربي - الصيني في مجال الطاقة أفضل نموذج لتجسيد مثل هذا التعاون".
وختم المسؤول العربي، قائلا إنه "من المتوقع أن يخلق التعاون العربي - الصيني في مجال الطاقة سوقا ممتدة وواسعة، ويوفر فرصا اقتصادية عديدة لكلا الجانبين".