دمشق 11 نوفمبر 2018 /يستمر تبادل الاتهامات بين الجيش السوري والفصائل الجهادية الرافضة للاتفاق الروسي التركي بخرق الاتفاق بعد مضي قرابة الشهر على دخولها حيز التنفيذ، وسط بث الجيش السوري تهديدات لتلك الفصائل وتوعدهم بـ "إبادة روسية"، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن اليوم (الأحد) إن "مناطق الهدنة الروسية التركية في المحافظات الأربع تشهد استمرار للخروقات ، حيث استهدفت قوات النظام بعدة قذائف هاون وبالرشاشات الثقيلة لمناطق في أطراف بلدة اللطامنة الواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح، في ريف حماة الشمالي".
وأضاف المرصد السوري إن "قصفاً من قبل قوات النظام، طال مناطق في بلدتي كفر حمرة ومعارة الأرتيق بشمال غرب حلب، عقبها سقوط قذائف على مناطق سيطرة قوات النظام في مشروع 3 الاف شقة ومحيط ضاحية الأسد، في منطقة الحمدانية بالقطاع الغربي من مدينة حلب دون وقوع إصابات".
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عربة مدرعة تابعة لقوات النظام بثت تحذيرات إلى مقاتلي الفصائل المغادرة وتوعدتهم بـ "إبادة روسية"، محذرا البيان المقاتلين من دخول القوات الروسية التي ستبيدهم.
ولفت المرصد إلى أنه الـ 13 من أكتوبر الفائت، قامت عربة مدرعة لقوات النظام ببث تهديدات إلى الفصائل في منطقة ضواحي حلب الغربية، تضمنت تحذير باستهداف كل من لا يغادر منطقة نزع السلاح قبل الـ 15 من أكتوبر الماضي ، مهددة بالقصف والقتل، وأنها تعرف الفصائل أين تتواجد وأين تتوارى، وأن الانفاق والملاجئ لن تحمي الفصائل لأن كل القوى الجوية الروسية ستنهال على رؤوس مقاتلي الفصائل، وخيرتهم بين "الموت الزؤام أو تسليم السلاح والعودة لحضن الوطن".
وأكد المرصد السوري أن الخروقات في مناطق الهدنة الروسية التركية في محافظات حلب وحماة وإدلب واللاذقية تتواصل، وتنتشر في جسدها ممتدة في أوقات مختلفة وأماكن أوسع، وسط تناقص قدرة الضامنين في الحد منها.
إلى ذلك، جدد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية قصفه لمناطق سكنية في ريف دير الزور الشرقي ، وقتل 4 اشخاص بينهما طفلان، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السوري (سانا).
ونقلت وكالة (سانا) عن مصادر أهلية في دير الزور قولها إن " طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قصفت الأحياء السكنية في بلدة هجين شرق دير الزور بنحو 110 كلم ما تسبب بمجزرة راح ضحيتها طفلان وامرأتان واصابة آخرين بجروح".
ولفتت المصادر إلى أن التحالف يتعمد قصف منازل المدنيين في البلدة تحت ذريعة استهداف إرهابيي (داعش)، مشيرة إلى أن عدوان التحالف المستمر تسبب بتشريد وتهجير مئات المدنيين الذين اصبحوا بلا مأوى نتيجة تدمير منازلهم.
ويأتي هذا القصف بعد اقل من 48 ساعة قصف التحالف الدولي لعدة مناطق في دير الزور ما اسفر عن سقوط ما لا يقل عن 46 شخصا معظمهم أطفال ونساء، بحسب الاعلام الرسمي .
وكانت وزارة الخارجية السورية جددت امس في بيان لها دعوة الأمم المتحدة لتشكيل "آلية دولية مستقلة" للتحقيق في "جرائم تحالف واشنطن" ومعاقبة مرتكبيها.
وأشارت الوزارة إلى أن "الجريمة" التي ارتكبها التحالف "غير الشرعي" في قرية هجين، والتي قالت إن 26 مدنيًا سوريًا معظمهم من النساء والأطفال مساء الجمعة قتلوا فيها.
وتابع بيان الخارجية يقول إن "هجوم التحالف على هجين أسفر أيضا عن جرح عشرات من المدنيين، في ظل استمرار الضربات وصعوبة إنقاذ الناس من تحت الأنقاض".
وتدعم الولايات المتحدة الامريكية قوات سوريا الديموقراطية على الضفة الشرقية لنهر الفرات بالقرب من الحدود العراقية لمقاتلة تنظيم (داعش).
وتجددت أخيرا الضربات الجوية على هذه المنطقة حيث كانت الجماعات التي يقودها الأكراد تخطط لموجة ثانية من الهجمات على تنظيم (داعش) بعد محاولة فاشلة في 10 سبتمبر.
يشار إلى أن الحكومة السورية تشكك دائما في نوايا العمليات التي تقودها الولايات المتحدة في هذه المنطقة الغنية بالنفط، تحت مسمى محاربة تنظيم (داعش).
وفي سياق منفصل، لقي 3 أشخاص مصرعهم جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات التنظيمات الإرهابية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وفقا لوكالة (سانا).
وتعمد التنظيمات الإرهابية إلى تفخيخ المنازل وزراعة العبوات الناسفة والألغام في الأراضي الزراعية والقرى والبلدات قبل خرج منها المسلحون بهدف دب الذعر والخوف في نفوس الأهالي المهجرين لمنعهم من العودة إلى قراهم وبلداتهم التي يحررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.