بكين 13 نوفمبر 2018 /من المقرر أن يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارات دولة إلى بابوا نيو غينيا وبروناي والفلبين في الفترة من 15 إلى 21 نوفمبر، ويحضر اجتماع القادة ال26 لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك في بورت مورسبي.
وقال المراقبون إن الجولة من المتوقع أن تعمل على زيادة تعميق العلاقات الودية للصين مع جيرانها، وأن تنشط التعاون والتكامل على المستوى الإقليمي، وأن تحشد المزيد من المساندة للاقتصاد المفتوح والتنمية المشتركة على خلفية التحديات الهائلة على الساحة العالمية.
توطيد العلاقات مع الدول الجزر في الباسيفيك
ستكون الزيارة إلى بابوا نيو غينيا أول زيارة يقوم بها رئيس صيني إلى الدولة الجزيرة في الباسيفيك منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين في 1976.
وقال وزير خارجية بابوا نيو غينيا ريمبينك باتو أوبي إن بلاده تتطلع إلى زيارة شي وستبذل كل ما في وسعها لإنجاح الزيارة.
ومنذ أن أقامت الدولتان شراكة استراتيجية في 2014، تحرك التعاون الثنائي على مسار سريع وأرسى نموذجا للتفاعل بين الصين والدول الجزر في الباسيفيك والتعاون بين الجنوب والجنوب. وفي الوقت الحالي، تعد بابوا نيو غينيا ثاني أكبر شريك تجاري للصين وأكبر مقصد للاستثمارات الصينية في المنطقة.
وفي النصف الأول من العام الحالي، انضمت بابوا نيو غينيا رسميا إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وأصبحت أول دولة جزيرة في الباسيفيك توقع على مذكرة تفاهم مع الصين بشأن التعاون في مبادرة الحزام والطريق.
وفي الوقت نفسه، يقدم الأطباء الصينيون خدمات طبية مجانية في بابوا نيو غينيا ويعلم الفنيون الصينيون المزارعين المحليين كيفية زراعة أرز المرتفعات، بينما يساعد المهندسون الصينيون في تحديث الطريق السريعة لمطار بورت مورسبي.
ومن المقرر أن يتبادل شي خلال زيارته إلى بابوا نيو غينيا الآراء بعمق مع قادة الدولة بشأن العلاقات الأوثق بين الجانبين والقضايا العالمية والإقليمية محل الاهتمام المشترك، ويشهد التوقيع على سلسلة من اتفاقيات التعاون. وقال السفير الصيني شيوه بينغ إنه من المتوقع تحقيق نتائج مثمرة في مجالات منها السياسة والتجارة والتكنولوجيا والمالية والبنية التحتية والتبادلات الشعبية.
وستكون هذه الرحلة الثانية التي يقوم بها شي إلى الدول الجزر في الباسيفيك بعد الرحلة الأولى في 2014. وسيجتمع أثناء وجوده في بابوا نيو غينيا مع قادة من الدول الجزر في الباسيفيك التي لديها علاقات دبلوماسية مع الصين.
وأشار تشن فنغ يينغ، الزميل الباحث بمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، إلى أن الدول الجزر في الباسيفيك تمثل جزءا مهما في منطقة جوار الصين وتقع علي طريق حرير البحري للقرن الـ21.
وقال تشن إن "زيارة الرئيس شي إلى بابوا نيو غينيا ستساعد في زيادة تعزيز علاقات الصين مع الدول في المنطقة وتعزيز السلام والاستقرار والازدهار على المستوى الإقليمي."
تعزيز التعاون مع الدول المجاورة
ستكون زيارة شي إلى بروناي والفلبين، وهما اثنتان من جيران الصين في جنوب شرق آسيا، الأولى له كرئيس.
وفي بروناي، سيجتمع شي مع السلطان حسن البلقيه، ومن المتوقع أن يوقع الجانبان على سلسلة من اتفاقيات التعاون وأن يصدرا بيانا مشتركا.
وتتمتع الصين وبروناي بصلات تاريخية وثقافية وثيقة. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 27 عاما، اعتبرت العلاقات بينهما على الدوام نموذجا للعلاقات بين الدول الكبيرة والصغيرة التي تتعامل فيما بينها على قدم المساواة وتمضي على وفاق بسلام.
وسافر السلطان حسن البلقيه إلي الصين أكثر من 10 مرات في زيارات أو اجتماعات. ومع تعمق الثقة السياسية المتبادلة وازدهار التعاون العملي، بلغت العلاقات الثنائية ذروتها في التاريخ.
ومع كون بروناي واحدة من أوليات الدول الأعضاء المؤسسة للبنك الآسيوى للاستثمار في البنية التحتية ومشاركة في التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، فإنها تأمل أن تنتهز الفرص التي تتيحها تنمية الصين من أجل تنويع اقتصادها وتنميته. وتقوم الشركات الصينية بدور نشط وتساعد بروناي في تشغيل مرسى سفن نقل الحاويات الوحيد في ميناء بورت مورا في المياه العميقة وبناء أول جسر ضخم بها عبر البحر.
وفي الربع الأول من العام ،أصبحت الصين أكبر مصدر للسياح الدوليين بالنسبة لبروناي.
وخلال زيارة شي للفلبين، سيجتمع مع الرئيس رودريجو دوتيرتي والقادة الآخرين للبلاد. وقال دوتيرتي إن زيارة شي ستعزز العلاقات الثنائية وستزدهر الصداقة بين البلدين لتصبح أكثر تميزا وإشراقا.
وحققت العلاقات بين الصين والفلبين تحسنا ملحوظا منذ 2016، حيث استعادت المشاورات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية نشاطها بالكامل، وأقيمت آلية جديدة للتعاون البحري. كما أن الاستثمار الصيني في الفلبين ينمو سريعا وأصبحت الصين أكبر شريكة تجارية للفلبين وثاني أكبر مصدر للسياح الدوليين.
وتشغل كل من بروناي والفلبين عضوية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وهي كتلة إقليمية تثمل دائما أولوية في دبلوماسية الجوار للصين، كما انها مثال جيد للتعاون في مبادرة الحزام والطريق.
وحيث أن هذا العام يوافق الذكرى ال15 للشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان، ستعمل الزيارتان على زيادة تعزيز جودة التفاعلات بين الجانبين ومستوى مجتمع المصير المشترك بين الصين وآسيان، وفقا لما ذكر تشاي كون، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بكين.
ضخ قوة دافعة جديدة في التعاون الإقليمي
التزمت أبيك، على مدار نحو 30 عاما منذ إقامتها، بروح الانفتاح والشمول والتعاون.
وفي مواجهة الأمواج العالية فيما يتعلق بالأحادية والحمائية ومناهضة العولمة، ينصب اهتمام كبير على كيفية تعامل منطقة آسيا-الباسيفيك، باعتبارها محركا أساسيا للنمو الاقتصادي العالمي، مع التحديات.
ويعقد اجتماع أبيك الذي يستمر أسبوعا في بابوا نيو غينيا تحت عنوان "استغلال الفرص الشاملة، واحتضان المستقبل الرقمي" مع ثلاث أولويات: تحسين الارتباطية وتعميق التكامل الاقتصادي الإقليمي وتعزيز النمو الشامل والمستدام وتقوية النمو الاقتصادي من خلال الإصلاح الهيكلي.
وكشفت الأجندة الرئيسية عن اختيار اقتصادات آسيا-الباسيفيك. وقال المسؤول البارز السابق في أبيك وانغ يوي شنغ إن أبيك تتمتع الآن بفرص جديدة للتنمية وإن الظروف الجديدة تتطلب من الدول في المنطقة زيادة تعزيز الانفتاح وتدعيم التجارة الحرة.
وسيلقي الرئيس الصيني خطابا مهما في قمة المديرين التنفيذيين للأبيك، وسيحضر اجتماعا غير رسمي للقادة وسيلتقي بقادة اقتصادات أبيك آخرين.
ومن مجموعة الإجراءات الجوهرية للانفتاح التي أعلنت في منتدي بواو الآسيوي في وقت مبكر هذا العام إلى رؤية بناء مشترك لاقتصاد عالمي ابتكاري وشامل ومفتوح التي اقترحت في معرض الصين الدولي الأول للواردات، أظهرت الصين مرارا التزامها بالانفتاح والتعاون.
وقال كين فيا، المدير العام لمعهد العلاقات الدولية بالأكاديمية الملكية لكمبوديا، إنه يأمل في ان تضخ الصين حيوية كبيرة في جهود أبيك لحماية النظام التجاري متعدد الأطراف.
وقال الخبير الاقتصادي الأسترالي جيمس لورينسيسون إن "الصين عضو مهم في أبيك وشريكة تجارية رئيسية للعديد من الدول. وآمل أن تستطيع الصين مساعدة أبيك في التصدي للتحديات الراهنة."