سنغافورة 13 نوفمبر 2018 / مع تعميق التعاون في شتي المجالات، نمت الصين لتصبح واحدة من أكثر الشركاء الموثوقين لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) منذ أن أقامتا الشراكة الإستراتيجية قبل 15 عاما.
وعلى مر السنين، قدم التطور السريع والصحي للعلاقات بين الآسيان والصين القائمة على التعاون متبادل المنفعة إسهامات هامة للسلام والرخاء الإقليميين.
وتعد شراكة الحوار بين الآسيان والصين من بين الشراكات "الأكثر دينامية وجوهرية"، وفقا لما ذكره الأمين العام للآسيان ليم جوك هوي.
-- تجارة متنامية
وبوصفها جارا قريبا، تستفيد الآسيان من الثمار التي يطرحها اقتصاد صيني سريع النمو، فيما تعود على الصين أيضا فوائد من وجود سوق آسيان أكثر تكاملا.
فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ودول الآسيان رقما قياسيا وهو 514.8 مليار دولار في عام 2017، أى أكثر بواقع ستة أضعاف منه في عام 2003 ، حسبما ذكرت وزارة التجارة الصينية. وتعد الصين أكبر شريك تجاري للآسيان على مدى تسع سنوات متتالية فيما تعد الآسيان ثالث أكبر شريك تجاري للصين على مدى سبع سنوات متتالية.
ووصل حجم صادرات الصين لدول الآسيان إلى 279.1 مليار دولار أمريكي في عام 2017، بزيادة نسبتها 9 في المائة على أساس سنوى، فيما نمت الواردات بنسبة 20 في المائة على أساس سنوى لتصل إلى 235.7 مليار دولار أمريكي. وتقلص الفائض التجاري للصين مع الآسيان بواقع 27.4 في المائة مقارنة بعام 2016، حسبما ذكرت الوزارة.
ووصل حجم الاستثمار المتبادل التراكمي بين الجانبين إلى أكثر من 200 مليار دولار أمريكي وأقامت أكثر من 4 آلاف شركة صينية مشروعاتها في سوق الآسيان، مما خلق أكثر من 300 ألف وظيفة للسكان المحليين.
وقال ليم في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا "إن التقدم الاقتصادي الذي حققته الصين جعلها حاليا ثاني أكبر اقتصاد في العالم وساهم بشكل كبير في النمو الإجمالي للمنطقة، بما في ذلك نمو الآسيان".
وذكر الأمين العام للآسيان أن "الآسيان والصين خطتا أيضا خطوات كبيرة في مجال التعاون الاجتماعي-الثقافي، في ظل العمل الذي تم في مجالات الصحة العامة، والعلوم والتكنولوجيا، والتعليم، والثقافة، والعمل والضمان الاجتماعي، والحكم المحلي، والتبادلات الشعبية، والبيئة، والإعلام، والشباب، والتنمية الاجتماعية، والحد من الفقر وذلك من بين مجالات أخرى".
-- ثقة متبادلة
خلال السنوات الـ15 الماضية، دعمت الصين أجندة الآسيان للتنمية، بما في ذلك بناء مجموعة الآسيان.
وكانت الصين حاضرة للمساعدة عندما ضربت كوارث طبيعية دول الآسيان، كما أن التنسيق الوثيق بين الجانبين في التعامل مع التسونامي المالي الذي حدث في عام 2008 زاد من عمق الثقة المتبادلة بينهما.
وقد اتفقت الصين والآسيان على التعامل مع القضايا والنزاعات الحساسة من خلال الحوار والمفاوضات. وفي أغسطس من هذا العام، تم التوصل إلى مشروع نص تفاوضي واحد لميثاق السلوك في بحر الصين الجنوبي، وهو يمثل تقدما كبيرا آخر في المفاوضات المعنية بميثاق السلوك.
وفي الشهر الماضي، أجرت الصين والآسيان أول تدريباتهما البحرية المشتركة، والتي، أظهرت وفقا لما ذكره وانغ هاي قائد بحرية قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، أظهرت مستوى جديدا من التعاون الإستراتيجي بين الصين ودول الآسيان، وبنت منصة جديدة لقوات البحرية للتواصل بشكل أفضل، وأرست أساسا متينا للتعاون في المستقبل.
وقال ليم إن "الآسيان تقدر دعم الصين لمركزية الآسيان وسنواصل العمل بشكل وثيق مع بعضنا البعض تجاه التنفيذ الكامل والفعال لإعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبى والانتهاء المبكر من إعداد ميثاق السلوك".
-- أهداف التنمية المشتركة
حث رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ يوم الاثنين أعضاء الآسيان على "العمل بحزم" تجاه التكامل الاقتصادي، قائلا إنه قد تم تحقيق إنجازات واضحة بعد جهود بذلت على مدى عقد من الزمان لقطع خطوات تدريجية تجاه التكامل الاقتصادي والانفتاح العميقين في الآسيان.
ومن جانبها، تعهدت الصين بمواصلة فتح سوقها والتكاتف مع الآسيان لتسريع التفاوض على الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، التي تغطي نحو ثلاثة مليارات نسمة بإجمالي ناتج محلي قدره 21 تريليون دولار أمريكي.
وقال الأمين العام للآسيان إن "وجود علاقة قوية بين الآسيان والصين يمكن أن يسهم في التضافر الإيجابي لآسيا ويدعم التنمية الإقليمية والعالمية مستفيدا من نمو طبقتها الوسطى المزدهرة ومن التقدم التكنولوجي السريع".
ومن ناحية أخرى، من المتوقع أن تكون الصين أول شريك حوار للآسيان يقوم بوضع خطة متوسطة إلى طويلة الأجل بشأن العلاقات مع المجموعة.
وقد ذكر هوانغ شي ليان سفير الصين لدى الآسيان، أن الجانبين اتفقا على "رؤية الشراكة الإستراتيجية بين الصين والآسيان 2030"، والتي من المتوقع أن يتم إقرارها خلال الاجتماع الـ21 لقادة الصين والآسيان (10+1) يوم الأربعاء.