بغداد 13 ديسمبر 2018 /تحت شعار طريق الحرير نقطة الوصول بين البعيد والقريب والماضي والحاضر أقامت دائرة العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة العراقية اليوم (الخميس) بالتعاون مع سفارة جمهورية الصين الشعبية في بغداد احتفالا ثقافيا حول طريق الحرير بمناسبة مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين العراق والصين.
بدأت الاحتفالية بعزف السلامين الوطنيين الصيني والعراقي ولمحة عن تاريخ العلاقات العراقية الصينية التي انطلقت عام 1958 وتطورها في كافة المجالات خلال السنوات الـ 60 الماضية.
وقال جابر الجابري الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة في كلمة له في الاحتفالية "نحتفل اليوم بمناسبة مرور 60 عاما على علاقة تاريخية عميقة ووثيقة ربطت بين بلدين مثلا عنوان الحضارة في الارض والثقافة والمعرفة".
وأضاف "اليوم تمثل الصين عنوانا بارزا وحضاريا وثقافيا وفكريا واقتصاديا واجتماعيا ناجحا في كل العالم، بيننا وبين الصين أكثر من 60 عاما من الصداقة والعلاقة والود، وأكثر من الفي عام منذ أن بدأتم (الصينيون) تمشون على طريق الحرير وتدخلون البيوت والشوارع والمجتمعات وبأيديكم خيوط الحرير."
وتابع مخاطبا الصينيين "انتم علامة رضا وقبول لدى كل الشعوب بثابتكم وبحرصكم على توازن العلاقات مع كل العالم وبالتركيز على بنائكم الداخلي وتماسككم الداخلي، بهذا العدد الذي يزيد على مجموعات كبيرة من دول العالم، لكننا لم نر منكم مخالب القوة المخيفة، بل نرى منكم رسائل الانتاج والابتكار والابداع والعطاء لكل الانسانية".
من جانبه قال السفير الصيني في بغداد تشن وي تشينغ في كلمته "إن عنوان فعالية اليوم هو طريق الحرير نقطة الوصول بين البعيد والقريب والماضي والحاضر، فإنه عنوان رائع جدا يربط طريق الحرير بين الطرفين الشرقي والغربي في آسيا، الأمر الذي يقرب المسافة بين الشعبين الصيني والعراقي ويعزز الصداقة بينهما لبدء التبادلات الودية بين مهدي الحضارة في الماضي والتنمية المشتركة بين البلدين في الحاضر".
وأضاف "أن طريق الحرير هو صيغة أولية للعولمة الاقتصادية، وهو كان ممرا تجاريا هاما في العالم حينذاك، قبل أكثر من ألفي سنة، أطلق طريق الحرير البري والبحري اتصالات متينة بين الصين والعالم العربي، وهو الذي يعتبر مساهما ومؤسسا مهما لحضارة طريق الحرير".
وتابع أن "العراق، باعتباره لؤلؤة ساطعة على مسار طريق الحرير التاريخي، يصل أوروبا وشمال إفريقيا غربا بآسيا الوسطى شرقا، وطريق الحرير هو الذي يجيء بالذكريات الدافئة إلى الصين والعراق".
ومضى يقول "من أجل مواصلة التوريث والتنمية لروح طريق الحرير، أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 مبادرة الحزام والطريق ، التي تلتزم بالتشاور والتشارك والتقاسم، وتكرس روح الانفتاح والشمول والتعاون والكسب المشترك، وتسعى إلى تأسيس علاقات التعاون والشراكة بين الدول بشكل أوثق.
وأضاف "أن العراق هو من أقدم الدول العربية التي وقعت مع الصين وثائق التعاون للتشارك في مبادرة "الحزام والطريق" التي تأتي بحيوية جديدة للتنمية المشتركة بين الصين والعراق"، مبينا أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين يتوسع، وتزداد أيضا التواصلات الثقافية."
وخلص إلى القول " تصادف هذه السنة الذكرى الأربعين لإطلاق الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، فالصين ستواصل توسيع الانفتاح على الخارج لدفع بناء الحزام والطريق، فالجانب الصيني يستعد لأخذ الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والعراق كفرصة سانحة للعمل مع الجانب العراقي يدا بيد وكتفا إلى كتف للتغلب على المصاعب والتحديات لدفع التعاون العملي وتكثيف التبادلات الثقافية والإنسانية وتعزيز تبادل الفوائد الحضارية، من أجل كتابة صفحة جديدة للتشارك في بناء الحزام والطريق والارتقاء بعلاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العراقية".
بدوره قال السفير سعد جواد قنديل رئيس دائرة غرب أسيا في الخارجية العراقية "إن العراق يثمن مبادرة الحزام والطريق لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21 " كاشفا عن تشكيل لجنة وطنية عراقية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء لمتابعة هذا الموضوع.
وأضاف أن حضارتي سور الصين العظيم وبلاد ما بين النهرين قدمتا أرثا بشريا وإنسانيا عالميا سيترك أثاره وبصماته الدائمة في تاريخ البشرية جمعاء"، لافتا إلى أن العلاقة بين العراق والصين تعود لاكثر من الفي سنة أيام طريق الحرير القديم، الذي يبدأ من الصين ليخترق الجبال والسهول والوديان ليصل إلى بلاد خراسان ومن ثم العراق المحطة الأهم في الطريق حيث ينطلق إلى أوروبا وأفريقيا".
وتضمنت الاحتفالية التي حضرها نواب في البرلمان ومستشار الرئيس العراقي والمسؤولون في وزارة الثقافة العراقية وعدد من المثقفين والفنانين، معزوفات موسيقية عراقية من التراث الشعبي القديم، وعرضا للازياء الفلكلورية والشعبية البغدادية.
وزينت القاعة التي أقيمت بها الاحتفالية بالفوانيس الصينية التقليدية وملصقات كتب عليها "60 عاما ذاكرة تفتح للمستقبل طريق من حرير".
إلى ذلك قال الفنان التشكيلي طلال محمود، الذي زار الصين مرتين، إن الاحتفالية امتداد لطريق الحرير القديم، وما يحمله ليس على صعيد التجارة وإنما على الصعيد الإنساني والتواصل وتلاحق الثقافات وتبادل الخبرات، لامتداد جسور التواصل الثقافي والتبادل الفني بين الصين والعراق.
وأوضح محمود أنه شارك في الاحتفالية بعدة أعمال فنية أحدها مجسم لجزء من سور الصين العظيم، والتنين الصيني ورسومات مائية، مشيرا إلى أنه اختار التنين لانه رمز قومي ووطني لدى الصين، وسور الصين العظيم لأنه رمز تاريخي وصرح هندسي ومعماري عظيم.
وأعرب عن تفاؤله بتطوير آفاق التعاون الثقافي بين العراق والصين واصفا تلك الافاق بانها مشرقة لما لمسه من أرث ثقافي وحضاري في الصين خلال زيارته إلى هذا البلد العظيم.