لوس أنغليس 20 ديسمبر 2018 / نشرت المركبة الفضائية "إنسايت لاندر" التابعة لوكالة ناسا أول جهاز لها على سطح المريخ، وهي المرة الأولى التي يوضع فيها مقياس زلازل على سطح كوكب آخر.
وأظهرت صور جديدة من المركبة الفضائية مقياس الزلازل على الأرض، وغلافه نحاسي اللون يضئ في الغسق المريخي، وفقا لما ذكره فريق "إنسايت" يوم الخميس.
وقال مدير مشروع "إنسايت" توم هوفمان، الذي يعمل في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا بولاية كاليفورنيا، "لقد انطلق جدول إنسايت الزمني للأنشطة على المريخ بشكل أفضل مما كنا نأمل".
وأضاف أن "وضع مقياس الزلازل بأمان على الأرض يعد هدية رائعة في عيد الميلاد".
ويعمل فريق "إنسايت" بكل اهتمام من أجل نشر اثنين من أجهزته العلمية على أرض المريخ منذ هبوطه على سطحه في 26 نوفمبر. فبالإضافة إلى مقياس الزلازل المعروف أيضا باسم بالتجربة الزلزالية للهيكل الداخلي، يتمثل الجهاز الآخر في المسبار الحراري والمعروف باسم مسبار تدفق الحرارة والخصائص الفيزيائية.
ومن ناحية أخرى، بدأت تجربة التناوب والهيكل الداخلي، والتي لا تملك جهازا منفصلة خاصا بها، بدأت الفعل في استخدام الرابط اللاسللكية لـ"إنسايت" مع الأرض لجمع بيانات أولية حول قلب الكوكب، حسبما قال فريق "إنسايت".
ولضمان النشر الناجح للجهازين، كان على المهندسين التحقق من أن الذراع الآلية التي تلتقط وتضع أجهزة "إنسايت" على سطح المريخ تعمل بشكل صحيح.
وقال الفريق إنه يتعين عليهم أيضا تحليل صور للتضاريس المريخية حول المركبة لمعرفة أفضل الأماكن لنشر هذين الجهازين.
وأشار الفريق إلى أن مهندسى "إنسايت" أرسلوا الأوامر إلى المركبة الفضائية يوم الثلاثاء، وتم وضع مقياس الزلازل برفق على الأرض بواسطة الذراع الأمامي للمركبة يوم الأربعاء.
وذكر بروس بانيرت، الباحث الرئيسي في "إنسايت"، "إن نشر مقياس الزلازل لا يقل أهمية عن هبوطه على سطح المريخ".
وأضاف بقوله إن "مقياس الزلازل هو الجهاز الذي له الأولوية الأعلى في إنسايت. فنحن بحاجة إليه من أجل إكمال حوالي ثلاثة أرباع أهدافنا العلمية".
يسمح مقياس الزلازل للعلماء بالاطلاع على الطبقات الداخلية للمريخ عن طريق دراسة حركة الأرض. ومن خلال تحليل كيفية مرور الموجات الزلزالية عبر طبقات الكوكب، يمكن للعلماء استخلاص عمق هذه الطبقات وتكوينها.
وفي الأيام القادمة، سيعمل فريق "إنسايت" على جعل مقياس الزلازل في وضع أفقي مستوى. أما أول بيانات علمية يجمعها مقياس الزلازل فستُرسل إلى الأرض بعد أن يصبح مقياس الزلازل في المكان المناسب، هكذا قال الفريق.
وأشار الفريق إلى أنه من المقرر أن يوضع المسبار الحراري على سطح المريخ في أواخر يناير، على الجانب الشرقي من مساحة عمل المركبة.
جدير بالذكر أن المركبة "إنسايت" هبطت بأمان على سطح المريخ في 26 نوفمبر، لتستهل مهمتها التي تستمر لمدة عامين لاستكشاف المناطق الداخلية العميقة للكوكب الأحمر.