تقرير إخباري: السيسي يفتتح أكبر مسجد وكاتدرائية في مصر عشية عيد الميلاد

القاهرة 6 يناير 2019 /افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الأحد)، مسجد "الفتاح العليم"، وكاتدرائية "ميلاد المسيح" في العاصمة الإدارية الجديدة، وهما أكبر مسجد وكاتدرائية في البلاد، عشية عيد الميلاد المجيد.

وطالب السيسي، خلال حفل الافتتاح الذي أقيم في فندق تابع للجيش داخل العاصمة الإدارية، وحضره نظيره الفلسطيني محمود عباس، بالوقوف دقيقة حداد على روح الرائد مصطفى عبيد.

ولقى عبيد مصرعه مساء أمس (السبت) أثناء تفكيك عبوة ناسفة كانت تستهدف إحدى الكنائس في القاهرة.

ويعد "الفتاح العليم" و "ميلاد المسيح" أكبر مسجد وكاتدرائية في مصر، ومن أكبر دور العبادة في الشرق الأوسط.

ويسع المسجد لـ 17 ألف شخص، وتم إنشاؤه من طابقين على الطراز المعماري المصري الإسلامي، وبه أربع مآذن و21 قبة.

وشارك في بناء المسجد 30 ألف فني وعامل، و32 شركة.

بينما تسع الكاتدرائية لحوالي 8200 فرد، وهي عبارة عن طابق أرضي وصحن ومنارة بارتفاع 60 مترا، وبها 27 قبة، ومزينة بالأيقونات القبطية.

وتبلغ مساحة الكاتدرائية 15 فدانا، وتتضمن كنيسة "الشعب"، ومبنى المقر البابوي، وصالة استقبال، وقاعة اجتماعات، ومكاتب إدارية.

وخلال الحفل، هنأ البابا فرانسيس بابا الفاتيكان في رسالة مسجلة مصر على افتتاح الكاتدرائية، ووصفه بأنه إنجاز تاريخي.

وعقب انتهاء الحفل، توجه السيسي إلى مسجد "الفتاح العليم" لافتتاحه، بحضور الرئيس عباس وشيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الأقباط تواضروس الثاني.

في كلمته داخل المسجد، أكد البابا تواضروس الثاني أن مصر تسجل بافتتاح المسجد "صفحة جديدة في كتاب الحضارة المصرية العريقة"، معتبرا هذه المناسبة غير مسبوقة في التاريخ.

وقال "نحتفل اليوم ونشاهد وسط هذا الحضور أن مآذن هذا المسجد تتعانق مع منارات كاتدرائية ميلاد السيد المسيح.. إنني كمواطن مصري أقف في هذا المسجد الكريم وأفرح مع كل أخوتي الأحباء بهذه المناسبة السعيدة التي تسجل في تاريخ مصر".

وأضاف "لقد علمنا المسيح أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، ولكن أيضا الأرواح تجد غذاءها في هذه المؤسسات الروحية والدينية".

ووجه كلامه للسيسي قائلا "سيادة الرئيس لقد وعدت في يناير 2017 ببناء المسجد والكنيسة، وكان هذا دربا من المستحيل لأنها صروح ضخمة، كيف تبنى في هذا الوقت الوجيز، لكن سيادتكم وفيتم بالوعد.. كل الشكر لسيادتكم".

وختم "ليشهد العالم في هذه الليلة المباركة هذه الصورة، كيف أن مصرنا تعيش في هذه الوحدة والمحبة، نصلي أن يديمها الله على الدوام".

وأدى السيسي ومرافقوه صلاة العشاء في المسجد، ثم توجه إلى كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية، لافتتاحها.

وخلال افتتاح الكاتدرائية، أكد شيخ الأزهر فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن الإسلام ضامن لكنائس المسيحيين، والمسلمين مكلفون بحمايتها.

وقال الطيب إن "موضوع الكنائس في الإسلام محسوم، ويتلخص في أن دولة الإسلام ضامنة شرعا لكنائس المسيحيين ومعابد اليهود، وهذا حكم شرعي، وأيضا إذا كان الشرع يكلف المسلمون بحماية المساجد فإنه وبالقدر ذاته يكلف المسلمون بحماية الكنائس، والمسلمون يتقدمون في حماية الكنائس على إخوتهم المسيحيين".

ورفض الطيب، استدعاء فتاوى من عصور أخرى لتطبيقها في الوقت الحالي، مضيفا "لقد ظهر من يفتي اليوم بحرمة بناء الكنائس في الإسلام.. وهذا خطأ شديد، والتاريخ يخبر أن كل كنائس مصر بنيت في عهد الإسلام وبعد دخول الإسلام في مصر وعلى مسمع ومرأى من علماء الأزهر منذ أكثر من ألف عام".

وأوضح أن افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح حدث استثنائي ربما لم يحدث من قبل على مدى تاريخ الإسلام والمسيحية، خاصة أنهما بنيا في وقت واحد وانتهيا في وقت واحد بقصد تجسيد مشاعر الأخوة والمودة المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين.

وأعرب عن شكره للرئيس السيسي على هذا الإنجاز الرائع، الذي يحق لمصر أن تفخر به، لاسيما أنه يقدم مصر للعالم على أنها النموذج الأمثل في التآخي بين المسلمين والمسيحيين، كما قدم خالص تهانيه للبابا تواضروس الثاني، والمسيحيين في مصر وخارجها بهذه الكاتدرائية.

وعقب الافتتاح، حضر الرئيس السيسي قداس عيد الميلاد في الكاتدرائية، ووجه كلمة هنأ خلالها الأقباط المصريين بالعيد.

وقال السيسي خلال كلمته، إن الافتتاح المتزامن لمسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح "لحظة مهمة للغاية في تاريخنا" المصري.

وأضاف إن "هذا الحدث العظيم يؤكد أننا لن نسمح لأحد أن يؤثر سلبا في شجرة المحبة التي غرسناها معا، والتي تحتاج لأن نحافظ عليها حتى تخرج ثمارها من التسامح والتآخي بين الناس من مصر للعالم بأثره".

وتابع بلهجة عامية "احنا واحد، وهنفضل واحد"، قبل أن يؤكد أن "الفتن لن تنتهي"، ويدعو إلى ضرورة اليقظة والوعي من أجل الحفاظ على أمن واستقرار مصر.

واقتبس السيسي كلمة البابا تواضروس التي قال فيها خلال الاعتداء على الكنائس في العام 2013 إن "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، وختم أن "تلك الكلمات تعكس معاني عظيمة للغاية تستحق أن نتوقف عندها كثيرا، وتعكس ضرورة أن تكون أعيننا على بلدنا".

وفي تغريدة على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، هنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره المصري على افتتاح الكاتدرائية، وكتب "متحمس لرؤية أصدقائنا في مصر يفتتحون أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، الرئيس السيسي يمضي ببلاده إلى مستقبل أكثر اندماجا".