في بداية يناير، انطلق مشروع البرلس-سمنود\ سمنود- بنها (EETC 500 ) في نقل الكهرباء في مصر. ويعد هذا المشروع، أول مشروع تعاقد للتعاون في مجال القدرة الإنتاجية بين الصين ومصر، كما يعد أكبر مشروع لنقل الكهرباء، على مستوى الحجم والضغط ومجال التغطية في مصر. وبعد انهائه سيخفف هذا المشروع من مشكلة نقص الكهرباء في العديد من الأماكن بمصر. كما سيدفع بتطوير السلسلة الصناعية، إضافة لذلك، سيخلق المشروع حوالي 7000 وظيفة في مصر ، ماسيمثل قوة دفع جديدة للتنمية الإقتصادية في مصر.
1210 كلم، ستغطي المناطق الأكثر كثافة سكانية بمصر
على مسافة ساعة واحدة بالسيارة شمال القاهرة، توجد منطقة دلتا النيل الشهيرة. وعلى طول الطريق ، يمكنك مشاهدة العديد من "الأبراج الحديدية" الشاهقة التي تنقل الأسلاك الكهربائية عبر نهر النيل وتمتد إلى الواحات الشاسعة. هذه "الأبراج الحديدية" هي مشروع EETC 500 KV لنقل الكهرباء الذي تنجزه الشركة الصينية للتكنولوجيا والمنشآت الكهربائية.
في هذا الصدد، قال مراسل "صحيفة الشعب اليومية" ، أن المشروع يعتزم بناء 15 خطاً منفصلاً لتبادل الدارات المزدوجة بقدرة 500 كيلوفولت على نفس البرج، يبلغ مجموعها 1210 كم. وسيتم توزيع الخطوط في منطقة الدلتا الأكثر كثافة والجزء الجنوبي الأوسط من نهر النيل، وهو مشروع نقل الطاقة الداعمة لثلاث محطات طاقة جديدة في مصر.
تعد مصر أكبر دولة من حيث تعداد السكان في شمال أفريقيا، لكن ضعف بنيتها التحتية في مجال الطاقة، يتسبب في حدوث انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، مايؤثر سلبا على حياة المواطنين والتنمية الاقتصادية. في يناير 2016 ، وفي إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وقعت شركة الشبكة الوطنية الصينية للكهرباء ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية، على عقد مشروع EETC ، والذي أشرفت على انجازه الشركة الصينية للتكنولوجيا والمنشآت الكهربائية التابعة لشركة الشبكة الوطنية الصينية للكهرباء.
بعد أن تقوم خطوط نقل الكهرباء المنشأة حديثا بتوزيع الكهرباء من محطة التوليد إلى المحطات الفرعية في أجزاء مختلفة من أنحاء مصر، فإن الإمداد الطاقي المستقر سيوفر ضمانًا قويًا لإنتاج ومعيشة المزارعين المصريين. يذكر أن المشروع قد حقق عددا من الأرقام القياسية، خاصة على مستوى ارتفاع ووزن الأبراج وطول مسافة عبور النهر وقصر مدة الإنجاز، مقارنة بالمشاريع المشابهة.
المشروع يخلق حركية في الصحراء
تميز المشروع بصعوبة الإنجاز وقصر مدة الاشغال. وقد جلبت البيئة الميدانية المعقدة والعواصف الرملية تحديات اضافية لمهمة الإنشاء. وخلال فصل الصيف، تصل درجة حرارة البرج إلى 60 درجة مئوية ، " اذا لم يكن النعال سميكًا بما فيه الكفاية، فإن الأحذية العادية لن تصلح للصعود والنزول من البرج". لذا يقوم العمّال من البلدين بإستغلال الفترة الصباحية والمسائية للعمل.
في الوقت الحالي، بلغت نسبة إنجاز مشروع نقل الكهرباء حوالي 80٪، ومن المتوقع أن ينتهي المشروع بالكامل في النصف الأول من عام 2019. يذكر أن أهمية المشروع لا تقتصر على قطاع الطاقة فحسب ، بل لديه تأثيرا إيجابيا على السلسلة الصناعية بأكملها. وسيساعد تحسين قدرات شبكة الكهرباء المصرية على تطوير سلسلة الصناعات المتعلقة بالطاقة والمعدات الكهربائية والمواد الخام في مصر والشرق الأوسط. ووفقاً لخطة الحكومة المصرية، ستواصل مصر تعزيز بناء مشاريع الطاقة، حيث تخطط في المستقبل للربط مع المملكة العربية السعودية والأردن وليبيا والدول المجاورة الأخرى، لتصدير الفائض المصري من الكهرباء.
الشركة الصينية تركت لمصر المشروع، والتجربة الصينية والعمّال المحليين المدرّبين أيضا
يمثل مشروع EETC 500 واحدا من الثمار الهامة لخروج شركات الكهرباء الصينية. وقالت وسائل اعلام مصرية أن الشركة الصينية المنفذة للمشروع، تتمتع بمزايا تقنية وتجربة ثرية و بأنها قامت بتدريب العديد من الكفاءات المصرية المتميزة أثناء تعاون مع مصر. وعبرت عن أملها في مواصلة التعاون مع الصين في مجال الطاقة، وتعلم المزيد من التجربة الصينية.
وفي اطار سعيها لتعلم التقنية الصينية، قامت شركة النقل المصرية بإبتعاث قرابة عشرات المهندسين من مختلف للتدرّب في الصين، والتعرّف على المعايير الصينية. وقد مرّ المشروع من مرحلة الإعتماد الكلي على الصينيين في البداية، إلى تشريك المصريين في الأشغال، ثم في النهاية إلى تسليم بعض المهام بالكامل إلى المصريين. ومن خلال نهج خطوة بخطوة ، قام فريق البناء الصيني بتدريب عدد كبير من المديرين المتمرسين والعمّال الأكفّاء كما أسهم ذلك في خلق بعض فرص العمل للمصريين، وحصل على تقدير الحكومة..
وقد ثمّن وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، محمد شاكر، على معايير البناء وجودة المشروع، وقال إن الشركة الصينية تركت لمصر مشاريعها والتجربة الصينية والعمّال المدرّبين.