دمشق 28 يناير 2019 / وقعت الحكومة السورية والحكومة الإيرانية، اليوم (الاثنين) على 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم شملت العديد من المجالات أبرزها مجالات الطاقة والنظام المصرفي، إضافة إلى التجارية والمالية والصناعية والثقافية ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والنقل والاقتصاد، بحسب الإعلام الرسمي السوري، ومراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق.
وحضر التوقيع عن الحكومة السورية رئيس الوزراء عماد خميس، وعن الجانب الإيراني نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري الذي وصل إلى دمشق اليوم برفقه وفد إيراني رفيع المستوى.
وعقب توقيع الاتفاقيات، قال رئيس الوزراء السوري عماد خميس خلال مؤتمر صحفي، إن "زيارة جهانغيري تأتي في ظل العلاقات المتميزة بين إيران وسوريا"، مضيفا أن "الزيارة تأتي انطلاقا من أهمية علاقات البلدين وتوقيتها مهم في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة".
وقال رئيس الوزراء السوري إن "سوريا صامدة بعد سنوات الحرب الثماني بفضل صمود شعبها وجيشها ودعم حلفائها"، مؤكدا "مستمرون بكل السبل للتصدي لكافة أشكال هذا العدوان الذي بدأ وجهه الآخر المتمثل بالحصار الخانق والجائر على الشعب السوري".
وتابع خميس يقول إن "الاتفاقيات دلالة على جدية سوريا بشكل كبير لتقديم التسهيلات للشركات الإيرانية العامة والخاصة للاستثمار وإعادة الإعمار".
وأكمل أن "الاتفاقيات التي وقعت اليوم هي استكمالا للاتفاقيات الموقعة سابقا لكن اتفاقية التعاون الاقتصادي طويل الأمد هي أهم اتفاقية".
من جانبه، قال نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري "سنكون إلى جانب سوريا اقتصاديا كما كنا إلى جانبها في مكافحة الإرهاب"، مضيفا "لولا السياسات الناجحة لمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق لكان الإرهاب في أوروبا الآن".
وتابع نائب الرئيس الإيراني "طهران تعتبر أن انتصار سوريا هو انتصار لها وعلى المجتمع الدولي ضمان أمن هذه المنطقة"، متابعا "العالم يتجه الآن لمزيد من الأمن ويتم دحر الإرهاب وعلى العالم تقدير من قام بدحر الإرهاب".
وأوضح "تم التوصل إلى اتفاقات جيدة جدا في مجال التعاون المصرفي"، مضيفا "من ضمن المحاور التي أكدنا عليها هو ربط السكك الحديدية بين سوريا والعراق وإيران، والتي تربط الخليج الفارسي بالبحر المتوسط".
وتابع جهانغيري "نظرا للقدرات العالية التي تتمتع بها إيران في مجال محطات الكهرباء تم التوافق على التعاون في مجال احداث وإعادة تأهيل محطات الكهرباء في سوريا اولها سيتم غدا في اللاذقية".
ووصل جهانغيري إلى دمشق صباح اليوم (الإثنين) على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة تستغرق يومين تتركز على تعزيز العلاقات بين البلدين، والتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الاستراتيجية.
وعقدت بدمشق أمس (الأحد)، اجتماعات اللجنة الوزارية السورية الإيرانية المشتركة اجتماع عمل بدمشق لمناقشة القضايا التي سيتم بحثها والاتفاق عليها خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي ستنعقد اليوم.
وقال المحلل السياسي حميدي العبدالله إن "توقيع الاتفاقيات اليوم تستدرك الخطأ في العلاقات السورية الإيرانية منذ انتصار الثورة الإيرانية، ومن المعروف أن سوريا كانت حليفة لإيران والعكس صحيح"، مؤكدا أن العلاقات السورية الإيرانية منذ عقود ظلت في إطارها السياسي ولم تتجسد بعلاقات مشتركة على المستوى الاقتصادي.
وأضاف العبدالله في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إن "توقيع الاتفاقيات اليوم تستدرك هذا الخلل التاريخي في العلاقات السورية الإيرانية وتحدث التطابق ما بين العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين".
وأكد ان الحصار الأمريكي والغربي على سوريا وإيران كان له الدور الأكبر للعمل في هذا الاتجاه.
وتعتبر إيران، إلى جانب روسيا، من أهم الداعمين للسلطات السورية في الساحة السياسية الدولية وكذلك في تصدي دمشق للمجموعات المسلحة منذ اندلاع الأزمة في سوريا العام 2011.
وسبق أن أكدت الحكومة السورية على لسان وزيرها للاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل، الذي قام في 30 ديسمبر 2018 بزيارة إلى طهران، أن الشركات الإيرانية ستتمتع بالأولوية في إعادة إعمار سوريا خلال المرحلة ما بعد انتهاء الأزمة في البلاد.