"30 يناير 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ ثلاثة أجيال في المكتب، الادخار عند مواليد ما بعد السبعينات، والاستثمار عند مواليد ما بعد الثمانينات، والديون عند مواليد ما بعد التسعينات." تظهر هذه الجملة ظاهرة نموذجية للاستهلاك عند مواليد ما بين بعد 90 إلى بعد 00.
انتشار الاستهلاك المسبق
أصبحت التكلفة الاستهلاكية العالية نمط الحياة السائد عند المراهقين والشباب خاصة في المناطق الحضرية والحرم الجامعي بالصين، والتي تصل الى آلاف يوان تشمل أجهزة الكمبيوتر المحمولة، هواتف أبل، الكتب الإلكترونية، المعدات الرياضية، مستحضرات التجميل، بطاقات اللياقة البدنية، السفر إلى الخارج وغيره. ووفقًا لبيانات الاستطلاع، فإن 53٪ من طلاب الجامعات يختارون قروضًا نظرا لاحتياجات التسوق، وخاصة شراء مستحضرات التجميل والملابس والمنتجات الإلكترونية وما إلى ذلك، والتي تكون في الغالب خارج نطاق قدراتهم المادية. وتتزايد ديون الطلاب أكثر وأكثر نظرًا لعدم وجود مصدر دخل كافٍ.
الشباب في العمل لديهم ظاهرة الاستهلاك المتطور والاستهلاك المفرط أيضا.
يظهر تقرير التمويل الاستهلاكي لعام 2018، الذي يغطي 4.5 مليون مستخدم في 338 مدينة في الصين، أنه بالمقارنة مع مواليد ما بعد السبعينيات والثمانينيات، الذين يستهلكون عموما من أجل معيشية الأسر، ويفضل مواليد ما بعد التسعينات الانفاق على أنفسهم مع التركيز على تحسين نوعية الحياة، واكثرهم يتجاوز على قدرة استهلاكهم.
يشير "تقرير نتائج مؤشر الارتياح ذوي الياقات البيضاء عام 2018" الصادر عن شركة التوظيف وريادة الاعمال، أنه فقط 30٪ من الياقات البيضاء وديعتهم تتجاوز على 30 ألف يوان في عام 2018 و20٪ من العمال ذوي الياقات البيضاء ليس لم يوفر للمال فقط، وإنما لا يزال لديهم الديون.
قنوات ثلاث تدفع ظاهرة الاستهلاك المفرط
يعتقد بعض الخبراء والباحثين أن هناك سببان رئيسان وراء الاستهلاك المسبق والمفرط حتى الوقوع في أزمة الديون.
من ناحية، توسع استهلاك الشباب في ظل التطور الاقتصادي السريع والتحسين المستمر للاستهلاك في المجتمع ككل، ولكنه من السهل التعرض للاختلال أيضاً. وفي هذه العملية، هناك نقص في التوجيه الإيجابي في الأسرة والمدرسة والمجتمع أيضًا.
ومن ناحية أخرى، فإن إفراط الشباب في الاستهلاك حتى اللجوء الي الاقتراض للاستهلاك يرتبط أكثر بتواجد العديد من المحفزات في البيئة الاقتصادية والاجتماعية الحالية. وقد ساهمت التسهيلات لاقتراض الأموال، والإغراء المتعمد للاستهلاك المفرط، والتدفقات اللانهائية من مصائد القروض في استهلاك الشباب بالاقتراض.
كما يشهد الاقراض عبر الإنترنت، والمعروف باسم "التمويل للاستهلاك عبر الإنترنت" معدل توسع كبيرا. وتشير الإحصاءات إلى أنه في عام2013، بلغ حجم التمويل للاستهلاك عبر الإنترنت في الصين حوالي 6 مليارات يوان فقط، وفي عام2017، بلغ هذا الرقم 4.4 تريليون يوان، أي بزيادة قدرها 9 مرات مقارنة بالعام السابق.
أزمة الديون جديرة بالاهتمام
يرى الخبراء والعلماء أن اقراض الشباب للاستهلاك المفرط سيتسبب في تراكم مشاكل اجتماعية مختلفة.
أولاً، سيؤثر الاقتراض الأعمى على تكوين النظرة الصحيحة لمفهوم القيم والحياة للشباب. وكلما زاد الاستهلاك المفرط كلما صعب القضاء على الشهوات المتزايدة. وبمجرد تجاوز الديون قدرة التحمل الشخصي، فمن السهل تحفيز السلوك غير العقلاني. وعلى العكس من ذلك، فكلما كان التركيز على المهنة والادخار، أو حتى عدم وجود وقت للإنفاق، دخل الى مسار جيد وحياة العمل مليئة بالأمل.
ثانياً، تحمل الشباب عبء الديون في وقت مبكر، أو ترك سجل سيئ في نظام الائتمان الاجتماعي، سيفرض قيودا ثقيلا في الحياة والعمل ومن الصعب المضي فيه.
ثالثًا، كما يؤثر الاستهلاك المسبق للشباب بشكل مباشر على وضع عناية كبار السن في المجتمع ككل. ويبين "تقرير آفاق التقاعد في الصين 2018"، أن 56٪ من الشباب تحت سن 35 عاما في الصين لم يبدأوا الادخار لحياتهم بعد التقاعد، و44٪ منهم يدخرون 1339 يوان فقط كل شهر. وأن بعض الشباب في حالة " انعدام المدخرات، وارتفاع الدين "