人民网 2019:02:14.13:16:14
الأخبار الأخيرة

قصة أول عربي يقضي عيد الربيع في قرية البحيرة الخضراء بمقاطعة جيانغسي

لحظات مؤثرة لا تنسى في الصين

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2019:02:11.09:50

    اطبع
قصة أول عربي يقضي عيد الربيع في قرية البحيرة الخضراء بمقاطعة جيانغسي
تقديم عرض غنائي مع شابين من القرية

مقدمة: بمناسبة عيد الربيع الصيني 2019، اختارت صحيفة الشعب اليومية أونلاين بعض المقالات القيمة التي شارك بها بعض الأصدقاء العرب ضمن الفعالية التي تم الإعلان عنها قبل الأيام تحت عنوان" تجربتك في قضاء عيد الربيع داخل الصين" لتقاسم فرحة الأعياد والتجربة الفريدة لا تنسى.

بقلم/ عبدالرحمن علاء الدين، مصري مقيم بهانغتشو الصينية

مراجعة وتدقيق:صحيفة الشعب اليومية أونلاين

11 فبراير 2019/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ قبيل عيد الربيع في عام 2017 دعاني صديق صيني إلى بلدته في مقاطعة جيانغسي (JiangXi) بالإضافة إلى صديقين روسيين للذهاب معه إلى مسقط رأسه والاحتفال بعيد الربيع مع عائلته في قريته، ولم أحتاج إلى أي وقت للتفكير وقبلت الدعوة فورًا لأنها كانت فرصة لرؤية كيف يقضي الصينيون عيد الربيع بعيدا عن المدينة.

سافرنا بالسيارة من مدينة هانغتشو بمقاطعة تشيجيانغ إلى قرية البحيرة الخضراء (QingHuCun) بمدينة نانشانغ Nanchang بمقاطعة جيانغسي واستغرقت الرحلة أكثر من 6 ساعات، ووصلنا في منتصف اليوم الثاني والعشرين من يناير ورحب بنا أهل صديقنا بإشعال الألعاب النارية كبادرة ترحيب. عند وصولنا إلى القرية وجدنا الجميع يستعد للاحتفال في اليوم التالي بعيد الربيع فسألت صديقي: "أليس موعد عيد الربيع بعد أسبوع تقريبا من الآن! فلماذا ستحتفل القرية به غدا؟" فشرح لي ولأصدقائي الروسيين بأنه في تلك المنطقة العديد من القرى، وفي كل عام تحتفل كل قرية في يوم خاص بها، وكل عام تأخذ القرى الدور في أن تكون أولى من يحتفل بعيد الربيع، وفي ذلك العام كانت قرية صديقي هي صاحبة هذا الشرف.

في ذلك اليوم أخذنا صديقنا في جولة في القرية وقمنا بزيارة أقاربه وبعض من سكان القرية وكان الجميع يرحب بنا بحرارة شديدة وكانوا سعداء بحضورنا هذا الاحتفال.

صورة صديقي الروسي سلافا مع أقصر وألطف امرأة في القرية وزوجها وبنتها بالتبني (كانت الصورة بطلب من السيدة)

كرسي تدفئة في بيت أهل صديقي يعمل بالفحم، يمكن وضعه في الغرفة للجلوس عليه

وقمنا بزيارة المدرسة الابتدائية الوحيدة في المنطقة والتي أغلقت لعدم وجود عدد كافي من الطلاب. وفي المساء ذهبنا مع عائلة صديقي إلى معبد القرية حيث قامت القرية بأكملها بتقديم القرابين إلى أرواح أسلافهم، كما أشعلوا العديد من الشموع والألعاب النارية.

تقديم أهل القرية القرابين إلى أسلافهم

إشعال أهل القرية الشموع والألعاب النارية لأرواح أسلافهم

وعلى الجدران الداخلية للمعبد لوح أسود طويل، قال لنا صديقنا بأن هذا اللوح يحتوي على أسماء جميع الذكور الذين ولدوا في القرية ويكتب اسم الولد عندما يبلغ سن الثامنة وقد كُتب اسم ابن صديقي في العام السابق لأن عمره في ذلك الوقت كان تسعة أعوام.

كتابة أسماء جميع ذكور القرية على جدران المعبد بعد بلوغهم سن الثامنة

في اليوم التالي استيقظنا للاستعداد لليوم المنشود والاحتفال بعيد الربيع مع أهل القرية فتناولنا الفطور اللذيذ والذي كل مكوناته من البيت حيث يقوم أهل صديقي بتربية الدواجن وزرع المزروعات. وبعد انتهائنا من الفطور أخبرنا صديقنا بأنه هناك قناة إخبارية تريد عمل حوار معنا للتحدث عن شعورنا بقضاء عيد الربيع في القرية وكون القرية أولى من تحتفل بهذه المناسبة.

صورة المقابلة التليفزيونية بين إحدى قنوات مقاطعة جيانغسي وصديقينا الروسيين

(من اليمين سلافا، زوجته مارينا، ثم صديقنا أوليفر الذي كان يساعد في الترجمة)

بعد انتهاء المقابلة ذهبنا إلى الساحة الرئيسية حيث كان يقام الاحتفال. اثناء انتظار انتهاء التجهيزات فوجئنا بقناة إخبارية أخرى تريد عمل مقابلة معنا أيضا، واحسست أنا وصديقاي الروسيان كما لو أننا شخصيات مشهورة في القرية ولكن لم نعرف هل هذا لأننا أجانب أم لماذا وبعد انتهاء المقابلة السريعة بدأ الاحتفال وقدم أهل القرية العديد من العروض المختلفة وكان منها طبعا رقصة التنين. وبعد انتهاء العروض قدم إلينا عمدة القرية وتحدث معنا ثم قال جملة اخذت انتباهي حيث قال (أهلا بأول أجانب ودودين إلى قريتنا) فسألت صديقي ماذا يقصد بودودين؟ فقال لنا صديقي بأنه الأجانب الذين زاروا القرية من قبلنا كانوا اليابانيون أثناء الحرب وبأننا أول أصدقاء أجانب نأتي لزيارة هذه القرية، وبهذا عرفت لماذا كان الجميع يرحب بنا بشدة إلى بيوتهم ولقد كنا فرحين جدا ومباركين. ولهذا قررت مع صديقاي الروس أن نقوم في اليوم التالي بتعليم حصة خاصة مجانية لأطفال أهل القرية في المدرسة.

صورة في يوم الاحتفال مع بعض أطفال القرية (على اليسار سلافا ثم مارينا ثم أنا)

صورة المقابلة مع إحدى قنوات الملتيميديا أثناء الاحتفال

صورة جماعية مع أصدقائي من اليمين إلى اليسار صديقي أوليفر، مارينا، أنا ثم سلافا

 

رقصة التنين من إحدى عروض الاحتفال بعيد الربيع

وفي اليوم الرابع والعشرين من يناير استيقظنا مبكرين مثل العادة، ثم عرفنا بأنه ستقام جنازة لأكبر مُعمرة في القرية حيث تجاوز عمرها المائة عام، وحضر الجنازة جميع أفراد عائلتها بالإضافة إلى جميع أهل القرية.

مرافقة الفرقة الموسيقية للجنازة

وتعلمت عن عادات الجنازة في القرية والتي تختلف عن العادات في دولتي، حيث يقوم الحاضرون بلف وشاح أبيض حول ذراعهم ويشعلوا الألعاب النارية لإظهار الاحترام لروح المتوفية.

ارتداء مارينا لوشاح أبيض حول ذراعها كاحترام لروح المتوفية

كما قام أهل المتوفية بارتداء وشاح على الرأس بلون مختلف حسب درجة القرابة فأبناء المتوفية ارتدوا وشاح أبيض اللون وأحفادها ارتدوا وشاح أحمر وأبناء أحفادها ارتدوا وشاح أخضر وأحفاد أحفادها ارتدوا وشاح أخضر، ولقد رأيت في تلك الجنازة جميع تلك الألوان ولقد دهشت أنا وأصدقائي من حجم عائلة المتوفي حيث بلغ عدد العائلة أكثر من 30 فرد من أبناء وبنات وأحفاد الأبناء وارتدى واحد من أحفاد الأبناء وشاح أخضر على ذراعه بالنيابة عن ابنه الذي لم يتجاوز عمره العامين وحضر الجنازة أيضا الفرقة الموسيقية للقرية والتي رافقت الجنازة أثناء مسيرتها حول القرية.

ارتداء أهل المتوفية لوشاح رأس بلون مختلف على حسب القرابة

الأبناء باللون الأبيض – الأحفاد باللون الأحمر – أبناء الأحفاد باللون الاخضر – أحفاد الأحفاد باللون الأصفر

بعد انتهاء الجنازة ذهبنا إلى المدرسة مع أطفال القرية وأهلهم حيث قمنا بالتعرف عليهم وتعريفهم عنا وعن ثقافتنا وعلمناهم بعض الكلمات الإنجليزية وكان الجميع سعداء بهذه الفرصة ثم أخذنا صورة جماعية بالقرب من سور المدرسة أمام أقدم شجرة في القرية والتي تجاوز عمرها 400 عام.

صورة جماعية مع أطفال القرية خارج سورة المدرسة أمام أقدم شجرة في القرية والتي عمرها 400 سنة

صورة جماعية مع أهل السيدة اللطيفة

مشاهدة التقرير من قناة جيانغسي عن احتفال قرية البحيرة الخضراء بعيد الربيع وتناول التقرير المقابلة التليفزيونية معنا

قضيت مع أصدقائي باقي فترة الرحلة في زيارة الأماكن المختلفة في المدينة وزيارة أقارب صديقي، ثم عدنا إلى هانغتشو في الثلاثين من يناير.

لقد قضيت في قرية البحيرة الخضراء حوالي أسبوع واحد فقط ولكن كان أسبوع لا ينسى، فلن أنسى أبدا محبة وترحيب جميع أهل القرية بنا، ولقد تعلمت الكثير عن العادات الصينية.

إلى هذا اليوم مازلت شاكر لتلك الفرصة والوقت الذي لا ينسى وشاكر أيضا لصديقي أوليفر لدعوته لنا إلى قريته وإلى بيته وأتمنى أن تسنح لي الفرصة لزيارة القرية مجددا في المستقبل. 

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×